كارثة بيئية

رئيس خلية الازمة الوزارية الخاصة بملف جفاف الاهوار وزير البيئة قتيبة الجبوري هو الاخر حذر من كارثة بيئية تهدد الحياة في مناطق الأهوار جنوبي البلاد، لافتا إلى نفوق الأسماك، والمواشي على نطاق واسع بسبب الجفاف. مطالبا: بإيجاد السبل الكفيلة لمعالجة ظاهرة الجفاف. مؤاكد: أن انخفاض منسوب المياه في الأنهار، وزيادة نسبة الملوحة، أدت إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك، وهلاك الثروة الحيوانية، وخاصة الجاموس.

وقال الجبوري إن المعاناة التي يواجهها سكان الأهوار أثرث بشكل مباشر على المستوى البيئي والصحي، والإنساني مبينًا أن عشرات القرى في مناطق الأهوار، مهددة بالاندثار نتيجة الجفاف، الذي يدفع بساكنيها إلى النزوح بعد هلاك مواشيهم، وجفاف المياه، التي يعتمدون عليها في معيشتهم وصيدهم.

سد حديثة

الخبير البيئي جاسم الاسدي يقول : الجفاف يشتد يوماً بعد آخر، الفرات كسيح،والأهوار تستعر حرائقاً ودخان.الجواميس يقتلها الظمأ ،والأسماك تختنق من أنعدام الأوكسجين وأرتفاع الملوحة والحرارة معاً.يقال أن سد حديثة شبه فارغ بعد أن كان العام الماضي مثل هذا اليوم يزيد خزينه المائي على 7 مليارات م3. كيف وأين ومتى فرطنا بهذه الكمية التي كان بأمكاننا أن نستفيد منها لآكثر من موسم جاف؟.الأسئلة تلاحقني والموت يلاحق سكان الأهوار. والمتفرجون يملؤون الممرات والقاعات الباردة في مجلس النواب، في ظهيرة تجاوزت حرارتها الخمسين 

هنا في صحراء أهورنا المجففة.

اليوم وبعد أعادة أغمارها مجدداً أبتداءاً من نيسان عام 2003 ،ينبغي لنا الوقوف على واقعها وتنوعها وسكانها ودورة حياتها بعين فاحصة،محللة،ناقدة، متفائلة أن شئتم ، فلا حياة بدون ماء، وها هو يغمر مساحات تعد بألاف الكيلومترات المربعة منها ، لكن هذا وحده لا يكفي .علينا بدءاً أن ندعم عودة الذين أجبروا على مغادرتها قسراً مابين أعوام 1990- 2003على وجه التحديد ، بالبنى التحتية اللازمة (مياه صالحة للشرب،أنظمة معالجة الصرف الصحي،قرى خضراء صديقة للبيئة، رعاية صحية وبيطرية، تعليم للصغارومحو أمية للكبار..) أن نبث الوعي البيئي الذي يجعل من وجودنا دافعا للتطور لا عائقاً للأستدامة، أن نرتقي بالبيئة والأنسان معاً، فهما صنوان يكمل أحدهما الآخر ويؤثر فية بشكل فعال.أن نبني مجتمعا منسجماً مع متطلبات البيئة النظيفة.أن نطور آليات المراقبة والتحقق،نبث روح الحماس في تقديم الرؤى التي تعني بسبل العيش الحكيمة،والنظم المائية الأكثر فعالية.

مياه الشرب

من جهته اعلن محافظ ذي قار يحيى الناصري عن اتخاذ اجراءات استثنائية لتوفير مياه الشرب لمناطق اهوار الناصرية، محملا وزارة الموارد المائية مسؤولية ضعف الاطلاقات المائية الواصلة الى المحافظة وما نجم عنها من شح في مياه الشرب بمناطق الاهوار. موضحا: ان ازمة المياه في محافظة ذي قار لازالت معقدة وتتسبب بتفاقم معاناة المواطنين في مناطق الاهوار والوحدات الادارية المتاخمة لها كون تلك المناطق تقع في نهايات الانهر . واضاف الناصري: ان مياه الشرب اصبحت عسيرة جدا في المناطق المتاخمة لاهوار الناصرية ولاسيما قضاء الجبايش ، مشيرا:واشار الى ان وزارة الموارد المائية للان لم تتبنَ معالجات ناجحة لحل ازمة المياه في المحافظة وهذا ما ادى الى مشاكل كبيرة في توفير مياه الشرب لسكان الوحدات الادارية التي تقع ضمن مناطق الاهوار. مبينا ان" قضاء الجبايش يواجه حاليا شحة كبيرة في المياه ادت الى توقف محطات ومجمعات مياه الشرب.

مشاريع وفساد

الشيخ صيهود كاظم الكعبي من أهالي الأهوار، يقول ان الكثير من المشاريع التي اقيمت بالفترة الماضية شابه الفساد خاصة تلك المتعلقة بالاهوار من بحيرات او ممرات مائية ترفد الاهوار. مضيفا: ان هناك اجندة سياسية عند بعض القوى لجفاف الاهوار وتحويلها الى ارض جرداء تمحي تاريخ البعض منهم المشبوه. ودعى الشيخ الكعبي الحكومة والجهات المعنية من وارات ومؤسسات ومنظمات بيئة الى ضرورة الضغط على الجهات والدول التي تمنع وصول المياه الى الاهوار، فالخطر يهدد مئات الالاف من الناس بالاضافة الى الثروة الحيوانية المهددة هي الاخرى.

 

 

 

 

 

 

فاصلة:
الى من يهمه الامر: الاهوار ليست مسطحات مائية لتربية الجاموس فحسب، ولا ماؤى للطيور المهاجرة، هي تاريخ، حضارة. من يريد ان يكون بعيثا او على شاكلة صدام يعمل بما عمل بالاهوار.