تتفاقم يوماً بعد يوم أزمة خليجي 23 في الكويت من دون أن تجد ارضية مشتركة من التوافق النهائي بين اتحاد الكرة المحلي والحكومة ممثلة بهيئة الشباب والرياضة بعدما قرر أمناء سرّ اتحادات الدول المشاركة في دورة كأس الخليج رفع توصية الى أجتماع رؤساء الاتحادات المؤمل عقده في كانون الاول المقبل بتأجيل الدورة عاماً واحداً لعدم جاهزية المنشآت المضيفة للمباريات وأبرزها ملعب "جابر الدولي".
وليس الجدل بين الاتحاد الكويتي وحكومته هو محل الخلاف المستديم حتى اللحظة بشأن إقامة الدورة من عدمها، بل أضيف اليه التصريح الذي اطلقه القطري سعود المهندي رئيس لجنة التفتيش على منشآت دورات الخليج بقوله " أنا مسؤول خليجي وأريد ضمانات تؤكد إقامة الدورة وتحقيق كل معايير الضيافة، أما مسألة صدور توجيهات عليا في الكويت لإقامة الدورة في موعدها فهذا أمر آخر، نحن نتحدث عن عامل وقت وملاعب تدريب ومرافق خاصة للفرق وملاعب أساسية وعمل يجب أن يُنجز وسباق مــع الوقـت". وبكل تأكيد جاء تصريح المهندي المحايد في وقت مهم لقطع أي شك بإمكانية تنظيم الدورة على حساب معايير لجنة التفتيش، تلك النقطة الاساسية التي لابد ان يتم تقديمها على جميع النقاط محل نقاش اللجنة العليا المنظمة لخليجي 23 باعتبار ان حياة المشجعين أهم من الحدث نفسه وما يمثله للاشقاء من حق مكتسب لهم حيث سبق ان نظموا الدورة للأعوام 1974 و1990 و2003 ، ومكمن الخطورة هنا خوف اتحاد الكرة الكويتي من انهيار مدرجات ملعب "جابر" وبالتالي يتحمل المسؤولية الكاملة امام حكومته والاتحاد الدولي حسب قول رئيس الاتحاد طلال الفهد مخاطباً وزارة الشباب " اعطونا ضمانات كاملة، فالدورة تقع تحت مسؤولية الاتحاد محلياً وإقليمياً ودولياً، ونحن حسب القانون الرياضي الدولي سنُعاقَب وليست الوزارة..ولن نضع رقابنا ورقاب الجماهير تحت رحمتكم "!
صراحة ، نتوق لمشاركة الاشقاء الكويتيين عرس خليجي 23 نهاية العام الحالي، ونتمنى لهم النجاح الباهر فهم مجربون في دورات سابقة وكان لقاؤنا وإياهم بـ(طعم الشهد) منذ دورة 74 في الدوحة حتى صولة أسود الرافدين في خليجي 90 والتي قرّبتهم من رفع الكأس والمحافظة على نسختها السابقة 88 في الرياض لولا قرار الانسحاب المفاجئ الذي اتخذه اتحاد الكرة آنذاك احتجاجاً على رفض اللجنة المنظمة الغاء الكارت الأحمر الذي ناله الكابتن عدنان درجال أمام الإمارات من دون وجه حق.
نريد إقامة الدورة في الكويت سواء العام الحالي أو التالي، لأنها تعني للعراقيين تجدد وشائج المحبة والتسامح والنيات الطيبة مع الكويتيين فوق مدرجات الرقي بالعلاقات الانسانية بإطار كروي عامر بالثقة ليهزّا معاً شباك "الوسوسة" وما علق بها من بقايا تاريخ ( حرب الخليج )!
وبالرغم من منغصات عدم الجاهزية الكويتية وفق رؤية لجنة التفتيش الخليجية التي اعلنها المهندي، فإن هذا الموقف يدلل على حيادية اللجنة التي كثيراً ما طُعِنَت من قبل بعض اعلاميينا ونقادنا ومحللي القنوات الفضائية المحلية على اساس ظلمها لمدينة البصرة الرياضية وعدم منحها نقاط التقييم العادلة بعد زيارات التفتيش المكوكية التي اشكلت أكثر من مرة عن وجود نواقص في نسب الانجاز لم تقتصر على الملاعب فقط ، بل المرافق الخدمية ذات الأهمية للوفود المشاركة والجماهير ووسائل الاعلام ، وهي الاسباب ذاتها التي دعت اللجنة لتقول كلمتها الحاسمة على لسان المهندي "إقامة دورة الكويت في موعدها .. شبه مستحيل " !
وعليه نأمل من رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن دراسة مقترح جديد يلغي طريقة المداورة بين الدول الثمانية لتضييف الدورة الخليجية، ويعتمد المفاضلة بين ملفات المتقدمين لتنظيمها بدءاً من الدورة 24 تماشياً مع سياقات إناطة بطولات كأس العالم وأمم أوروبا وأمم آسيا وكوبا أميركا وغيرها ليكون هناك حافز للبقية على بناء المنشآت وتوفير الحد الأدنى من شروط التنظيم الصالحة، وبذلك سيتخلص رؤساء الاتحادات من مسألتين،الأولى نجاح الدول المستوفية لضوابط تضييف الدورة بصورة مشرّفة اعلامياً وفنياً واستثمارياً، والثانية التخلص من حراجة الظروف الخاصة التي تتعرض لها الدولة التي تترقب دورها التالي كما حصل في العراق واليمن وما نجم عنها من توتر العلاقات بين بعض الاتحادات والتلويح بمقاطعة خليجي الكرة للأبد!
خليجي مُحايـد
[post-views]
نشر في: 15 أغسطس, 2015: 09:01 م