TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا بعد العُسر ؟

ماذا بعد العُسر ؟

نشر في: 15 أغسطس, 2015: 09:01 م

سؤال يحتفظ به ملايين العراقيين موجه الى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ماذا بعد الحزمة الاصلاحية ، كيف تضمن تنفيذها ، ابديت استعدادك للتضحية بحياتك لملاحقة المتورطين بالفساد من المسؤولين السابقين والحاليين ، اجراءات السلطة القضائية اقتصرت على حد قول المتحدث الرسمي باسم المجلس القضاء عبد الستار البيرقدار على اجراء التحقيق مع بعض المتهمين واصدار حكم غيابي بحق وزير البيئة السابق سرجون صليوة . اما اعضاء مجلس النواب فاحتفاظهم بالحصانة البرلمانية عرقل تقديمهم للسلطة القضائية ، وهذه الفئة من النواب المفسدين لديهم حصانة اخرى اكتسبوها من نفوذ احزابهم وكتلهم . مع ارتفاع صوت المحتجين المطالبين باصلاح النظام السياسي بإمكان البرلمان بعد تلقيه اوامر رفع الحصانة عن اعضائه المفسدين ان يصوت لكي يؤكد ممثلو الشعب ان كانوا يحملون هذه الصفة عن جدارة واستحقاق انهم يحترمون القضاء وقراراته ، ويحرصون على ابعاده عن التسييس وتأثير الاحزاب الكبيرة المشاركة في الحكومة الحالية .
بقرار حيدر العبادي ، انضم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الى منتدى المخلوعين ، وغادر العاصمة بغداد متوجها الى طهران ، بعد ان اخلى قصر النور في المنطقة الخضراء في ليلة ظلماء غاب عنها البدر ، واصبح واحدا من المهجرين قسرا ، لم تستوعبه مجالس الاسناد العشائرية التي شكلها في محافظات العراق الوسطى والجنوبية ، وانفق عليها المليارات وسلمها لقادتها لينظموا له تظاهرات التأييد وتجديد البيعة في المناسبات الوطنية ، تنقلها مباشرة وسائل اعلام شبه رسمية واخرى غطت نفقاتها من المال العام .
مجالس المحافظات اعلنت مؤخرا ،في اطار اجراءاتها الاصلاحية ، اغلبها بحاجة الى اصلاح جذري ، حل جميع مجالس الاسناد ، وتحويل تخصيصاتها المالية الى فصائل الحشد الشعبي ، لكي تخفف المجالس من الرفض الشعبي لأدائها طيلة السنوات الماضية ، ومطالبة المتظاهرين في المحافظات المنكوبة بانعدام الخدمات باجراءات فورية لتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء فضلا عن توفير فرص عمل للعاطلين .
تحت ضغط الشارع العراقي ، يجب بلورة موقف سياسي موحد ينظر الى تنفيذ الاصلاحات من زاوية بعيدة عن الانفعالات ، وتصفية حسابات في وقت مازالت البلاد تحتاج الى المزيد من تضافر الجهود لتضع مصالح العراقيين في المقدمة ، وتعمل بروح فريق واحد لمعالجة حماقات المرحلة السابقة ، تمثلت بترسيخ المحاصصة في ابشع صورها في مؤسسات الدولة .
القضاء مازال ينتظر الفرصة المناسبة لإرسال قرارته بخصوص رفع الحصانة عن برلمانيين متورطين بالفساد الى مجلس النواب ، واصلاحات لم تقترب من معالجة اخطاء ادارة الملف الامني، وعلاقات مع بعض دول الجوار مازالت متوترة ، وتعطيل تشريع قوانين تنظم الحياة السياسية كلها عوامل تعد بنظر الكثير من العراقيين مصدر قلق واثارة مخاوف . لذلك احتفظوا بسؤالهم : ماذا بعد العسر يا أبا يسر ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram