جميل أن تدفعك المناسبة الى أن تعود بالزمن الى حيث لحظات من العمر التي تدوّن في سجل التاريخ الشخصي كمواقف تمر بتفاصيلها الحزينة أو الجميلة لتترك أثراً في الذاكرة يستقيظ كلما دقّت ساعة الاستذكار السنوية.
هكذا فرضت الذكرى الثانية عشرة لبزوغ شمس صحيفة (المدى) العودة لأول ايام الانضمام الى أسرتها الكريمة لنتشرف في المساهمة في بناء مجد هذا الصرح الإعلامي الكبير بيتاً يتسع لكل الأفكار والتوجهات ويفرض التزاماً أخلاقياً بقدسية المهنة ينصهر مع روح العمل الجمعي الذي يهدف الى نشر الكلمة الصادقة وتأسيس علاقة روحية موثوقة بين الصحيفة والقارىء.
البداية انطلقت عندما كنت أتواجد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية في عام 2008 وحينها كانت علاقتي بالعمل الصحفي الرياضي في طريقها الى الزوال بعد أن تيقنت صعوبة التواصل بالعمل مع مؤسسات صحفية ربما تفرض سياسة معينة في العمل لا تتناسب ورؤيتي أو أسلوبي في طرح القضايا بمساحة من الحرية غير المقيدة بسلاسل رقيب المجاملات والمحذورات المعروفة ، لكن شاءت الصدف ان ألتقي مع مجموعة من الأخوة العراقيين والعرب في إحدى المناسبات ليدور حديث عن الصحافة العراقية ما بعد 2003 وتأثيرها في الحياة الاجتماعية العامة وكالعادة فقد تباينت الآراء، لكن الغريب انها اجتمعت عندما ُطرِح سؤال عن اكثر الصحف تميزاً وانتشاراً واستطاعت أن تجد لها جمهوراً يمثل مختلف الشرائح على الرغم من حداثة تأسيسها وما أجتمعوا عليه هي صحيفة (المدى).
لا أنكر أن قدرة صحيفة محلية لم يمضِ على صدورها في حينه أكثر من خمس سنوات استطاعت ان تصل الى عقول القراء والمتابعين ممن يقيمون في بلاد المهجر قد أثار فيَّ رغبة التقرّب أكثر اليها والتعمّق في رسالتها الصحفية وتلمس الوسائل التي انتهجتها في تحقيق تلك الطفرة الكبيرة التي تجاوزت حدود الوطن لتتعلق في القلوب وإن بَعُدت المسافات.
لم أجد صعوبة كبيرة في فك أسرار نجاحها بعد أن كنت اُطالِع يومياً ما تنشره من مواضيع وأحداث ومقالات هادفة تحت أجواء من الحرية في التعبير عن الرأي لتحضر الصدفة مرة أخرى عندما جمعني حديث مع الزميل إياد الصالحي رئيس القسم الرياضي في الصحيفة الذي أبدى ترحيباً وتشجيعاً ورغبة في أن اكون من اسرة بيت المدى الصحفي.
بعد أيام قليلة نُشر لي أول موضوع عن قضية الشكوى المقدمة من قبل اتحاد كرة القدم ضد مشاركة اللاعب البرازيلي ايمرسون مع المنتخب القطري لأسجل بداية رحلة جديدة مع عالم عشقته وتواصلت معها على مدار اكثر من 7 سنوات وما زلت من خلال الصفحات الرياضية ومجلة (حوار سبورت).
الحديث عن صحيفة تنتمي لأسرتها ربما يشعرك بالحرج حين يظن البعض انها تمثل جانباً من المجاملة طالما انك جزء منها إلا أن الشعور بالمسؤولية المهنية والأخلاقية يستوجب ان نشهد بالقول والحقيقة في تقييمنا لأية صحيفة بعيداً عن طبيعة العلاقة التي تربطنا فيها وتلك الرؤية هي من نتاجات ودروس مدرسة المدى الصحفية.
مبارك للجميع ذكرى التأسيس والتواصل في أداء الرسالة الصحفية بالكلمة الصادقة والحيادية وحرية الرأي والتعبير وشكراً من القلب للمدى لأنها منحتني شرف أن أكون أحـد أبنائها.
شرف الانتماء للمدى
[post-views]
نشر في: 4 أغسطس, 2015: 09:01 م