اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > ليش متخاف من الله وتتركني لحالي!

ليش متخاف من الله وتتركني لحالي!

نشر في: 17 أغسطس, 2015: 12:01 ص

بغداد / المدى
كانت (ش) مشهورة بانها نسخة من فتاة اوروبية ... عيناها زرقاوان وشعرها الاشقر ووجها ناصع البياض يوحي بانها من بلاد الاناضول او انها فتاة انكليزية ... لكنها رغم ذلك ... فتاة بغدادية اصيلة ! لم تعرف الفتاة الجميلة الدلع والميوعه وربما لا ت

بغداد / المدى

كانت (ش) مشهورة بانها نسخة من فتاة اوروبية ... عيناها زرقاوان وشعرها الاشقر ووجها ناصع البياض يوحي بانها من بلاد الاناضول او انها فتاة انكليزية ... لكنها رغم ذلك ... فتاة بغدادية اصيلة ! لم تعرف الفتاة الجميلة الدلع والميوعه وربما لا تعرف اصلا انها جميلة ... فامثالها من بنات الاسر البغدادية المحافظة لا يملكن الادوات او المكياج الذي يفصح عن هذا الجمال الرباني الذي تخجل منه العين اذا تراه ‍ ! ..

 
وبعد ان تخرجت (ش) من الكلية... بحث لها والدها عن وظيفة تؤمن لها مصاريفها ومصاريف إخوتها الصغار... فاسرتها كانت اسرة بسيطة وكل واحد يعمل لمساعدة الاب المسكين... بعد البحث اقتنصت وظيفة بسيطة في احدى المؤسسات الصحفية... وكانت هذه الوظيفة فألا حسنا عليها... فعند خروجها الى المؤسسة كل يوم جعلها تحت الاضواء فقد شاهدها شاب ميسور الحال فوقع في غرامها... وهذا اكثر مما كانت تحلم به... حاول الشاب ان يغازلها ويقترب منها عند خروجها من المؤسسة فوجد امامه جدارا من الكونكريت الصلد.. فلم تكن (ش) من هذا النوع من الفتيات التي لا تهمها سمعة العائلة وانما فقط النزوة والمرح... فزاده عنادها اصرارا على الفوز بها وبالطريقة الوحيدة التي تعرفها وهي الزواج... بالطبع... لم تكن المهمة سهلة بالنسبة للشاب لان عائلته ثرية ويجب ان تكون عروسته بمستوى ثرائها ومن عائلة غنية على الاقل... لكنه اصر على الاقتران بها واقسم امام اهله بانه لن يتزوج ابدا بفتاة غيرها... في فترة الخطوبة... تغيرت احوال (ش) كانت قطعة من سجاد كاشان ازيل عنها التراب والشوائب فاصبحت تضوي تحت اشعة الشمس... وبعد ان ارتدت الملابس الحديثة وعلى آخر (مودة).. تحولت (ش) وفي غمضة عين الى ساحرة في مجتمع الاثرياء والاغنياء وتغيرت نظرة الناس اليها وخصوصا عائلة خطيبها وكأنهم يشاهدون حورية من السماء ويقولون في همس ( كانت وين هذه البنية .. وين شافها وخطبها؟)... بعد فترة قصيرة من الخطبة... تزوجت... وزادتها حياة الترف والرفاهية بها جمالا... لكن هذه التغيرات جاءت معها بمشاكل كثيرة لم تكن تتوقعها... كان زوجها يغار عليها الى حد الجنون... اذا تحدثت مع أي شخص... رأى في نظراتها الخواء له... اذا التفت وراءها فهي حركة ( دلال) وحتى خطواتها وطريقة سيرها اعتبرها تثير النظر ومحاولة للفت انظار الناس الى جمالها... لم تصبر على هذا الكلام... قالت له.. ( ليش متخاف من الله وتترك هذا الشك.. لماذا انا دائما متهمة في نظرك... ولماذا –برأيك- اسعى الى ايقاع الشباب في غرامي وفتنتي... انا اعطاني الله الجمال واعطاني الزوج الذي احبه ولا يهمني غيره )... قال لها: انتِ فتنة للناس... الجميع ينظر اليك رجالا ونساءً شبابا وشابات... انا لم اتحمل هذه النظرات... اخجل عندما اسير معك ! تحدثت معه كثيرا عن شخصيتها وشرفها واحترامها لنفسها وانها من عائلة عريقة في بغداد اهم شيء عندها هو شرف بناتها... وانها رفضت مغازلته شخصيا ولم تخرج معه في نزهة او محل عام الا بعد ان اصبحت خطيبته رسميا. كل هذا الكلام والمحاورات فشلت في اقناعه بان مبررات (الغيرة) التي تمتلكه وتسيطر عليه ليست على اساس ومجرد اوهام وظنون. لقد اصبحت الغيرة والشك مرضا ووسواسا لا يستطيع ان يتخلص منه... وذات مساء.. رن جرس الموبايل.. كانت (ش) ترد على المحادثة وتبادلت مع المتحدث عبارات المجاملة المعتادة مصحوبة بكلمات (عيوني ) و (تدلل) وضحكات خفيفة في تلك اللحظات كان زوجها يغلي مثل المرجل من الغيظ... 
كان المتكلم هو شقيقها... سأل عنه وعن صحته بعد ان علم بانه مريض ولا يستطيع التحدث اليه بالموبايل... وبعد ان انهت الحديث معه وانفاسه تكاد تنقطع استدار الى زوجته... لا ليوبخها كما كان يحدث كل مرة... ولكنه هذه المرة رفع يده وضربها على وجهها...! كانت مفاجأة لم تتوقعها... انخرطت في موجة من البكاء... فكرت ان تهرب منه وتذهب الى اسرتها... لكن لا تريد ان تصل معه الى طريق مسدود، فماذا ستفعل في طفلها الذي سيرى النور قريبا؟ هذا التنازل الاول... اعقبه تنازلات اضطرارية كثيرة... كانت كل حركة او مشية يفسرها غلطاً وسوء نية... ويصب جام غضبه عليها، كان يتعمد ان يقلل من شأنها ويسلبها ثقتها بنفسها... حاولت اصلاحه... دون جدوى... ما اغاظها اكثر ان سيرتها وسمعتها اصبحت على كل لسان... في العشيرة وعند اصدقائه... فقد بدأ يوجه لها الشتائم والسباب والكلمات الفاحشة اثناء خروجهما في النوادي او المطاعم وامام انظار ومسامع الناس ! لم تجد (ش) امامها سوى احد طريقين:- إما ان تعتبر نفسها وسيلة ينفس بها غضبة، ويخفي وراءه ضعفه... او تحافظ على كرامتها وانسانيتها وتطلب التفريق، فاختارت الطريق الثاني... قالت له: اعتقد انا عندي كرامة وشرف... كفاية لهذا الحد... انت في طريق وأنا في طريق آخر... والمحكمة تفصل بيننا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram