منذ أن أستخدمت النائبة عالية نصيف فردة حذائها كوسيلة للتحاور مع النائب سلمان الجميلي، تحوَّلت "القندرة" الى مفردة عزيزة عند ساستنا، يمكن استخدامها لفظا ومضمونا عند الحاجة، بدلا من الحديث عن الاصلاح السياسي وعن الفساد الذي انتشر مثل السرطان بجسد الدولة العرقية، نجد الجميع يذكروننا بواحدة من اجمل قصص الف ليلة وليلة واعني بها حذاء ابو القاسم الطنبوري .
طبعا لم تصل مخيلات واضعي الف ليلة وليلة الى ان يصبح حذاء عالية نصيف اشهر من حكاية الطنبوري ، بحيث يصل سعره في بورصة "القنادر" الى عشرة ملايين دينار، حتى ذكرنا مسؤول كبير " جدا " بأهمية "القندرة" حين خرج علينا قبل يومين ليقول: "ان المنصب تحت قندرتي" وقبله اكتشف بهاء الاعرجي ان كل ما يقال عنه ويكتب تحت "القندرة" ايضا!.
لعل حكاية "القندرة والسياسة" قصة طويلة ابتدأت منذ أن لوح الرئيس السوفيتي الراحل خروشوف بحذائه الشهير، في قاعة الأمم المتحدة، ثم أصبح الحذاء فنا وسياسة فكادت أميركا ان تخسر الحرب الباردة بسببه، وضربت اميلدا ماركوس رقما قياسيا في اقتناء "القنادر" فتسببت في تعجيل الثورة على زوجها، فيما لا يزال العرب يضحكون على "قبقاب" غوار الطوشي، في الوقت الذي تحترق فيه دمشق والآلاف من ابنائها يدفنون أحياء.
منذ ذلك التاريخ تحول الحذاء عند البعض الى وسيلة انقاذ من واقع متردٍ، حيث أصبح التلويح بالحذاء عنوانا لمرحلة جديدة كما اخبرنا المالكي ذات اربعاء من "سنسحقهم باحذيتنا".
مع"قنادر" ساستنا سنكتشف اننا نعيش اليوم مشهدا طويلا من التراجع والتخلف الحضاري.. نعيش في ظل ساسة ومسؤولين لا يملكون مقاييس بسيطة للكفاءة، لم نشهد معهم سوى تراجع في التعليم والصحة والخدمات والامن، وزمن من الخواء الفظيع الذي اصبح فيه حذاء النائبة عالية نصيف علامة نصر يرفعها البعض في وجه خصومه
لذلك عندما قال بهاء الاعرجي إن كل المتهمين لي بالفساد سأضعهم تحت قدمي وامضي، اكتشف متابعو الحالة العراقية ان هناك اساليب وخطوات جديدة في الخطاب السياسي، كان قد قدَّم لها محمود المشهداني قبل سنوات بعبارته الشهيرة "نحن عندنا تبويب للدستور، لأن هذه الفقرات تخرب المجتمع وتؤدي إلى نشوء جيل (دايح)" ولا شك في أن دارسي المجتمع العراقي سوف يتوقفون طويلا عند هذه المرحلة من التاريخ العابق
بالمقولا ت "العظيمة"
كلما تحدث سياسي عراقي أتذكر حكاية سنغافورة ومعجزة لي كوان. وكلما مضت البلاد نحو الخراب، أتذكر حكاية كوريا الجنوبية واستقالة رئيس وزرائها بسبب غرق عبارة، وكلما تذكرت الستمائة مليار دولار التي نهبت خلال الفترة الذهبية لحكم المالكي، اردد مع نفسي، ما كان أغنانا عن حكايات "القندرة"!
في المسألة "القندرية"
[post-views]
نشر في: 14 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
وسام
اعتقد يا اخي الكاتب العزيز بان هذا هو مستوى تفكيرهم فإذا قارنا (قنادرهم) اجلك الله بالمثل القاءل بانه لايفكر ابعد من أرنبة انفه فهذا ينطبق على إنسان ينظر للأمام وتفكيره على قد حاله وأما المذكورين في مقالتك فنظرهم الى أسفل ولم يروا اي مشكلة او إنسان اعلى