تتلخص أهمية الفحوص الوقائية في أنها وسيلة قوية في الحفاظ على صحتك، فعن طريق فحوص معينة يمكن التنبؤ بمرض قبل حدوثه، ويمكن علاج أمراض معينة في بداياتها أو منع المضاعفات، كما في سرطان القولون أو مرض السكر، وتختلف الفحوص على حسب السن وعوامل الخطر التي لدى كل شخص.

 

سرطان البروستاتا

هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال بعد سرطان الجلد، وعادة ما يكون بطيء النمو والانتشار ولكن بعض الأنواع تكون عنيفة وسريعة الانتشار، وهناك فحوص يمكن إجراؤها لتشخيص سرطان البروستاتا مبكراً، حيث يكون العلاج أكبر قدرة على إحداث التأثير. تتضمن أهم فحوص سرطان البروستاتا الفحص الشرجي إلى جانب تحليل مضادات البروستاتا prostate specific antigen ويجب على كل رجل أن يبدأ مناقشة الفحص وأهميته وعيوبه مع الطبيب حسب السن كالتالي: في سن 50 للرجال المعرضين لنسبة متوسطة من الخطر، وسن 45 للرجال المعرضين لنسبة عالية من الخطر وخاصة ذوي الأصول الإفريقية، وكذلك سن 40 للرجال الذين لديهم تاريخ عائلي قوي بالإصابة بالمرض.

ارتفاع ضغط الدم

نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم تزداد مع تقدم العمر إلى جانب زيادة الوزن وعوامل معينة في أسلوب الحياة، ويعد خطر ارتفاع ضغط الدم أنه يعرضك للإصابة بمضاعفات خطرة من دون سابق إنذار مثل تمدد الأوعية الدموية. إلى جانب أمراض أخرى تتطور تدريجياً مثل أمراض القلب، الكلى، الجلطات، لذلك فمن المهم مع تقدم السن متابعة ضغط الدم فإذا كان مرتفعاً فمن الضروري لحماية صحتك أن تبدأ خطة العلاج مع الطبيب.

يمكن قياس ضغط الدم في أي مكان عن طريق الجهاز الخاص بذلك، ويعطي الجهاز قراءتين إحداهما تسمى systolic وهي تمثل ضغط الدم داخل الأوعية أثناء انقباض عضلة القلب والأخرى تسمى diastolic وهي تمثل ضغط الدم داخل الأوعية بين النبضات أو في حالة انبساط القلب وعادة ما يكون الطبيعي قراءة 120 /80 أو أقل قليلاً، وأكثر من 140/90 يعتبر ارتفاعاً في ضغط الدم ، في حين أن ما بينها هي مرحلة وسطى تعد «ما قبل ارتفاع ضغط الدم» حيث يجب أن تنتبه إذا كنت في هذه المرحلة التي ترشحك للإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا لم تغير من أسلوب حياتك وتتوقف عدد المرات المطلوب فيها قياس الضغط على حسب نسبة ارتفاعه وأيضاً العوامل الصحية لكل شخص.

نسبة الكولسترول: تنقسم أنواع الكولسترول إلى نوع جيد وهو الذي يحمي القلب ونوع سيئ وهو الذي يسبب أمراضاً إذا ارتفع عن معدل معين ويسمى البروتين الدهني قليل الكثافة Low Density Lipoprotein والذي عند زيادته يترسب على جدران الأوعية الدموية مسبباً فقدانها لمرونتها وتصبح أضيق وأكثر صلابة ، ما يعرض الشخص لأمراض القلب والجلطات وتصلب الشرايين ويحدث ذلك على فترات طويلة دون ظهور أعراض تذكر طوال هذه الفترة، وبمرور الوقت قد تتسبب في أمراض القلب والجلطات واستخدام الأدوية المتخصصة وتغيير نمط الحياة يساعد على ضبط مستوى هذا النوع من الكولسترول والوقاية من المضاعفات.

باستخدام فحص دم بسيط يمكن التعرف بمستوى الكولسترول الجيد والسيئ وأيضاً نسبة الدهون في الدم المسماة triglycerides، باستخدام هذه النتائج يمكن للطبيب تحديد مدى احتمالية تعرضك للمضاعفات وما تحتاجه للوقاية منها. الرجال من سن 20 عاماً من الأفضل إجراء هذه الفحوص كل 5 سنوات وبداية من 35 عاماً يجب إجراؤها بانتظام.

مرض السكري

عدم ضبط مستوى السكر قد يؤدي إلى أمراض القلب، الجلطات، أمراض الكلى، والعمى نتيجة تدمير الأوعية الدموية في العين إلى جانب مشاكل عصبية وفقدان للقدرة الجنسية، ولكن يمكن الوقاية من هذه المضاعفات عند اكتشاف المرض مبكراً عن طريق فقدان الوزن، الرياضة، الغذاء الصحي والأدوية المناسبة.

بشكل عام فإن معظم الأطباء يستخدمون فحص سكر الدم أثناء الصيام لقياس نسبة السكر ولكن البعض اتجه الآن لفحص نسبة الهيموجلوبين السكري والذي يعطي فكرة عن مدى انضباط نسبة السكر خلال الشهور القليلة الماضية. الأصحاء يمكنهم إجراء التحليل كل 3 سنوات بداية من سن 45 عاماً، أما إذا كنت معرضاً لخطر الإصابة بالسكري فمن الأفضل إجراؤه مبكراً وبشكل متكرر.