اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أجهزة طبية توزع كـ "ثواب" ومتبرع "يصلح" المكيفات ؟!

أجهزة طبية توزع كـ "ثواب" ومتبرع "يصلح" المكيفات ؟!

نشر في: 17 أغسطس, 2015: 12:01 ص

يعاني المرضى الراقدون في المستشفيات ومراجعو المؤسسات الصحية الحكومية من نقص كبير في الادوية والخدمات الطبية بسبب التقشف . فقد اكد مواطنون في احاديث لـ (المدى) ان التقشف الذي يمارس في المستشفيات هو استخفاف بدماء المواطنين وابناء القوات الأمنية والحشد

يعاني المرضى الراقدون في المستشفيات ومراجعو المؤسسات الصحية الحكومية من نقص كبير في الادوية والخدمات الطبية بسبب التقشف . فقد اكد مواطنون في احاديث لـ (المدى) ان التقشف الذي يمارس في المستشفيات هو استخفاف بدماء المواطنين وابناء القوات الأمنية والحشد الشعبي الذين هم بحاجة ماسة لأفضل انواع العلاج والدواء . مطالبين باستثناء المستشفيات والمؤسسات الصحية من التقشف وتوفير كل الدعم لهذا القطاع الحيوي والمهم . من جهتها ، اقرت وزارة الصحة بتأثر المستشفيات والمؤسسات الصحية بظاهرة التقشف التي يمر بها البلد ما جعل المواطن يتحمل مبالغ اضافية نتيجة قلة الادوية والاجهزة الطبية .

 

 

نقص الأدوية

يقول الشاب (محمد رحمن غالي) الذي تعرض لكسور متعددة في ساقيه اثر انفجار سيارة مفخخة في سوق الخالص : "رقدت في مستشفى قضاء الخالص لمدة (19) يوما حيث فوجئت بأمور كثيرة شاهدتها في هذا المستشفى الوحيد في قضاء الخالص والقرى والمناطق الكثيرة التي تحيط به وتعتمد بشكل كبير عليه . فقد كنا كلما نطلب نوعا من العلاج الذي يكتبه لنا الطبيب من صيدلية المستشفى يخبروننا بعدم توفر هذا العلاج وان علينا احضاره من الصيدليات الخارجية ووصل الحال حتى في قناني المغذيات التي لا تتوفر في بعض الايام في صيدلية المستشفى." مضيفا: "كنا نضطر لشراء الأدوية على حسابنا الخاص وكان ذلك يكلفنا بحدود مئة الف دينار لكل مرة علما انني احد ابناء قوات الجيش وكنت اقاتل في صلاح الدين قبل مجيئي الى البيت وتعرضي لهذا الحادث ، لكن هذا الشيء لم ينفعني بشيء وكنا كلما نسأل عن سبب نقص هذه الادوية والعلاجات يكون العذر هو التقشف الذي تعاني منه الحكومة" .
 
 
(ثواب) في المستشفى
اما (حنان فليح) التي كانت ترقد مع ابنتها في مستشفى حماية الطفل في مدينة الطب في بغداد فتقول: "بقيت لمدة (10) ايام في المستشفى مع طفلتي زينب التي كانت تعاني من مرض السحايا الدماغية وكان المستشفى يعاني من ازمة في كثير من الامور بسبب التقشف اذ ان الممرضين يعانون من نقص في كثير من الاجهزة الطبية فقد كانوا يبقون الجهاز الذي يوضع فيه المغذي والدواء والذي من المفترض ان يستبدل بشكل يومي لمدة اسبوع كامل ما قد يعرض المريض للخطر حسب ما ذكر لنا الممرضون وفي احد الايام قام احد الاشخاص المتبرعين بجلب مجموعة من هذه الاجهزة ووزعها على المرضى ثوابا لوالده المتوفى" .
وتشير فليح الى ان في فترة من الفترات كانت سلال النفايات مليئة بالنفايات وعندما سألنا عن السبب قالوا ان المستشفى ليس لديه اكياس للنفايات ولا يمتلك الامكانية لدفع مستحقات عمال النظافة ما ادى الى انقطاعهم عن الدوام ما تسبب بتراكم النفايات في غرف وممرات المستشفى اضافة لعدم وجود المعقمات والمطهرات لذلك يكتفي المنظفون بالماء فقط لذلك كان المستشفى في حالة يرثى لها بسبب التقشف الذي تمر به الوزارة. 
 
 
مكيفات الهواء و(متبرع)
اما الممرض (س ص) الذي يعمل في مستشفى الصويرة العام في محافظة واسط والذي فضل عدم ذكر اسمه فيقول ان التقشف كان له تأثير على المرضى الراقدين في المستشفى اذ ان مكيفات الهواء في ردهات المرضى معطلة منذ (20) يوما ولا يستطيع المستشفى صيانتها بسبب عدم وجود اموال لدى الادارة لصيانة هذه الاعطال والان المرضى في حال لا يحسدون عليه بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل الردهات علما ان المدير يتجنب الخروج الى الردهات خوفا من ردة فعل المرضى اضافة الى نقص حاد في الادوية. مضيفا: ان المستشفى اصبح عاجزا عن شراء الادوية من خلال لجان المشتريات ويبقى يعتمد على الادوية التي تجهزه بها الوزارة فقط وهي قليلة ولا تسد الا جزءا يسيرا من حاجة المستشفى لذا يضطر المرضى لسد النقص في الادوية من السوق السوداء ونحن في الوقت الحاضر بحاجة ماسة لمضاد الالتهابات لان المستشفى يخلو من هذا الدواء علما ان كثيرا من الادوية التي تباع في الصيدليات غير موثوق بها وتسبب مشاكل للمرضى. 
 
 
فساد ومشتريات
ويشير س ص الى ان جانب النظافة في المستشفى تأثر بشكل كبير بعد ما اضطر المستشفى الى تقليص اعداد العاملين على النظافة من (65) الى (12) شخصا واصبح هؤلاء عاجزين عن السيطرة على نظافة الردهات واقسام المستشفى بشكل كامل اضافة الى شح المنظفات ومواد التعقيم التي تستخدم في تطهير الغرف واسرّة المرضى.
وكشف س . ص عن وجود فساد ورشا في لجان المشتريات وهذا الفساد مستمر ولا يمسه التقشف وهو ثابت واحد الامثلة على ذلك العزائم والولائم التي تعد عند مجيء لجان التفتيش والرقابة فهي لا تتأثر بالتقشف اضافة الى نسب موظفي المشتريات اللذين يشرفون على شراء الادوية والاجهزة الطبية الضرورية لعمل المستشفى . لافتا الى ان التقشف لم يقتصر على المرضى والراقدين بل انسحب على رواتب الموظفين التي اصبحت تتأخر 10 ايام في كل شهر .
 
 
رفض (متبرع)
مستشفيات مدينة النجف الاشراف التي اثير حولها اكثر من حديث، تارة بسبب ترك احد المنتسبين متبرعا بالدم بحجة الذهاب الى الصلاة، وتارة بسبب دخول شفل (صغير) الى غرف الطوارئ لرفع الانقاض وغير ذلك . المواطن عقيل معين يقول: مدينه الصدرالطبيه في محافظة النجف - قسم الكلية المرضى فيه ياخذون الجرع الكيمياوية تحت رحمة "المهفه اليدوية" منذ عشرين يوما لأن تصليح السبالت يكلف وعند تبرعي بتصليحها رفضت الاداره ذلك علما ان في غرفهم سبالت ٣طن تعمل طوال اليوم.
 
 
نقص الأسرّة
من جانبها ، اكدت رئيسة لجنة الصحة في مجلس محافظة بغداد ناهدة التميمي تشخيص نقص الخدمات الطبية في المستشفيات بسبب التقشف. وبينت التميمي لـ (المدى) ان لجنة الصحة في المجلس ومن خلال الجولات الميدانية بين المستشفيات والمراكز الصحية شخصت الكثير من المشاكل والنقص في الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، موضحة ان الراقدين في المستشفيات ينتظرون تقديم افضل الخدمات الطبية لهم لا ان يطلب منهم شراء الادوية من الصيدليات الخارجية. 
وطالبت التميمي الحكومة بمنح وزارة الصحة استثناء من التقشف ومنحها جميع الاموال لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمواطنين. مؤكدة على اهمية توفير افضل الخدمات الطبية للحشد الشعبي وقوات الجيش والشرطة وجميع الفصائل الاخرى وهذا الشيء يتطلب توفير الدعم المالي لهذا القطاع . 
كما اشارت رئيسة لجنة الصحة الى الملاحظات التي شخصتها اللجنة في زياراتها الميدانية ومنها نقص الأسرّة في ردهات الانعاش التي تعد من اهم الاقسام في المستشفيات ما يتطلب وقفة جادة من قبل وزارة الصحة وجميع الجهات ذات العلاقة لزيادة الاسرة وتوفير الخدمات الطبية في هذه الردهات التي ترتبط بشكل مباشر بحياة الناس . 
 
 
استثناء الوزارة
من جهته ، اقر مدير اعلام وزارة الصحة احمد الرديني بتأثر المستشفيات بالتقشف وانخفاض الموازنة التي خصصت لوزارة الصحة ما تسبب ببعض النقص في الخدمات الفندقية والنظافة . 
وقال الرديني في حديثه لـ (المدى) ان كل دول العالم لها ميزانية خاصة لوزارة الصحة لارتباطها بحياة المواطنين ونحن في العراق ميزانية الوزارة خفضت بشكل كبير ما تسبب بنقص في بعض الخدمات الفندقية والنظافة وبعض الادوية غير الضرورية وذلك لان الوزارة ركزت على توفير الادوية والاجهزة التي تتعلق بحياة المواطنين . مشيرا الى ان الوزارة تقوم بمسؤولية كبيرة في الوقت الحاضر من خلال دعم الحشد الشعبي والقوات المسلحة واخذت على عاتقاها توفر العلاج والطبابة الجيدة لهذه القوات وادامة زخم المعركة. مستطردا: لكن هذا يتطلب من الدولة ،كما تريد ادامة زخم المعركة من خلال توفير الاسلحة والاعتدة، يجب عليها توفير الاموال الكافية لتوفير العلاجات المناسبة لوزارة الصحة لتمكنها من توفير الطبابة والعلاجات لجرحى الحشد الشعبي والقوات المسلحة.
ولفت الرديني الى ان الوزارة ومنذ عام 2003 اصبحت تتحمل ثقلا كبيرا بسبب الاحداث الامنية التي جرت وتزايد التفجيرات الارهابية وحالات التلوث واهمال المواطنين لمراجعة المركز الصحية ما جعل هناك مشاكل متراكمة اصبحت بحاجة الى دراسة معمقة من قبل الجهات المختصة لوضع الحلول المناسبة لها .
 
 
ممرضات كربلاء
أعلنت دائرة صحة كربلاء ،قبل مدة، عن مغادرة 22 ممرضة هندية من أصل 30 ممرضة يعملن في المحافظة لأسباب إدارية ومالية وأمنية. وقال مدير شعبة شؤون التمريض في دائرة صحة كربلاء، محمد جاسم طوفان، في حديث الى (المدى برس)، استقبلنا في كربلاء بداية عام 2014 المنصرم ثلاثين ممرضة هندية ضمن العقد الذي أبرمته وزارة الصحة لاستقدام ملاكات تمريضية من خارج العراق للمستشفيات في عدد من المحافظات، مشيراً الى ان مدة عقد الممرضات كانت لسنة واحدة قابلة للتجديد لمن ترغب منهنّ ووزِعن على أقسام العناية المركزة والإنعاش والعمليات وصالات الولادة في مستشفيات الحسين والنسائية بكربلاء.
واوضح صوفان: أن (22) ممرضة في كربلاء رفضن تجديد عقودهّن وغادرنّ البلاد بداية العام الحالي، بسبب المشاكل الإدارية والمالية وثماني أخريات وافقنّ على تجديد عقود عملهنّ في المحافظة لسنة ثانية، مشيراً الى أن رواتب الممرضات الهنديات كانت تتأخر لنحو عشرة أيام كل شهر وبقينا مدينين لراتب آخر شهر لمن غادرن البلاد مؤخراً.
وتابع طوفان أن خروج الممرضات الهنديات أثر في واقع الخدمات التمريضية المقدمة في الأقسام التي كُنّ فيها لكن دائرة صحة المحافظة عوّضت النقص الذي خلفنه بملاكات عراقية، عاداً المشاكل الإدارية والمالية والأمنية التي واجهتها الممرضات الهنديات بأنها ستؤثر سلباً في سمعة العمل بالعراق ولابد أن تدرس وزارة الصحة هذا الأمر والاستفادة ممن بقينّ يعملن لغاية الآن. وزيرة الصحة عديلة حمود، اعلنت عن إيقاف بعض مشاريع الوزارة بسبب خفض الموازنة الاستثمارية، وأكدت أن الوزارة أعطت الأولوية للمشاريع المستمرة والتي هي قيد الإنجاز ضمن موازنتها الاستثمارية، فيما أقرت بوجود نقص شامل في اختصاص أطباء التخدير في جميع مستشفيات العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram