هل نُطلق الأسماء على الأشياء والأشخاص والظواهر، انّ كلّ ذلك يولد حاملاً اسمه كجزء من تكوينه وكينونته؟
شخصياً أميل إلى الافتراض الثاني، إذْ، وبرُغم علمانيتي المطلقة، أؤمن بأن قوة ما، ربما في تركيبة الكون نفسه، تقرّر لنا وللأشياء، ليس مجرّد الشكل بل ا
هل نُطلق الأسماء على الأشياء والأشخاص والظواهر، انّ كلّ ذلك يولد حاملاً اسمه كجزء من تكوينه وكينونته؟
شخصياً أميل إلى الافتراض الثاني، إذْ، وبرُغم علمانيتي المطلقة، أؤمن بأن قوة ما، ربما في تركيبة الكون نفسه، تقرّر لنا وللأشياء، ليس مجرّد الشكل بل المسمّى ايضاً، حتى لكأن الاسم يندرح ضمن مكوّنات الحمض النووي لذلك الشخص أو الشيء.
هل للأشياء أيضاً حمضٌ نووي!!؟
وكذا «المدى» جريدةً، مؤسسةً وفكراً، ولدت لتشمل كل المدى العراقي بعمقه التاريخي والزمني، ليس الماضي فحسب، بل المدى المستقبلي، وصارت جريدة - صوتاً تؤسس للمستقبل العراقي بالحفاظ على ما هو جميل وأصيل في تاريخ هذا الوطن وهذا الشعب، تنظر إلى حاضره ببصيرة ورويّة، وتستشرف مستقبله الذي ينبغي، ولا بدّ، أن يكون افضل ممّا نحن عليه.
وتُصبح الجريدة «بنّاءً» يستعيد تضاريس الأرض العراقية بعد أن سطّحها النظام البائد بالعسف، والنظام الحالي بالتجهيل.
وإذا كنّا، نحن ابناءُ هذا الوطن، قادمين من بعيد، كما قال بالميرو تولياتّي، فإننا ذاهبون ايضاً صوب البعيد أيضاً، صوب الغد، رُغم المحن ورغم انف من حاولوا ويحاولون وقف تيار التقدّم بسحبه الى الوراء قروناً.. وما تظاهرات بغداد والناصرية والبصرة وبابل، وغيرها من المدن العراقية، إلاّ دليل على ذلك الوعي الذي تشكّل عبر العقود، وما عاد الدجل الطائفي قادرا على وقف بزوغه الجديد، بالضبط كما السنديانة، التي يمكن ان تُقلَّمَ كل عام، فإن اغصانها ستورق وارفة من جديد، لان جذرها يشرب نسغ الارض.. ونسغنا من ماء دجلة والفرات.
وهو ذات النسغ الذي تستقي منه «المدى» حيوية أوراقها..
أهو غزلٌ بـ «المدى»؟
نعم، أُقرّ وأعترف بأنه غزل.. لأنها جميلة.. حبيبة وضرورية..