TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعران البلطجية

بعران البلطجية

نشر في: 17 أغسطس, 2015: 09:01 م

من الضروري جدا اعلان الحكومة موقفا واضحا ثابتا ، يؤكد حرصها على حماية المتظاهرين المؤيدين لحزمتها الاصلاحية المتعلقة بالحد من الفساد وحالة المسؤولين المفسدين الى القضاء ، الحكومة حصلت على تفويض شعبي ، لاتخاذ المزيد من القرارات الخاصة بتشخيص حيتان الفساد لانهم بدأوا بالتحرك ، لتشكيل حلف لإحباط الارادة الشعبية ، ومصادرة صوت الشارع بأي شكل من الاشكال ، سواء بتنظيم تظاهرات مضادة ، تقف وراءها جهات وشخصيات وصلت الى قناعة اكيدة بأنها المقصودة بشعار " باسم الدين باكونا الحرامية "، او بتسويف المطالب بذريعة مخالفة الدستور وضمان حقوق المكونات .
مافيا الفساد في العراق تمتلك من التأثير والنفوذ والهيمنة ما يجعلها قادرة على قلب الطاولة والعودة الى المربع الاول ، وليس من المستبعد ان تنفذ حملة تصفيات ، تطال ناشطين او قوى سياسية تسعى الى ارساء أسس بناء دولة مدنية ، حيتان الفساد ستقف ضد ترشيق الوزارات ، ستعترض على تمرير تشريعات اصلاح النظام السياسي بإقرار قانون الاحزاب ، وتعديل النظام الانتخابي ، على الرغم من اعلان دعمها وتأييدها لتوجهات المرجعية الدينية في النجف .
العبادي اكد وجود حيتان فساد بأحجام كبيرة تحاول افشال اصلاحاته ، من دون ان يشخصها ، بإمكانه فضحها بعلاماتها الفارقة لكي يؤكد للشارع ، بانه سيواصل مسيرة الاصلاح حتى الشوط الاخير ، الجهات المتضررة من الاصلاح ، واغلبها احزاب تنتمي الى ما يعرف بالإسلام السياسي ، تحاول اشعال فتيل حرب بين الدينيين والعلمانيين، لحرف مسار التظاهرات لافشال اهدافها ، بعد شعورها بالعزلة ، وتوصل قواعدها الشعبية الى قناعة اكيدة بان بعض الزعماء السياسيين شاركوا في خراب العراق وجره الى منزلق خطير .
في دول خارجية شهدت نشاطا واسعا للمافيات، يتوحد زعماء المافيا حين يشعرون بالخطر زعماء فيشكلون حلفا واحدا للحفاظ على نفوذهم ، يستخدمون شتى الوسائل لتحقيق اهدافهم ، يسخرون المال والنفوذ لإجهاض اية محاولة لفضح جرائمهم وممارستهم ، التجارب في الخارج بوجود مؤسسات حكومية قوية ، مدعومة بتأييد شعبي ، اثبتت بان عصابات المافيا مصيرها الزوال او الانتقال الى مكان آخر لاستعادة حضورها في المشهد ، بتجنيد البلطجية وتزويدهم بعشرات البعران على غرار طريقة المخلوع حسني مبارك لإفشال التظاهرات المطالبة بالإصلاح.
صوت الشارع العراقي اليوم تجاوز الاصطفاف المذهبي ، وحد المشاعر والتطلعات نحو دولة مؤسسات تعالج اخطاء السنوات السابقة ، الشعب يريد اصلاح النظام ، يطالب بتوفير الخدمات الاساسية ، وهي حقوق طبيعية ، من يعترض عليها يعطي دليلا واضحا على ارتباطه بمافيات الفساد ، وامامه فرصة اثبات مزاعمه في تأييد الاصلاح ، بالوقوف مع الارادة الشعبية ، ويتخلى عن محاولاته في اشعال حرب جديدة للتغطية على فشله . نداء الى جميع الاطراف المشاركة في الحكومة دعوا الشارع العراقي يقول كلمته بتظاهرات سلمية راجعوا مواقفكم السابقة لتحافظوا على قواعدكم الشعبية ، ابتعدوا عن استخدام البعران والبلطجية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram