اليوم فقط صار العراق جديدا. وكل وطن تنهض ناسه بعد نومة جديد. هذه التظاهرات التي ترونها كانت قبل أيام حلما. لقد عبر العراقيون أخيرا "طسة" الثماني سنوات المظلمة. كانت عاثورة سوداء امتصت آخر ما بالعراق من قطرات للخير. لنعترف انها ليست اول تظاهرات عراقية اذ سبقتها عشرات ان لم اقل مئات من المظاهرات في زمن صدام وقبله وبعده. كلها وللأسف كانت مسيرة غير مخيرة. لم تكن تلقائية بالمرة حيث كان يسيرها حاكم او حزب او رجل دين او تاجر. ولا خير يرتجى من مسير غير مخير مهما كبر او صغر. اليوم فقط شممنا رائحة الديمقراطية التي اوعدونا بها منذ 12 عاما.
البعض لام المتظاهرين لأنهم ركزوا على الكهرباء. وانا معهم لان نقص الكهرباء نتيجة لسبب أكبر. لكن لا بأس فكل التظاهرات وحتى الحروب قد تشعلها شرارة صغيرة. لتكن الكهرباء هي القشة التي ستقصم ظهر الفساد. والأخطر من الفساد هو الغباء الذي تحكم بالبلد من الباب الى المحراب. الحس العراقي التقطها فقال عن الغباء "موهبة". كل امة تصير لها جارة حتى وان قادها حاكم دموي. لكن التي يقودها غبي سيضيع مالها وارضها وشعبها، كما ضاع منا 670 مليار دولار بأربع سنوات ومعها ضاع ثلث ارض العراق وتشرد ملايين من ناسه وسبيت المئات من نسائه. ما زلت احلم بمظاهرة تطالب بإحالة اغبياء "العصر" للمحاكم المدنية والعسكرية.
سؤال يلح عليّ جدا: هل كنا سنرى هذه التظاهرات السلمية والمؤمنة من قبل الحكومة، كما يحدث في كل بلد ديمقراطي، لو ان المالكي ظل لأربع سنوات عجاف أخرى؟ وكم سيكون حجم هذه التظاهرات، لا بل ووضع العراق كله، لو ان العبادي نفسه تسلم السلطة التنفيذية قبل ثماني سنوات؟
امام عيني افق عراقي لحلم أخضر يطارد به فقراء العراق شيوخ الحرامية والتزوير والكذب والغباء. انه يوم قيامة فقرائك يا عراق.
بـــــوادر خيـــــر
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2015: 09:01 م