سؤال يحتفظ به ملايين العراقيين موجه الى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ماذا بعد الحزمة الاصلاحية ، كيف تضمن تنفيذها ، ابديت استعدادك للتضحية بحياتك لملاحقة المتورطين بالفساد من المسؤولين السابقين والحاليين ، اجراءات السلطة القضائية اقتصرت على حد قول المتحدث الرسمي باسم المجلس القضاء عبد الستار البيرقدار على اجراء التحقيق مع بعض المتهمين واصدار حكم غيابي بحق وزير البيئة السابق سرجون صليوة . اما اعضاء مجلس النواب فاحتفاظهم بالحصانة البرلمانية عرقل تقديمهم للسلطة القضائية ، وهذه الفئة من النواب المفسدين لديهم حصانة اخرى اكتسبوها من نفوذ احزابهم وكتلهم . مع ارتفاع صوت المحتجين المطالبين باصلاح النظام السياسي بإمكان البرلمان بعد تلقيه اوامر رفع الحصانة عن اعضائه المفسدين ان يصوت لكي يؤكد ممثلو الشعب ان كانوا يحملون هذه الصفة عن جدارة واستحقاق انهم يحترمون القضاء وقراراته ، ويحرصون على ابعاده عن التسييس وتأثير الاحزاب الكبيرة المشاركة في الحكومة الحالية .
بقرار حيدر العبادي ، انضم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الى منتدى المخلوعين ، وغادر العاصمة بغداد متوجها الى طهران ، بعد ان اخلى قصر النور في المنطقة الخضراء في ليلة ظلماء غاب عنها البدر ، واصبح واحدا من المهجرين قسرا ، لم تستوعبه مجالس الاسناد العشائرية التي شكلها في محافظات العراق الوسطى والجنوبية ، وانفق عليها المليارات وسلمها لقادتها لينظموا له تظاهرات التأييد وتجديد البيعة في المناسبات الوطنية ، تنقلها مباشرة وسائل اعلام شبه رسمية واخرى غطت نفقاتها من المال العام .
مجالس المحافظات اعلنت مؤخرا ،في اطار اجراءاتها الاصلاحية ، اغلبها بحاجة الى اصلاح جذري ، حل جميع مجالس الاسناد ، وتحويل تخصيصاتها المالية الى فصائل الحشد الشعبي ، لكي تخفف المجالس من الرفض الشعبي لأدائها طيلة السنوات الماضية ، ومطالبة المتظاهرين في المحافظات المنكوبة بانعدام الخدمات باجراءات فورية لتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء فضلا عن توفير فرص عمل للعاطلين .
تحت ضغط الشارع العراقي ، يجب بلورة موقف سياسي موحد ينظر الى تنفيذ الاصلاحات من زاوية بعيدة عن الانفعالات ، وتصفية حسابات في وقت مازالت البلاد تحتاج الى المزيد من تضافر الجهود لتضع مصالح العراقيين في المقدمة ، وتعمل بروح فريق واحد لمعالجة حماقات المرحلة السابقة ، تمثلت بترسيخ المحاصصة في ابشع صورها في مؤسسات الدولة .
القضاء مازال ينتظر الفرصة المناسبة لإرسال قرارته بخصوص رفع الحصانة عن برلمانيين متورطين بالفساد الى مجلس النواب ، واصلاحات لم تقترب من معالجة اخطاء ادارة الملف الامني، وعلاقات مع بعض دول الجوار مازالت متوترة ، وتعطيل تشريع قوانين تنظم الحياة السياسية كلها عوامل تعد بنظر الكثير من العراقيين مصدر قلق واثارة مخاوف . لذلك احتفظوا بسؤالهم : ماذا بعد العسر يا أبا يسر ؟
ماذا بعد العُسر ؟
[post-views]
نشر في: 15 أغسطس, 2015: 09:01 م