اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وعّاظ السلاطين وحجر المرجعية

وعّاظ السلاطين وحجر المرجعية

نشر في: 11 أغسطس, 2015: 09:01 م

للوقوف ضد الحركة الاحتجاجية الشعبية المطالبة بإصلاح النظام السياسي ومكافحة الفساد الإداري والمالي، لم يجد بعض الفاسدين والمفسدين، بمن فيهم وعّاظ سلاطين ضالعون في الفساد بشكل أو آخر، غير السعي لفتح جبهة حرب مفتعلة بين الإسلاميين والعلمانيين.
المفسدون هؤلاء، أو شهود الزور على الفساد وسائر مظاهر تحلّل النظام السياسي الذي أقيم على قاعدة المحاصصة، رفعوا عقيرتهم بالزعم أن المظاهرات التي انطلقت في اليوم الأخير من الشهر الماضي، يقف وراءها علمانيون يريدون "العودة الى النظام اللاديني". هذا بالطبع كلام متهافت، فنظام الحكم القائم الآن ليس دينياً لكي يتظاهر العلمانيون من أجل إلغائه أو إطاحته والعودة إلى النظام اللاديني. الدستور الذي استفتي عليه الشعب العراقي في العام 2005 لم يتضمن أي مادة تقول بدينية نظام الحكم، بل إن المادة الأولى في هذا الدستور تنصّ على أن "جمهورية العراق دولةٌ اتحادية واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ"، وما من علاقة، بالطبع، للنظام الديني بالديمقراطية، بل إنه مناهض للديمقراطية ومناقض لمبادئها.
الإسلاميون، الشيعة والسنة، الذين شكّل ممثلوهم الأغلبية في الحكومات ومجالس النواب وهيئات الدولة الأخرى على مدى الاثنتي عشرة سنة الماضية هم الذين ركنوا الدستور جانباً وعطّلوا الكثير من أحكامه وفرضوا هيمنتهم على البلاد بموجب نظام المحاصصة الذي أدى إلى أن يتحوّل العراق إلى دولة فاشلة بامتياز، وهم الذين سنّوا القوانين واتخذوا الإجراءات التي حالت دون مغادرة هذا الفشل ومساءلة الفاسدين والمفسدين وإقامة نظام حكم يحقق العدالة الاجتماعية.
الذين اعتلوا المنابر وسعوا لتلفيق التهم في حق العلمانيين ومحاولة التحريض ضدهم، كان عليهم لوم السياسيين الإسلاميين لأن الكثير منهم ممن تقلدوا المناصب الرفيعة والوظائف المهمة في الحكومة ومجلس النواب والهيئات الأخرى لم يفوا بالوعود والعهود، وكانوا حجر الزاوية في عملية بناء نظام حكم لا يقوم على أسس العدل والإنصاف والوطنية، وإنما ابتدعوا نظام المحاصصة الذي فتح أوسع الأبواب لتولّي عديمي النزاهة والكفاءة والخبرة والوطنية أهم المناصب في الدولة.
الأحزاب الإسلامية تهالكت أكثر من غيرها على الانتهازيين المتملّقين والمتزلّفين لضمّهم إلى صفوفها ودفعهم إلى المناصب القيادية فيها وفي الدولة، وبين هؤلاء عدد غير قليل من فلول نظام صدام الذين وجدوا في هذه الأحزاب ملاذات آمنة لهم لتفادي ملاحقتهم عن جرائمهم في حق الشعب العراقي في فترة حكم صدام.
أفضل وأقوى ردّ على وعّاظ السلاطين أصحاب الأطروحة المتهافتة بخصوص"المؤامرة" العلمانية، جاء من مرجعية النجف الدينية التي لم تكتف بتأييد حركة المظاهرات وإنما دعت أيضاً رئيس الحكومة لأن يكون أكثر جرأة وإقداماً في تلبية مطالب المتظاهرين، وبالطبع فإن أول وأهم هذه المطالب هو معالجة الخلل البنيوي في النظام السياسي القائم على المحاصصة والذي شكّل على مدى الإثنتي عشرة سنة الماضية الحاضنة المثالية للفساد الإداري والمالي ولكل مظاهر فشل دولتنا في ظل نظامها الحالي.
موقف مرجعية النجف هذا ألقم وعّاظ السلاطين هؤلاء، وسواهم ممن خططوا لإجهاض الحركة الاحتجاجية، حجراً كبيراً وثقيلاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram