اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بسبب الفوضى وغياب القانون..دراجات نارية "يتفلق " بها مراهقون وسط الازقة الشعبية

بسبب الفوضى وغياب القانون..دراجات نارية "يتفلق " بها مراهقون وسط الازقة الشعبية

نشر في: 8 أغسطس, 2015: 12:01 ص

 
في كل مناسبة تحذر وزارة الداخلية مديرية المرور العامة من أن انتشار الدراجات النارية بين اوساط المراهقين بات ظاهرة اجتماعية ومرورية سيئة لابد من الحد منها. بعدما حصدت حوادثها أرواح الكثير من الشباب وتسببت بعوق البعض الآخر، تقارير مديرية المرور

 

في كل مناسبة تحذر وزارة الداخلية مديرية المرور العامة من أن انتشار الدراجات النارية بين اوساط المراهقين بات ظاهرة اجتماعية ومرورية سيئة لابد من الحد منها. بعدما حصدت حوادثها أرواح الكثير من الشباب وتسببت بعوق البعض الآخر، تقارير مديرية المرور العامة تشير الى ان عدد الحوادث بات بالالاف خاصة في المناطق الشعبية التي تشهد الفوضى وغياب المعايير القانونية في ظل ما يشهده البلد من فوضى في مختلف الاتجاهات .. وبحسب ضابط مرور فان أعداد الحوادث غير المسجلة يقترب من نفس العدد أو يزيد، خاصة في ظل ما يعرف "بالتفليق" اي الحركات البلهونية بالدراجة النارية ... الظاهرة الاخرى هي أيجار الدرجات النارية من قبل المراهقين في المناطق الشعبية لا سيما في أيام الأعياد والمناسبات، حتى باتت تشكل خطرا على سائقيها والمارة إذ إن معظم هؤلاء لا يملكون إجازات سوق وأعمارهم دون السن القانوني، وفي حين يعد عدد من المواطنين انتشار هذه الظاهرة إلى قلة الأماكن الترفيهية والوضع الأمني المتردي الذي يدفع بالكثيرين بالبقاء بالقرب من مناطق سكناهم، طالب آخرون الجميع بالتعاون للحد من انتشار هذه الظاهرة، 
 

الاماكن الترفيهية
محمد عدنان صاحب محل لتأجير الدراجات النارية ذكرلـ (المدى)، الكثير من المراهقين يقبلون على هذه المحال لتأجير دارجة نارية مقابل( 5000) آلاف دينار ولمدة ساعة، يتجول بها في أزقة محلته، مبينا أن أكثرهم لا يملكون رخص قيادة لمثل هكذا درجات. مضيفا: أن أي حادث يرتكبه سائق الدراجة المؤجرة يتحملها هو وليس نحن كما حدث قبل أيام عندما قام أحدهم بصدم فتاة قام أهلها برفع دعوة قضائية عليه لأنه ليس نحن من قلنا له أن يقود دراجة، مشيرا إلى أن أصحاب المحال ليسوا جهة قانونية ليتأكدوا إذا ما هذا الشخص يستطيع قيادة الدراجة أم لا.
من جهتها قالت المواطنة رباب عفيف لـ (المدى) ، إن قلة الأماكن الترفيهية في البلاد والوضع الأمني المتردي دفع الكثير من المراهقين إلى أيجار الدرجات النارية كنوع من التسلية والترفيه عن النفس، مضيفة أن ذلك يعتبر متعة بالنسبة لهم ولا ينتبهون إلى الخطر الذي قد يسببوه إلى الآخرين. مؤكدة : على ضرورة معالجة هذه الظاهرة التي انتشرت لا سيما في المناطق الشعبية المزدحمة بالسكان.

التهديد بالقتل
محمد عناد شوقي شرطي مرور بين لـ (المدى)، إن المناطق الشعبية ذات الطابع العشائري لا تخضع للقانون والنظام، سيما أصحاب الدرجات، مبينا أن الكثير من حوادث السير تحدث في أيام الأعياد بسبب الأولاد الصغار الذين يستأجرون الدرجات النارية ويتجولون في الشوارع العامة بين السيارات لافتا: إلى أن مديرية شرطة المرور تحاول منع ظاهرة الدرجات النارية، من خلال مصادرة تلك الدراجات ولكن دون جدوى، مطالبا أولياء الأمور ورجال العشائر بمساندتنا في القضاء على هذه الحالة، فضلا عن لوم أصحاب الدرجات لأنه عندما يقع حادث سير يكون صاحب السيارة هو المذنب ويتقاضى عشائريا.
وأشار شوقي إلى أن الخدمة في المناطق الشعبية متعبة، ويواجه شرطة المرور المشاكل بسبب أن أغلب سكان هذه المناطق لا يخضعون لقانون الدولة وإنما للقانون العشائري وكثيرا ما نتعرض للدعاوى عشائرية بسبب تطبيقنا للقانون، وتصل أحيانا إلى التهديد بالقتل.

التفليق والعشيرة
كرار لم يبلغ 16 عاما بعد ، يملك دراجة نارية صغيرة اقنع والديه انها تفيده بالعمل، يجتمع مع عدد من رفاقه من سائقي الدراجات للتسابق حول القدرة على أداء ألعاب بهلوانية خطرة تعرف "بالتفليق". نجح كرار قبل أيام في التمرن على حركة جديدة تتمثل بالصمود واقفا لدقائق على ظهر دراجته، وهذا ما شجع اصدقائه على تقليده لكن لم يكن في بال كرار ان يسقط من الدراجة بسبب حفرة صغيرة في الشارع الامر الذي ادى الى جروح وكدمات بانحاء متفرقة من جسمه.
اما سلام صديق كرار وعلى الرغم من اصابته قبل عام تقريبا بكسر في يده بسبب سقوطه من على الدراجة، لكنه يستمر على ذات الأسلوب في السياقة السريعة، والحركات البهلوانية التي انتهت به قبل ايام بدهس طفلة تبلغ اربعة اعوام من العمر ولولا تدخل العشيرة لكان الان في السجن. اذ يقول : لو توفرت الساحات المخصصة لقيادة الدرجات النارية وممارسة هوايتنا بحرية لما نضطر الى قيادة الدراجة في الازقة والاحياء والشعبية ...

الارهاب والعصابات
ضابط المرور في بغداد لؤي نوري يقول: الجماعات الارهابية استغلت فوضى امتلاك الدراجات النارية وعدم تطبيق القانون ضدهم حيث قامت بعمليات انتحارية بالدراجات او تفخيخ بعضها وانفجاره في المناطق الشعبية بشكل خاص .. مضيفا: منها ما حصل في مقهى ارخيتة بالكرادة وكيف اودت بحياة العديد من رواد وزبائن المقهى.
واضاف نوري : استخدام الدراجات النارية بكثرة في شوارع بغداد خاصة تسبب بحوادث كثيرة وأصبحت تشكل عبئاً إضافياً على منتسبي شرطة المرور حتى بات البعض منهم يتجنبهم بسبب خطرتهم، خاصة ان بعض المجاميع الخارجة عن القانون والعصابات تمارس اعمالها على ظهر هذه الدراجات التي يقودها المراهقون.

البطة هارلي
قرب مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني في منطقة فضوة عرب يتجمهر صباح كل يوم جمعة المئات من راكبي الدرجات النارية بانواعها المختلفة واعمار راكبيها المختلفة ايضا ابو احمد صاحب محل لبيع الأدوات الاحتياطية للدراجات يقول بسبب اسعار الدراجات المناسبة نجد الكثير من الشباب والمراهقين يتقنونها، اذ يترواح سعر الدراجة بين 300 دولار الى 2000 دولار وحسب النوع والحجم والاستعمال او عدمه. موضحا: ان الكثير من الشباب يفضلونها بسبب الازدحامات المتكررة وكثرة السيارات في الشوارع التي لم تعد تتحمل ذلك ..
سرمد بعمر 22 عاما يتجول بين المحال والدراجات المعروضة باحثا عما ينفعه ويكفي ما يحمله من مال، حتى وجد ضالته بدراجة صغيرة يقول سرمد: لم يعد الشارع يتسع للسيارات خاصة ان عملي في منطقة الشورجة، وبوقت محدد غالبا ما يصادف مع ساعة الذروة لذا لم يكن امامي سوى الدراجة النارية. مضيفا: رغم الصورة غير اللائقة عنها في الشارع لكني مضطر لذلك ...
اما عمر الذي اشترى دراجة تعرف بالبطة (هارلي) بمبلغ 350 دولارا من اجل التسابق مع اقرانه في محلتهم الشعبية، وما يعرف بالتفليق، مشيرا الى ان بعض اصدقائه يفضلون الهونداي و السازوكي وسوبر ياناها هيلوكس، وغيرها من ماركات.

النساء وكبار السن
عدد من أهالي الاحياء الشعبية في بغداد شكا من انتشار ظاهرة الدراجات النارية في شوارع وازقة الاحياء والتي يقودها المراهقون في مجموعات تجوب الشوارع ليل ونهار لا يراعون حرمة بيت او مريض اوطفل نائم ناهيك عن السرعة التي يقودون بها دراجاتهم وسط الازقة.
عن ذلك يقول خالد حسين مدرس : راكبو الدراجات لا يعرضون حياتهم فقط للخطر، بل المارة خاصة كبار السن والاطفال ممن لايستطيعون الحركة بسهولة والهرب من حركاتهم البهلونية، محذرا الشباب من مغبة تعرضهم لإصابات خطيرة نتيجة انقلاب هذه الدراجات النارية ما يؤدي إلى الوفاة نتيجة شدة الإصابة او العوق والبقاء بكرسي متحرك مثلما حدث للكثير منهم.
يتفق معه بالرأي جواد كاظم يعمل في فرن صمون حيث يقول ان البعض من الشباب والمراهقين يتعمدون الضغط على دواسة السرعة الخاصة بالدراجة لإصدار صوت يربك الأطفال والنساء ويقلق المرضى فضلا عن خطورة تعرضهم للدهس لسيرهم بسرعات عالية جدا وسط الأماكن المكتظة بالمارة. مطالبا الجهات المعنية وخاصة رجال المرور بفرض عقوبات رادعة وتطبيق الأنظمة بحقهم .

الدراجة والحقيبة
قبل ايام كشف مصدر امني في شرطة الزبير عن القاء القبض على عصابة تقوم بسرقة الحقائب النسائية مستخدمة الدراجات النارية داخل مدينة الزبير. وقال المصدر ان قوة من مركز شرطة الزبير تمكنت ومن خلال نصبها كمائن للمطلوبين من اعتقال 3 اشخاص وضبط دراجاتهم النارية التي يستخدمونها وفي حوزتهم بعض المواد المسروقة مبينا ان افراد العصابة اعترفوا خلال التحقيق في تنفيذ اكثر من 8 جرائم لسرقة الحقائب النسائية في مناطق مختلفة من القضاء واعترافهم على الاخرين المطلوبين للقضاء.
واشار المصدر ان هناك عددا من الشكاوى سجلت لدى الشرطة عن حالات سرقة للحقائب النسائية والتي اعترف أفراد العصابة (ومعظمهم من الشباب المراهقين ويستخدمون الدراجات النارية) بقيامهم بالسرقة.
بين اونة واخرى تقوم مديرية المرور العامة بحملة حجز للدراجات النارية وتغريم مالكها او سائقها 30 الف دينار. عن ذلك يقول علي يحيي احد سائقي الدراجات : ان الدولة تتعامل بازدواجية بهذا الملف فهي تقوم باستيراد الدراجات النارية من الخارج، والمرور تمنع سيرها في الشوارع، مبينا ان مديرية المرور تقوم بحجز الدراجة وتغريم صاحبها مبلغ ( 30 ) الف دينار. اما كرم محمود ذكر ان شرطة المرور يقومون بحجز دراجات المواطنين فقط في حين لاتقوم بحجز اصحاب الدراجات من المنتسبين الأمنيين، مطالبا المرور بضرورة اصدار مستمسكات ثبوتية ولوحات ارقام للدراجات النارية. منوها: ان الكثير منا يستخدم الدراجات من اجل الوصول الى العمل ورزق عائلته.
بهذا الخصوص ذكرت مديرية المرور العامة تفعيل البيان رقم (4) لسنة 2004 والخاص بمنع استخدام الدراجات الصغيرة والتي تقل قوة محركها عن (125) سي سي في الطرق العامة وكذلك حجز الدراجات النارية التي تزيد قوة محركها عن (125) سي سي والتي تتجول بدون لوحات تسجيل ولحين تسجيلها والإيعاز إلى الجهات الأمنية المشاركة في خطة امن بغداد بتنفيذ البيان أعلاه وتسليم المخالفين إلى مفارز المرور لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. وبينت ان تسجيل الدراجات حجم 125 فما فوق مستمر. على تكون مرسمة كمركيا.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    يجب ان يكون هناك ردع صارم لأصحاب الدراجات النارية، وخاصة بما يحصل من حوادث،وزهق بالأرواح ،أو ان يكون السياقه تحت رقابة مشدده ومن يتخلف يكون مصادرة دراجة الناريه الحل الأمثل للجميع

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram