اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الخوف حلو..!

الخوف حلو..!

نشر في: 12 أغسطس, 2015: 09:01 م

لا يغرّنكم أنهم حضروا بأغلبية ساحقة على غير المعتاد، ولا يغرّنكم أنهم جميعاً رفعوا أيديهم، على غير المألوف أيضاً، تأييداً لخطتي الحكومة ورئاسة مجلس النواب الخاصتين بالإصلاح الإداري والمالي، فنصفهم في الأقل لا يؤمنون بالإصلاح ولا يرغبون فيه، وسيعملون بالضدّ منه بكل ما أوتوا من قوة.. ولا تستهينوا بقوتهم.
أن يحضر الجميع تقريباً إلى جلسة البرلمان وأن يُجمعوا على القبول بما مطروح عليهم والمصادقة عليه من دون نقاش، فهذا حصل لأنهم خائفون على مصالحهم وامتيازاتهم.. خائفون من المتظاهرين ومن عواقب الاصلاح... نعم فـ "الخوف حلو" كما نقول
لم يحدث الفساد الإداري والمالي والسياسي الذي أشاع الدمار والخراب والفقر والجوع والأمية والتخلف وامتهان الكرامة البشرية على مدى الإثنتي عشرة سنة الماضية، على سطح القمر أو المريخ ولا في بلاد الواق واق.. إنه حصل في هذي البلاد. والفاسدون لم ينزلوا من الفضاء ولا خرجوا من أعماق البحار.. إنهم هم الذين احتلوا مراكز السلطة والنفوذ واستحوذوا على المال، أعضاء متنفذون في الحكومات ومجالس النواب المتعاقبة وفي السلطة القضائية والهيئات "المستقلة" أيضاً، ومعهم مقاولون وتجار ومصرفيون حقيقيون ووهميون وسماسرة وأزلام، داخل البلاد وخارجها.
من المستحيل ان يكون أعضاء مجلس النواب ومجلس الوزراء جميعاً متحمسين للإصلاح ومكافحة الفساد واستغلال النفوذ بالصورة التي ظهرت في اجتماع المجلسين، فلو كانوا كذلك ما حصل فساد خلال السنة المنصرمة ولا تعطّلت مشاريع قوانين ومؤسسات دستورية كانت مستحقة منذ عشر سنوات لبناء الدولة، وبينها تعديلات الدستور وقوانين الأحزاب والنقابات والنفط والغاز وحرية التعبير، والمحكمة الاتحادية ومجلس الاتحاد ومجلس الخدمة العامة.. وسواها الكثير.
الإصلاح، الجزئي المطروح في ورقتي الحكومة ومجلس النواب والشامل المنشود، سيلحق أضراراً فادحة بمصالح عدد غير قليل من الوزراء والوكلاء ورؤساء المؤسسات والنواب ومحازبين وأصهار وأقارب لهم، أثروا جميعاً من المال العام المسروق.. هؤلاء لن يسكتوا ولن يكتّفوا أيديهم منتظرين مساءلتهم ومعاقبتهم.. سيزدادون عدوانية وضراوة وسيتعاونون مع الشياطين للحفر تحت عجلات عربة الإصلاح.
الخوف حلو.. ولابدّ أن يظل الخوف مسكوناً في أجساد الفسَدة وأرواحهم، وهذا لن يتأتى إلا بالشروع العاجل في تطبيق خطتي الإصلاح، والتطبيق يحتاج إلى تشريعات تحميه وتضمنه وتجعله ملزما للكبير والصغير.. ولن يتواصل "الخوف الحلو" من دون توسيع وتعزيز الحركة الشعبية التي أرغمت الوزراء والنواب جميعاً على التصويت للخطتين، ومن متطلبات هذا انتخاب قيادة للحركة من ناشطيها البارزين في بغداد والمحافظات. ليس صحيحاً أن تظلّ الحركة من دون قيادة أو ممثلين، كما ردد بعض الناشطين في اليومين الأخيرين.. القيادة ضرورية للمتابعة والتنسيق، وللحؤول دون أن يتقدم أصحاب الغرض ليشقوا الصفوف ويختطفوا الحركة برمتها ثم يجهضوها. انظروا إلى التجربتين التونسية والمصرية، وقارنوها مثلاً بالتجربة الليبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    شكلوا هيئات قضائيه باسم -من اين لك هدا؟؟؟ وفتشوا كل حساباتهم البانكيه وممتلكاتهم واكتشفوا كل المسروقات من الدوله-----وابداو بنورى المالكى وكل الوزراء السابقين والحاليين وكل أعضاء مجلس النواب الحاليين والقبليين ورؤساء كل المؤسسات الرسميه وشبه الرسميه ولا

  2. shaker Hassan

    استاذ عدنان المحترم الخوف يعدل الشوف كما يقول المثل الجنوبي ولكن هذا الخوف لابد ان يصاحبه ردع واجراء سريع لمواجهة المفسدين والأرهابيين على حد سواء والأ قد يفلتون وتنتهي الأمور بترقيعات لا تغني ولا تسمن على الناس ان يدركوا انهم شاركوا بالكارثة وفوتوا الف

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram