أكثر من 70 سنة مضت على تحرير روما من الفاشية، والاعمال الفنية التي وضع النازيون أيديهم عليها تسعة أشهر، ما تزال في قبضتهم كما كان الأمر.وكان مركز إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية معقداً. فما الذي يمكن تذكره، إذ تغيرت روما من الحلفاء والاعداء؟ ولكن
أكثر من 70 سنة مضت على تحرير روما من الفاشية، والاعمال الفنية التي وضع النازيون أيديهم عليها تسعة أشهر، ما تزال في قبضتهم كما كان الأمر.
وكان مركز إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية معقداً. فما الذي يمكن تذكره، إذ تغيرت روما من الحلفاء والاعداء؟ ولكن تأثير ذلك كله على الايطاليين، ومع ذلك فان خلفية تلك الاحداث وتأثيرها على المواطنين، والمقاومة الايطالية حاربت – بل حتى وجود المقاومة نفسها – أقل من أن يكون أمراً معروفاً.
إن التغيير في موقع إيطاليا، حدث في تموز عام 1993، وفي بداية الشهر، نزل الحلفاء في سيسلي وبدأت الحملة الايطالية، في منتصف الشهر بدأ القصف الشديد لروما للمرة الاولى وفي نهاية تموز، اصبح موسوليني خارج السلطة وتم اعتقاله. ورئيس الوزراء الجديد بيترو بادوغليو، بدأ بالمفاوضات مع الحلفاء ولكن الحلفاء أعلنوا الهدنة حتى الثامن من أيلول، مانحين الالمان فرصة لتقوية امامكنهم وتحريك القوات من شمال ايطاليا الى الوسط.
وفي التاسع من أيلول بادوغليو، والملك فيكتور إيما نويل والقادة العسكريون في الحكومة، تركوا العاصمة الى الجنوب. وانتقل الجيش الالماني الى حيث الايطاليون، وبدأ الايطاليون يعانون من الاحتلال والحرمان والجوع والاضطهاد.
وهذه المقدمة عن تأريخ إيطاليا، قد جاء في فيلم إيطالي اسمه "روما مدينة مفتوحة"، من إخراج روبرتو روسلليني.
وكان تأثير الفيلم كبيراً على المشاهدين، ولكنهم أبدوا استياءهم لأن المخرج استخدم اناساً عاديين. وقد تم تنفيذ الفيلم في عام 1944، وبدأ عرضه عام 1945 قبل انتهاء الحرب. شيء ما في عمل روسليني وهو مزيج من الحقيقة والخيال، يلمع ما بين السطور، مضيفاً طبقة جديدة الى تجربته في روما.وكان البابا بيوس في خضم الحشد، خلال قصف سنت لورينت في روما – تموز عام 1993، وبعد تم قصف أحياء سان كوارتر في 1993 وكان روسيلليني في المقدمة، عندما بدأت السينما الايطالية تنتج افلاماً عن الحرب والفاشية وتواصلت 20 سنة، لتقدم واقع تلك الافلام الى الجمهور. وظهرت افلام لعدد من المخرجين البارزين: دي سيكا، فيسكونتي، وتم تقديم رواية ألبرتو مورافيا "إمرأتان" في فيلم من بطولة صوفيا لورين، عن أم وابنتها، اللتين تركا روما بعد احتلالها، وصعدا الى التلال في انتظار قدوم جيش الحلفاء.
وفي عام 1993 وفي منتصف شهر تموز، طارت القوات الجوية الامريكية فوق روما، ووجهت 9.125 قنبلة من 690 طائرة، وادت الى تدمير البيوت وقتل أكثر من 1.500 مدني.
أما البابا فقد طلب من روزيفيلت عدم ضرب المزيد من القنابل، بسبب كونها قبلة العالم المسيحي كما أنه زار الموقع ورفع يديه الى السماء، مرتديا زياً ابيض اللون.
وفي مراحل الشدة والضيق والجوع والقسوة التي يمارسها جنود الاحتلال عبر مذبحتين، الاولى تمت في (اوشويتز)، إثر ترحيل اليهود من روما في تشرين الاول عام 1943.. الثانية عند اطراف روما في كهوف ارديتابن، وتم اخفاؤها بنجاح الى ان التمرير. وهذان الحدثان تم تسجيلهما مباشرة من قبل جيوكومو ديبينيديتي وهو مفكر يهودي وناقد أدبي.
عن: الغارديان