عقب ظهوره بنحافة ملفتة للنظر في مهرجان دبي السينمائي في دورته العام الماضي، ثار الجدل والقلق حول حقيقة مرض الفنان نور الشريف.
وقد تساقطت دموع الفنان الكبير بعفوية أثناء تكريمه في حفل افتتاح المهرجان خاصة مع تزايد الأسئلة التي تلاحقه والتي تريد الاستفسار والاطمئنان على صحته ومعرفة حقيقة المرض الذي يعاني منه.
وقال نور الشريف في حينها إنه يعاني من تجمع مياه حول الرئة خضع على إثره لعملية جراحيّة، وأنه تعافى بعد هذه الجراحة.
دخل نور الشريف السينما في وقت كانت فيه تدشن مرحلة جديدة في تاريخها حيث برز فرسان الموجة الجديدة مخرجين وممثلين وفنيين وكان لا بد ان تجد موهبة مثل موهبة نور الشريف طريقها.. وشاءت المصادفة ان تكون انطلاقته التي لفتت اليه الانظار بواحد من اهم افلام حسن الامام هو"قصر الشوق" وهو الدور الاول سينمائيا حيث قدم شخصية كمال ، الشاب المتنور.. وكان بذلك نجما اخر يقدمه مكتشف النجوم.
ورغم انه شارك بالكثير من الافلام خلال السبعينات ومن بينها ما ينتمي الى افلام المقاولات.. الا ان ذلك كان تمرينا لا بد منه لتكريس اسمه ونجوميته.. فكان عنصرا فاعلا في افلام هذه الموجة التي بدأت نهاية السبعينات بمجموعة من السينمائيين: عاطف الطيب، محمد خان، علي بدر خان، ورأفت الميهي، وخيري بشارة ، ورضوان الكاشف، ومحمود عبد العزيز، واحمد زكي، ومحمد وفيق واخرون ، وهي الموجة التي شكلت منعطفا تاريخيا في مسيرة السينما المصرية من خلال الموضوعات التي تناولتها واسلوب معالجتها، وهي الموجة التي
كسرت الشكل التقليدي لابطالها، حيث لم يعد البطل مفتول العضلات ورومانسيا بل بطل يعيش بين ظهرانينا : سائق اوتوبيس.. أو معتقل سياسي أو سائق تكسي يعشق فتاة الليل.
مع هذه الموجة دخل نور الشريف السينما، وهذه المرة يتحسس مجددا ويستبطن قدرته في الاداء.. في فيلم (الكرنك) مع علي بدرخان حيث يعيش تفاصيل المعتقل السياسي ومعاناته ثم دوره في فيلم (سواق الاوتوبيس) مع عاطف الطيب الذي يعد اهم ادواره على الاطلاق في فيلم يرى فيه الناقد واحدا من اهم افلام السينما المصرية. والذي يشكل عودة للواقعية في السينما المصرية وسيشارك في غير فيلم مع الطيب من بينها (ناجي العلي) الذي يقدم نور الشريف فيه سيرة الفنان الفلسطيني المناضل ناجي العلي، الذي تم اغتياله في لندن من قبل الموساد الاسرائيلي.
وفيلم (ليلة ساخنة) عن سائق تاكسي، الذي تأخذه المصادفة للتعرف على فتاة ليل ودخول عالم آخر يعيش حياة لم يألفها .
كان نور الشريف فرس رهان لكثير من المخرجين، بسبب امكانياته على الاداء الذي يذهب حد الكمال، وقدرته على تقمص الشخصية المنسوبة اليه . حيث قدم خلال مسيرته ادوارا متنوعة ومختلفة مع مخرجين تعددت اساليبهم. بافلام وصلت الى 170 فيلما. فمنذ بداية السبعينات وحتى فيلمه الاخير(بتوقيت القاهرة) الذي عرضه لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي العام الماضي عمل نور الشريف مع كبار مخرجي مصر ابتداء من حسن الامام ويسف شاهين وليس انتهاء بالمخرج الشاب امير رمسيس.
وعلى طريقة السينما المصرية التي تدفع الممثلين الكبار في العمر الى هجرتها حيث التلفزيون، ، رحل نور الشريف وابناء جيله محمود عبد العزيز ، ومحمود ياسين.. واخرون حيث دخل التلفزيون وقدم عددا من الاعمال التلفزيونية مثل (عمر بن عبد العزيز) و(هارون الرشيد) و(لن اعيش في جلباب ابي) و(الدالي) وغيرها من الاعمال، التي قدم فيها اداء متميزا ..
وهكذا في المسرح الذي كان المحطة الاولى في دخوله عالم الفن من خلال دور صغير في مسرحية (الشوارع الخلفية)، ليعقبها بعدد من الاعمال منها «القدس في يوم آخر»، «سهرة مع الضحك»، «كنت فين يا علي»، «يا غولة عينك حمرا»، «يا مسافر وحدك».
برحيله تكون السينما العربية قد فقدت هذا العام واحدا من اهم نجومها الذين من الصعب تكرارهم.
نور الشريف
[post-views]
نشر في: 12 أغسطس, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...