TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!

(ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!

نشر في: 17 أغسطس, 2015: 09:01 م

استوقفتني مقالة مطولة نشرت في جريدة المدى الغراء عن حركة (جلال ذياب) التحررية في البصرة في الدفاع عن حرية السود ومقارنتها بثورة الزنج التي قادها (علي بن محمد) في القرن الثالث الهجري . واستذكرت المسرحية التي كتبها الشاعر الفلسطيني (معين بسيسو) عن تلك الثورة التي قام بها السود على سواحل الخليج العربي والتي لم تستطع ان تحقق اهدافها في استرداد الحقوق المسلوبة لشعب بكامله.
وبدوره راح (بسيسو) يقارنها بالثورة الفلسطينية التي هي الأخرى لم تستطع ان تحقق اهدافها حتى اليوم فما زال الشعب العربي في فلسطين يتعرض للظلم والقهر ومازالت ارضه مستلبة ومازال المغتصبون يتعنتون في احتلالهم وبسطوتهم . ورغم اعتراف الدول والشعوب الأخرى بأحقية مطالبة الشعب الفلسطيني بحقوقه فان احواله وحقوقه المسلوبة باقية على حالها بل واكثر من ذلك يتعرض كل يوم الى مزيد من الاعتداء والجور وتتعرض اجزاء اخرى من ارضه الى الاستلاب من فئة غريبة متغطرسة.
نعم لقد تنبأت مسرحية (ثورة الزنج) لمعين بسيسو بما سيحدث للأرض الفلسطينية من تمزيق واستلابها جزءاً بعد جزء حتى لم يبق لأصحابها الاصليين – العرب إلا الجزء الأصغر والذي نخشى ان يستلب هو ايضاً اذا لم يضع العالم حداً لتلك المأساة المفجعة.
كنت قد قدمت مسرحية (ثورة الزنج) عام 1973 مع طلبة اكاديمية الفنون الجميلة، وكان الدكتور عبد المطلب السنيد يمثل دور (علي بن محمد) والسيدة عايدة ابراهيم تمثل دور (وطفاء) حبيبته ورفيقة نضاله، وفي وقتها تمت المقارنة بين العرض العراقي للمسرحية والعرض المصري، وكيف تميز الأول بالوضوح والبساطة وبالشعرية المسرحية وباداء الحرفة التي مثل افرادها شعوباً مختلفة من التي تعرضت للاضطهاد وسلب الحرية وعبرت عن تطلعها الى الحرية والى العدالة والى المساواة باغنيات اخذت كلماتها من النص الشعري نفسه للمسرحية وقام بتلحينها الفنان والباحث (طارق حسون فريد) وكانت تلك الاغاني بكلماتها والحانها جزءاً اساسياً من العرض المسرحي، واذكر اننا استخدمنا (الرماح) التي كان الزنوج يقاتلون بها اعداءهم لدلالات مختلفة فمرة استخدمت كأسلحة واخرى استخدمت كقضبان سجن وثالثة استخدمت كمجاديف ورابعة استخدمت كمحاريث.
اذكر يومها ان عدد الطالبات في قسم الفنون المسرحية يزيد على عدد الطلاب وكلهن موهوبات ومحبات للفن المسرحي وليس لي هنا الا ان اقتطع اجزاءً مما كتبه النقاد عن (ثورة الزنج):
يقول (موفق الشديدي) في (طريق الشعب) :"في مسرحية ثورة الزنج عملية كبيرة لنضج التاريخ ونشره على حبل غسيل وتقديمه تحت المجهر لادانته.. ان ثقل المسرحية لم يكن بالمرة متعلقاً بالوجه الفلسطيني ايضا كغاية مهمة بارزة، فهناك صور انسانية ولوحات متعددة تعبر عن اضطهاد الانسان! هندي احمر يقتل سجين يعذب، انسان يختطف.." وجاء في جريدة التآخي العدد المؤرخ 11/5/1974 "ان اهم ما تتميز به مسرحية – ثورة الزنج – هي الرؤية الشمولية التي يمتاز بها المسرح التسجيلي والتي تعتمد اساساً على ايجابية التفسير التاريخي للحدث.. وذلك ليربط احداث تاريخية بعيدة بالاحداث الحاضرة وبالوضع الاجتماعي الآني". وكتب العزيز (يوسف العاني) في جريدة الجمهورية "هذه المسرحية تستأهل ان تجوب بلادنا العربية كلها لاسباب كثيرة تظل الجودة المبرر الاول لها". وكتب (طارق الجبوري) في صحيفة اخرى قائلاً: "ان المسرحية عموماً قد عززت ثقتنا بالمسرح العراقي حيث كانت مفخرة الانتاج المسرحي في اكاديمية الفنون الجميلة وكتب لي صديقي المخرج المسرحي المتقدم (بدري حسون فريد) رسالة قصيرة بعد انتهاء عرض المسرحية يقول فيها: "اتيت مرتين لاهنئك في عملك (ثورة الزنج) انها مفخرة.. تهنئة من القلب".
وانهى كلمتي هذه طالباً من كتاب المسرحية ان يرجعوا الى حركة (جلال ذياب) الثورة وحادث اغتياله في البصرة يوم 26/4/2013 ليتخذوا منها مادة لمسرحية اتولى بنفسي اخراجها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: أحلام المشهداني

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

قناديل: بغدادُنا في القلب

عنوانان للدولة العميقة: "الإيجابية.. و"السلبية"

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram