استذكرت جمعية الثقافة للجميع بمشاركة نخبة من الادباء والباحثين الراحل محمد علي الخفاجي ضمن منهاجها الثقافي الاسبوعي الخميس الماضي للحديث عن تجربته الشعرية والمسرحية بصفته واحداً من رواد المسرح الشعري العربي وقد اقترن اسمه بمسرحيته (ثانية يجيء الحسين)
استذكرت جمعية الثقافة للجميع بمشاركة نخبة من الادباء والباحثين الراحل محمد علي الخفاجي ضمن منهاجها الثقافي الاسبوعي الخميس الماضي للحديث عن تجربته الشعرية والمسرحية بصفته واحداً من رواد المسرح الشعري العربي وقد اقترن اسمه بمسرحيته (ثانية يجيء الحسين). وبيّن مقدم الجلسة الشاعر جبار سهم السواني ان الخفاجي زامله اثناء حياته الجامعية مع مجموعة من الشعراء وكان اشعرهم على حد وصفه بسبب موهبته المتقدة وانتمائه لعائلة راعية للأدب والثقافية، اضافة الى اجواء مدينة كربلاء الموحية. وقال: اتذكر مجموعته الثانية (مهراً لعينيها) يترجم من خلالها مشاعر الود لصديقته التي لم يوفق للارتباط بها. مشيراً الى انه كان محافظاً على كرامته فلم ينضوِ بين صفوف البعث، ولم يغادر البلاد. وتابع: التقيته بعد عودتي من الخارج وكان سقوط النظام مدوياً فاخذنا نحضر الندوات الثقافية في بغداد والمحافظات ونشارك فيها من خلال قصائدنا. واضاف: جنح الخفاجي الى قصيدة التفعيلة والحديثة، وقد كان الأديب الراحل عناد غزوان راعياً لمجموعته الشعرية. في حين رعى مجموعتنا العمودية الدكتور الراحل عبد الهادي الحمداني. وهكذا حتى فوجئنا بخبر رحيله ذات حزن عراقي، وقد نعته الاوساط الثقافية، وانطلق موكب تشييعه من اتحاد الأدباء الى ثرى جده في مدينة النجف الاشرف.
وفي حديثه أوضح الناقد علوان السلمان ان المسرح الشعري باعتباره احد طرائق التعبير الفني تمت ولادته نتيجة المعاناة الموضوعية والتطورات التاريخية مع تطور الوعي الابداعي للانسان، والأديب الخفاجي هو وجود حاضر بين جوانحنا بابداعه الشعري والمسرحي: ثانية يجيء الحسين ـ ابو ذر يصعد معراج الرفض ـ الحرية بكف صغير ـ نوح لا يركب السفينة ـ وادرك شهرزاد الصباح ـ وحينما يتعب الراقصون ترقص القاعة ـ وغيرها. لافتاً الى انه ابدع بمسرحيته (ذهب يقود الحلم .. مسلم بن عقيل) والتي تأتي متممة لمسرحيته "ثانية يجيء الحسين." وقال: هو في هذه المسرحية يعتمد اعتماداً كلياً في اشغال المشاهد جاعلاً منه عنصراً فاعلاً في العرض.
من جانبها اشارت الشاعرة حياة الشمري الى ان الخفاجي يعد اديباً مميزاً ترجمت كتبه الى عدة لغات وكتبت عنه رسائل جامعية. وقالت: اشتهر بكتابة المسرحيات الشعرية والتي كانت من اهمها (ثانية يجيء الحسين).
وقد وصفه الشاعر هلال كوتا بانه ظاهرة ادبية لا تتكرر، فهو الذي اخذ بيد الشباب الذين يقودون اليوم الحركة الشعرية. مشيراً الى انه كان ابوياً يشخص نقاط الضعف وينبه لمعالجتها لأجل الارتقاء للافضل. لافتاً الى انه كان يعاني من غيرة البعض وحسدهم فلم يأخذ مكانته الحقيقية التي يستحقها كأديب مبدع.
وأوضح المخرج المسرحي حميد السوداني انه اخرج للخفاجي ثلاثة اعمال مسرحية تميزت بتوظيف رهيب جعلها تمنع من العرض، مثلاً في مسرحية النبي نوح يقلب المعادلة فيجعل الذين يركبون السفينة هم الخاسرون، والذين يبقون يحافظون على الكتب والمدن. وقال: الخفاجي هو الكاتب الهادئ الفقير الذي يمتلك خزيناً كان يمكنه ان يصنع من خلاله الكثير. واذكر انه ارسل لي قصيدة يتغزل فيها بمدينة كربلاء مركزاً على النخلة والمرأة والمنارة بتطلع واسع نابع من شغاف قلبه.