TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "سيلفي" نواب الرئيس

"سيلفي" نواب الرئيس

نشر في: 9 أغسطس, 2015: 09:01 م

تأملوا الصورة المنشورة فى معظم صحفنا لهذا اليوم.. دققوا جيدا فى هذه اللحظة التى تتشابك فيها ايدي الشباب، وهم يهتفون لوطن خال من "صبيان السياسة" ، وطن لامكان فيه لمشعلي الحرائق.
تلك هى الصورة التى نحتاجها هذه الايام، وينبغي أن نثبتها ونجذرها في اعماق جميع العراقيين، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطني وسياسي واجتماعي، وفى لحظة تبدو مؤاتية للغاية لكي يتصالح العراقيون مع انفسهم، ويستردون عنفوانهم الذي ضاع بفعل سلسلة من الجرائم السياسية التي ارتكبتها مجموعة من عميان السياسة.
كانت (المدى) المطبوع الوحيد الذي اعتبر تعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية ومثلهم لرئيس الوزراء مخالفة قانونية، وكنا أول من طالب القضاء العراقي بالوقوف بوجه المتلاعبين بالدستور حين تم الإصرار على اختيار نواب الرئاسات الثلاث، كتبت في هذا المكان أقول: "لا.. مرة ومرتين وثلاث وعشر لسلة مجلس النواب الفاسدة، لان دماء الشهداء الذين ناضلوا من اجل عراق جديد تساوي أكثر بكثير من المعروض علينا من بضاعة منتهية الصلاحية أطلق عليها "نواب رئيس الجهورية". قلنا: لا.. لأصحاب الحملات الذين استبدّ بهم العشق، للمناصب الشرفية فخرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم جهادا في سبيل تعيينهم نوابا لرئيس الجمهورية.
منذ سنوات و صبيان السياسة العراقية ، يقرأون تظاهرات العراقيين بطريقة عميان فولتير، انعدام في الرؤية وغياب في البصر والبصيرة وتهافت من اجل المكاسب والمغانم، ولهذا كان لابد ان يتوحد الشباب في كل المحافظات كي ينتشلوا البلاد من تحت أنقاض سياسات بليدة ابطالها مجموعة من المغامرين النصابين تعاملوا مع البلاد باعتبارها شركة مساهمة، يمصون دمها ويجففون خيراتها، ويحجبون النور عن أبنائها.
بالامس وانا اسير باتجاه ساحة التحرير شاهدت العراق ببهائه وتألقه، رأيته ومشيت فى ركابه وهتفت معه فرحا وأملا فى عراق أفضل وأجمل لا مكان فيه لمسؤول يدير ظهره للناس، ولا لعصابة تختطف الوطن سياسيا واقتصاديا وتاريخيا.
بالامس كان الصوت واضحا: لا لمسؤولين أثبتوا فشلهم، لأن مصائر الناس لا يمكن أن تترك لإرادة أفراد يحكمونها ويتحكمون فيها.. لا.. لكل المفسدين ومدّعي السياسة وناهبي المال العام، فالذين أصروا على الحصول على امتيازات بملايين الدولارات، لم يلتفتوا إلى العراقيين وهم يذبحون في الشوارع.. لا.. لكل الذين يريدون الاستخفاف بإرادة الناس، حين يطلبون منهم أن يظلوا ساكتين صامتين راضين داعمين لمهرجان الشعوذة السياسية تحت شعارات مضحكة من عيّنة الحفاظ على السادة المسؤولين لأنهم يمثلون ثروة وطنية.
بالامس قرر شباب العراق ان يرموا في دهاليزالنسيان ، كل صور السيلفي التي التقطها نواب الرئيس بغفلة من الشعب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كمال يلدو

    شكرا لك يا رائع. قلمك هذا فيه كل النبض الأنساني الصافي . شكرا من القلب يا شجاع.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram