اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > المحمول... وسيلة القتل السريعة

المحمول... وسيلة القتل السريعة

نشر في: 10 أغسطس, 2015: 12:01 ص

بالأمس القريب سقط الهاتف المحمول من يد سائق شاب في الثامنة عشرة من عمره أثناء قيادته سيارته ذات الدفع الرباعي ومعه أخوته، مما أسفر عن وفاة شقيقته وإصابة بقية أشقائه بإصابات تراوحت بين البليغة والمتوسطة، إثر ارتطام سيارته بشاحنة معطلة على جانب الطريق

بالأمس القريب سقط الهاتف المحمول من يد سائق شاب في الثامنة عشرة من عمره أثناء قيادته سيارته ذات الدفع الرباعي ومعه أخوته، مما أسفر عن وفاة شقيقته وإصابة بقية أشقائه بإصابات تراوحت بين البليغة والمتوسطة، إثر ارتطام سيارته بشاحنة معطلة على جانب الطريق .
حوادث السير التي يكون سببها الرئيس الانشغال بالهواتف المحمولة باتت كثيرة واستفحلت حتى أضحت ظاهرة بارزة في مجتمعنا، فمعدلات الضحايا جراء هذا التهور أثناء القيادة تكاد تكون الأعلى على مستوى حوادث المرور.
فالمشهد العام يؤكد أن ظاهرة استعمال الاجهزة الإلكترونية أصبحت من متلازمات العصر المرضية، فالأداة التي من المفترض أن تكون وسيلة للاتصال وإنجاز المهمات، ولتقليص فارق الوقت والجهد، أصبحت وسيلة من وسائل استنزاف الوقت واللهو والثرثرة والقتل أيضاً .
حالة من الإدمان طالت كل الفئات العمرية، جعلتني أستذكر أحوال الناس قبلها، وكيف كان إيقاع حياتنا وشكل علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، تلك الوسائط وعلى الرغم من أهميتها لمن أحسن استغلالها، فإنها أصبحت أداة لانتهاك أمن حياتنا وخصوصياتنا، وبترت أواصر التواصل في معظم علاقاتنا الإنسانية، وفصلتنا عن محيطنا بشكل أو بآخر، وأصبحت تتحكم بنا على نحو أفقدنا مهارة التواصل فيما بيننا وعززت مهارتنا في فبركة الأعذار والتبرير، ونسج الجمل المفرزة وإعادة تدويرها على نحو مذهل بلا خجل أو مواربة كما صورة الموت .
الالتصاق بتلك الوسائط اللاسلكية والانقياد لها، ضمر حناجرنا، وضيّق صدورنا، واختزل لغتنا، وأصابنا بالبكم فضلاً عن التوحد، تلك الوسائط المتاحة للصغير والكبير استطاعت أن ترسخ حظوتها وتسيير حياتنا أصبحت وسيلة قاتلة بامتياز، فالاعتناء بها أفقد الكثير من كياسته الاجتماعية وأسقط عنه الكثير من أدبيات التواصل في الأماكن العامة والمناسبات واللقاءات الإنسانية، فمن أبجديات التواصل: الانتباه وحسن الإنصات، إذ يعد من السلوكيات غير اللائقة في أصول التعاملات الاجتماعية أن ينشغل الشخص بهاتفه المحمول مكندساً رأسه ذاهلاً عن محيطه، فالذوق يحتم على الفرد ألا ينشغل بأي وسيلة تقطع همزة التواصل مع الآخر، طالما لم تكن هناك ضرورة مُلحِة لذلك .
كل يوم تطالعنا الصحف بمشاهد مؤلمة لحوادث كان بالإمكان تفاديها لولا الانهماك والعبث بها أثناء القيادة والإفراط في استخدامها، دون الاحتساب لحجم خطورتها على الصحة العامة بسبب ذبذباتها الكهرومغناطيسية .
ظاهرة استخدام الهواتف المحمولة في السيارات تتطلب حملة كبرى على مستوى القطر , تشارك فيها جميع المؤسسات والدوائر الحكومية والهيئات والمدارس والجامعات، حملة تثقيفية تبرز آثارها السلبية اجتماعياً وسلوكياً والجرائم المتصلة بها، طالما أصبحت تلك الوسائط حاجة ضرورية وجزءاً من تفاصيل حياتنا، فالتوعية بمخاطرها والتعريف بأهميتها وكيفية استخدامها بصورة مثالية أصبح واجباً وطنياً لوقف ظاهرة نزيف الدماء المتصل بها، كما بالإمكان تغليظ العقوبة القانونية لحسرها كلياً، وتكريس تداولها الإيجابي ذهنياً وسلوكياً وثقافياً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram