ضمن أمسية شهدت حضور عدد من مثقفي وأدباء وفنّاني محافظة بابل، نظمت، مؤخّراً، قاعة دار الود للثقافات والفنون في الحلة، جلسة خصصت للحديث عن مجلة "بيت" بمناسبة صدور العدد الرابع منها، إذ ضيّفت القاعة رئيس تحريرها الشاعر حسام السراي، في جلسة قدمها الناقد
ضمن أمسية شهدت حضور عدد من مثقفي وأدباء وفنّاني محافظة بابل، نظمت، مؤخّراً، قاعة دار الود للثقافات والفنون في الحلة، جلسة خصصت للحديث عن مجلة "بيت" بمناسبة صدور العدد الرابع منها، إذ ضيّفت القاعة رئيس تحريرها الشاعر حسام السراي، في جلسة قدمها الناقد رشيد هارون الذي ذكر: "كيف يكتب أحدنا، من دون أن يفرط بشرط الحرية؟ اذ لا كتابة بلا حرية وبلا أساس عميق وقوي ويقيني. على نحو يميز حرية المثقف عن سواه. فلا حرية من غير يقين يميزها عن أوهامها. ثمة من قال ان الفن يشذب النفس البشرية، ولكن الواقع الذي نعيشه لا يؤكد هذه المقولة أو يجعلها قيد التصديق والمعقولية. ومجلة "بيت" هي توسيع لمسافة الفهم للحياة نفسها، الكتابة كالانزياح، خطأ مقصود سنبقى نرتكبه. اليوم نحن وجهاً لوجه مع حسام السراي ليس بوصفه الشاعر فقط، بل رئيس تحرير مجلة "بيت"".
وبعدها تحدث السراي قائلاً: "إن مجلة بيت، مشروع من المشاريع الثقافية لبيت الشعر العراقي وهو الأهم بينها. وقد صدر العدد الأول من المجلة العام 2010 ثم توقفت العام 2013 بعد صدور ثلاثة أعداد؛ لأسباب إدارية ولتغيرات طرأت على هيئة التحرير، ثمّ انطلقنا العام 2014 بعدد جديد، حاولنا ووسط محيط من الاحباطات، بأن نصدر مجلّة حرّة، خطابها الثقافيّ يواصل مساجلة الثوابت واليقينيات، عبر أسئلة وتقص يظهر وجهاً آخر لبغداد، بغداد الثقافة لا بغداد السياسة وأزماتها المستديمة. حاولنا أن نقدم مطبوعاً يكون لائقاً أولاً باسم الثقافة العراقية ومنجزها على اعتبار إن للشعر مكانة رائدة وراسخة في المشروع الثقافي العراقي. وقلنا أيضاً لتكن المجلة منطلقاً لتقديم الصورة المعهودة عن بغداد للمحيط العربي وهذا ما نعمل عليه في كل عدد من مجلة بيت، وقبلها نركّز على إيصال المجلّة إلى أغلب المحافظات العراقية".
النص الشعري والراهن وأضاف: "نسعى أيضاً إلى إيصالها إلى أكثر من عاصمة عربية، وهذا عمل نحرص عليه دائماً؛ لأن ما يصل عن بغداد ثقافياً هو مجرد ما تنشره الصحف وكالات الأنباء المعروفة في العالم العربي. وتكاد تكون الصورة المضطربة للعراق، هي الطاغية على جميع الصور الأخرى. فكان الشعور لدينا: هو كيف يمكن أن نأتي بعدد رابع بعد نكسة حزيران، أي بعد دخول الإرهاب، واحتلاله بعض المدن في العراق. كان السؤال: هل يمكن أن نصدر عدداً جديداً، والبلاد مشتعلة، وفيها حرب، من دون أن يكون للشاعر العراقي موقفاً إزاء كل هذه الحرائق والفوضى، ومن دون أن تترسخ أكثر علاقة النص الشعري بالراهن. لا أغالي إن قلت: إن هناك كتابات حررت لأكثر من أربع مرات لتبدو متقنة أكثر، مثلاً: هناك حوارية للسياب مع أبي بكر البغدادي: هذه الحوارية عبارة عن سجال يحدث بين شاعرنا الرائد وبين الارهابي المعروف. ومع هذا العدد استمر حضور الفنون الأخرى في المجلة، إذ قدمنا نماذج من الفن التشكيلي العراقي، فاحتفينا بالفنان الراحل ياسين عطية، الفنان الذي اغتيل بتفجير سيارة ملغمة في بغداد، والفنان أحمد الربيعي الذي توفي في أربيل في نهاية مؤسفة".
ودار الحديث في الأمسية عن السجال واعتراض البعض على الحوار الذي أجرته المجلة مع الشاعر سعدي يوسف، وقال السراي: "قبل ذلك، علينا السؤال أولاً: ما الغاية من الاشتغال في الثقافة؟ أليست هي محاولة لتوسيع مساحة الحوار وقبول الآخر؟ إذا كنا نحن الذين ندعي صناعة الثقافة والمعرفة، لا نريد أن نسمع الآخر. نعم بعض الأصدقاء في بغداد، وجهوا لنا لوماً وعتباً: "كيف تحاورون سعدي يوسف؟" قلنا: "نحن نحاور سعدي يوسف، ونذهب إليه بأسئلتنا، ويأتي هو بأجوبته، دعونا نصغي إليه من زاوية ثقافية عن الشعر والترجمة وقيمة الكتابة". وشهدت الجلسة قراءة ورقتين نقديتين من قبل الناقد عبد علي حسن، والناقد باقر جاسم محمد، تحدثا عن المجلة وآفاق مشروعها، وطرحت أسئلة عن الإضافة التي يمكن أن تقدمها المجلة. كما شهدت الجلسة مداخلات كل من الأدباء: د.سلام حربة ومازن المعموري ود.عامر الوائلي ونصير الحسيني وكريم الحسناوي. وفي ختام الجلسة، أجاب السراي على مداخلات الحضور وقرأ قصيدة بعنوان: "كرادة داخل".