في سابقة قل نظيرها، كرمت إسبانيا عبر منتدياتها الثقافية الشاعر والباحث والمترجم العراقي الكبير صلاح نيازي. وجاء التكريم تفاعلاً مع منجزاته الثقافية في مجال الشعر والبحث والنقد والترجمة وذلك اثناء زيارة الكاتب العراقي للعاصمة الإسبانية وإقامة سلسلة من

في سابقة قل نظيرها، كرمت إسبانيا عبر منتدياتها الثقافية الشاعر والباحث والمترجم العراقي الكبير صلاح نيازي. وجاء التكريم تفاعلاً مع منجزاته الثقافية في مجال الشعر والبحث والنقد والترجمة وذلك اثناء زيارة الكاتب العراقي للعاصمة الإسبانية وإقامة سلسلة من الندوات والقراءات الشعرية في أرقى ملتقياتها ومنتدياتها الفكرية على امتداد 5 أيام متتالية. وجاءت الدعوات من قبل مؤسسة بيت الشعر المدريدي والمنتدى الادبي ـ اتحاد الكتاب في مدريد إضافة إلى دعوة ثالثة من قبل مهرجان الثقافات الثلاث وقطار الشعراء في مدينة كوينكا التي تبعد عن مدريد قرابة 160 كيلو متر.
وكان اللقاء والأمسية الأولى في مدريد في بيت الشعر المدريديCasa de la poesía الذي تديره الشاعرة الإسبانية بيلار غونثالث حيث رحبت الشاعرة بالكاتب العراقي الكبير، ثم تم تقديمه للجمهور الإسباني من قبل الكاتب العراقي عبدالهادي سعدون والذي وصفه بكونه آخر أمجاد الشعرية العراقية الخمسينية التي توجهت وجهة الشعر العراقي والعربي المعاصر. بعد ذلك قرأ الشاعر نيازي مجموعة من قصائده باللغة العربية ورافقته القراءة باللغة الإسبانية الشاعرة خوليا آسود. وقد جاءت أغلب القراءات الشعرية من كتابه الشعري المنشور في دار نشر (آلفالفا) الإسبانية بطبعة مزدوجة اللغة بعنوان (قمر بغداد وقصائد أخرى). وكان اللقاء عودة للتواصل بين شاعرنا الكبير والجمهور الإسباني لاسيما شخصيات الاستعراب الإسباني مثل بيدرو مونتابث و كارمن رويث.
وفي اللقاء المدريد الثاني مع الشاعر العراقي ، الذي تم في أعرق مؤسسة فكرية أدبية وهي (المنتدى المدريديAteneo de Madrid) ، جاءت مداخلته عن الأدب العراقي والمنفى والحياة على مدن نصف قرن في إنكلترا وعن الترجمة وهموم الكتابة. وجاء التقديم من قبل الشاعرة الإسبانية مايا فكتوريا كارو، وقدمه وترجم له العراقي عبدالهادي سعدون. وتضمنت القراءات أجزاء من قصائده عن علاقته بإسبانيا لا سيما لوركا والجنوب. وتخللت اللقاء نقاشات طويلة عن الأدب والأندلس والترجمة وغيرها من المواضيع. وقد حضر حفل التكريم واللقاء جملة من المثقفين والفنانين العرب المقيمين في مدريد من بينهم: طلعت شاهين، محسن الرملي، حنوش، أحمد يماني، ظافر العبيدي، عبدو تونسي، جاسم العبودي وغيرهم.
أما اللقاء الثالث فقد تم في ملتقى الشعر التابع للجامعة الحرة في مدينة كوينكا الإسبانية، وقد نظمه الشاعر الإسباني من أصول عربية سمير دلغادو. وجاءت القراءات والمحاورات بناء على التكريم الذي حظي به نيازي من قبل مهرجان الثقافات الثلاث وقطار الشعراء، وهذه هي المرة الأولى التي يُمنح فيها درع المهرجان الشعري لشاعر أجنبي حيث تم تسليمه للشاعر من قبل مجموعة من شعراء المدينة الشباب. وفي اللقاء والقراءة الشعرية التي حضرها جمهور غفير، قدم الشاعر كل من سمير دلغادو وسعدون، حيث تحدث الاثنان عن تجربة الشاعر وعلاقته بالشعرية العربية وحضوره في الشعرية العالمية وعن علاقته بإسبانيا والثقافة الإسبانية. وحضر اللقاء ،إضافة لحشد من شعراء المدينة، رئيس جامعة كوينكا الحرة. واحتفت المدينة بحضور الشاعر عبر منشورات صحافية متعددة.