بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لرحيل الشاعر عبد الوهاب البياتي نظم المنتدى الأكاديمي في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وبمشاركة اساتذة مختصين ندوة بعنوان (البياتي في القراءات الأكاديمية) تركزت حول كيفية تعامل النقاد والباحثين مع منجزه الشعري. واشار مق

بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لرحيل الشاعر عبد الوهاب البياتي نظم المنتدى الأكاديمي في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وبمشاركة اساتذة مختصين ندوة بعنوان (البياتي في القراءات الأكاديمية) تركزت حول كيفية تعامل النقاد والباحثين مع منجزه الشعري. واشار مقدم الجلسة الدكتور علي حداد الى ان البيلتي شاعر مؤسس ولد في بغداد 1926أسهم بما يعرف بالحداثة الشعرية، فتح النصّ الشعري على آفاق واسعة احتوت مضامين الفكر والتراث والأسطورة، حتى فرض اسمه كشاعر متميز بين الرواد الأوائل الذين خرجوا على الشعر العمودي فيما بعد بقصيدة الشعر الحر.. امتاز شعر البياتي بنزوعه نحو عالمية معاصرة مُتأتية من حياته الموزعة في عواصم مُتعددة وعلاقاته الواسعة مع أدباء وشعراء العالم حتى وفاته عام 99.
في حديثه اشار الدكتور جاسم الخالدي الى ان الكثير من النقد الأكاديمي الذي كتب عن البياتي لم يستطع ان يلامس شعره. والنقاد غير الأكاديميين كانوا الأكثر قدرة للوصول الى شعرية البياتي. مشيراً الى ان اهم الدراسات التي كتبت في شعر البياتي كانت عام 69 للناقد فاضل ثامر. بعد ذلك جاءت دراسات أكاديمية أخرى تناولت الجانب المنهجي ومن مداخل كثيرة اتخذت انموذجاً للنقد الاجتماعي او التاريخي او النفسي. اما الدراسات النصية فقد اهتمت بسيرته الذاتية اكثر من شعره.
فيما أوضح الدكتور علي متعب ومن خلال ورقة بعنوان (البياتي وسؤال النقد الأكاديمي) ان الناقد الأكاديمي يمكن وصفه بالناقل والمنتج للمعرفة والمبسط لها. مشيراً الى ان معياره في ذلك يكون من خلال ما ركز عليه اثناء دراسته سواء كان اتجاهاً تراثياً او حداثوياً. وقال: النقد الأكاديمي درس البياتي بطريقتين، اما بصفته ظاهرة شعرية حديثة، او جزءاً منها. وهناك قول لحمزه مصطفى يكاد يسجل ظاهرة مهمة جداً عن البياتي، فيقول باحدى مقالاته ان دراسي البياتي بين فريقين، الأول يمجد البياتي وينزاح له ويلغي كل عيوبه، والثاني يقف معه على الضد تماماً. مضيفاً ان البياتي كان مع الفريق الأول، ويهاجم الشعراء والنقاد الذين يختلفون معه في شعريته. لافتاً الى ان الدليل على ذلك هو اصدار البياتي لكتاب بالتعاون مع الباحث محيي الدين صبحي الذي بدا منزاحاً الى رؤية البياتي. كما نوه الى ان جميع ما كتب من نقد حوله تميز بابراز مسألة الغنى والتنوع في النص وخلق الرمز الشخصي ودمجه في الحياة اليومية والسياسية. وقال: الغريب ان هذه القضية مرّ عليها النقاد الأكاديميون وغيرهم، وكأنها اصبحت نسقاً مشتركاً بينهم، لكن الاختلاف يبقي في تحليل الشواهد والنماذج او في المناهج والرؤية.
من جانية أشار الدكتور فاضل عبد الأمير الى ان نصوص البياتي تبرز معبرة عنه برغم مرور الزمن. وقال: حاولت خلال دراستي واعداد اطروحتي رصد جميع المنجز النقدي حول البياتي، فوجدت نقداً انطباعياً في الكثير من الصحف مع كتب تحتفي بسيرته وبكل ما كتبه. لافتاً الى ان المناهج السياقية التي تناولها في اطروحته استقطبت اغلب الخطاب النقدي الذي دار حول البياتي وخاصة المنهج الاجتماعي، لكون العمق الأيديولوجي لشعره كان يمثل انحيازاً واضحاً للمنظور الاشتراكي اليساري العربي انذاك، وخاصة في دواوينه الأولى، وكان هذا الخطاب متناغماً مع المنظور المشاع في تلك الفترة. مبيناً ان من هذه القضايا التي لها علاقة بالمنهج الاجتماعي هي الرؤيا والالتزام والتوسط والتمرد وغيرها.