تأملوا الصورة المنشورة فى معظم صحفنا لهذا اليوم.. دققوا جيدا فى هذه اللحظة التى تتشابك فيها ايدي الشباب، وهم يهتفون لوطن خال من "صبيان السياسة" ، وطن لامكان فيه لمشعلي الحرائق.
تلك هى الصورة التى نحتاجها هذه الايام، وينبغي أن نثبتها ونجذرها في اعماق جميع العراقيين، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطني وسياسي واجتماعي، وفى لحظة تبدو مؤاتية للغاية لكي يتصالح العراقيون مع انفسهم، ويستردون عنفوانهم الذي ضاع بفعل سلسلة من الجرائم السياسية التي ارتكبتها مجموعة من عميان السياسة.
كانت (المدى) المطبوع الوحيد الذي اعتبر تعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية ومثلهم لرئيس الوزراء مخالفة قانونية، وكنا أول من طالب القضاء العراقي بالوقوف بوجه المتلاعبين بالدستور حين تم الإصرار على اختيار نواب الرئاسات الثلاث، كتبت في هذا المكان أقول: "لا.. مرة ومرتين وثلاث وعشر لسلة مجلس النواب الفاسدة، لان دماء الشهداء الذين ناضلوا من اجل عراق جديد تساوي أكثر بكثير من المعروض علينا من بضاعة منتهية الصلاحية أطلق عليها "نواب رئيس الجهورية". قلنا: لا.. لأصحاب الحملات الذين استبدّ بهم العشق، للمناصب الشرفية فخرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم جهادا في سبيل تعيينهم نوابا لرئيس الجمهورية.
منذ سنوات و صبيان السياسة العراقية ، يقرأون تظاهرات العراقيين بطريقة عميان فولتير، انعدام في الرؤية وغياب في البصر والبصيرة وتهافت من اجل المكاسب والمغانم، ولهذا كان لابد ان يتوحد الشباب في كل المحافظات كي ينتشلوا البلاد من تحت أنقاض سياسات بليدة ابطالها مجموعة من المغامرين النصابين تعاملوا مع البلاد باعتبارها شركة مساهمة، يمصون دمها ويجففون خيراتها، ويحجبون النور عن أبنائها.
بالامس وانا اسير باتجاه ساحة التحرير شاهدت العراق ببهائه وتألقه، رأيته ومشيت فى ركابه وهتفت معه فرحا وأملا فى عراق أفضل وأجمل لا مكان فيه لمسؤول يدير ظهره للناس، ولا لعصابة تختطف الوطن سياسيا واقتصاديا وتاريخيا.
بالامس كان الصوت واضحا: لا لمسؤولين أثبتوا فشلهم، لأن مصائر الناس لا يمكن أن تترك لإرادة أفراد يحكمونها ويتحكمون فيها.. لا.. لكل المفسدين ومدّعي السياسة وناهبي المال العام، فالذين أصروا على الحصول على امتيازات بملايين الدولارات، لم يلتفتوا إلى العراقيين وهم يذبحون في الشوارع.. لا.. لكل الذين يريدون الاستخفاف بإرادة الناس، حين يطلبون منهم أن يظلوا ساكتين صامتين راضين داعمين لمهرجان الشعوذة السياسية تحت شعارات مضحكة من عيّنة الحفاظ على السادة المسؤولين لأنهم يمثلون ثروة وطنية.
بالامس قرر شباب العراق ان يرموا في دهاليزالنسيان ، كل صور السيلفي التي التقطها نواب الرئيس بغفلة من الشعب .
"سيلفي" نواب الرئيس
[post-views]
نشر في: 9 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
كمال يلدو
شكرا لك يا رائع. قلمك هذا فيه كل النبض الأنساني الصافي . شكرا من القلب يا شجاع.