أقام المركز الثقافي العراقي في بيروت مؤخراً ندوة ثقافية تحت عنوان (ثقافة التنوع ومستقبل الأقليات في العراق).شارك في الندوة الباحثون: مستشار المجلس البابوي لحوار الأديان المسيحي - الإسلامي في الفاتيكان الأب أمير ججي، ورئيس كرسي الاونيسكو لحوار الأديان
أقام المركز الثقافي العراقي في بيروت مؤخراً ندوة ثقافية تحت عنوان (ثقافة التنوع ومستقبل الأقليات في العراق).
شارك في الندوة الباحثون: مستشار المجلس البابوي لحوار الأديان المسيحي - الإسلامي في الفاتيكان الأب أمير ججي، ورئيس كرسي الاونيسكو لحوار الأديان في جامعة الكوفة والسيد جواد الخوئي، رئيس مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية والدكتور سعد سلوم.
واستهلت الندوة التي ادارتها الإعلامية الدكتورة آمنة الذهبي بالنشيد الوطني، التي قالت "إنّ الجذور التاريخية للعراق ستبقى حية ونابضة بالحياة والثمار ومتجددة بالشباب ، هذا هو العراق، عنوان لقاؤنا وتواصلنا وانفتاحنا مع الجميع ."
بعدها تحدث الباحث الدكتور سعد سلوم طارحاً عدد من التساؤلات حول العراق ومكوناته عبر التاريخ مستعرضاً واقعهم وأسس وجودهم وما تعرضوا له من صراعات وصدامات في مراحل من التاريخ، وكلّ ذلك زاد من تمسكهم بوطنهم العراق ولم يغادروه.
وأضاف "إنّ نظام الاعتراف الرسمي بالأقليات الدينية في العراق والشرق الأوسط يخضع لبنية ثقافية سائدة، تحصر هذه البنية بقبول الآخر في دائرة الأديان الإبراهيمية أو التوحيدية، ثمّ ليست الدساتير ولا القوانين ولا حتى الدولة في نهاية الأمر من يتحكم بواقع الاعتراف بالآخر، بقدر ما تحدده هذه البنية المغلقة على دائرة ثقافية محددة، فحين تتحدث عن دين من الأديان التي تعتنقها الأقليات في الشرق الأوسط يواجهك السؤال نفسه في كلّ مرة تقريباً: هل هو دين توحيدي؟ أو هل هو دين إبراهيمي؟". وقال الأب أمير ججي إن الأقليات في العراق هي أسس وجوده وكينونته وتماسك وحدته وأن أخذنا واحداً من هذه المكونات سيحدث قطعاً خللا في وجوده، وما قدمته لتاريخ وحضارة العراق يثبت للآخرين أنّ العراق هو بلد التعايش، وكما يطلق عليه أنه هو لوحة (موزائيك) جميلة ورائعة، كلّ لون فيها لا ينسلخ عن الآخر، سواء أكان عربياً او كردياً او مسيحياً أو صابئياً أو شبكياً أو تركمانياً أو ايزيدياً، ورغم ما يتعرضون له من ايذاء وترهيب من عصابات الإرهاب، لكنهم يواصلون الدفاع عن وطنهم وأرضهم بمشاركة اخوتهم من أبناء العراق، ولن يتركوا أرضهم ووطنهم.
وتحدث جواد الخوئي قائلاً:"إنّ مستقبل العراق سيكون أفضل مما هو عليه الآن بفضل أبنائه وشبابه والمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف، وعندما ننتقد أحداً لا نهدف النيل منه وانما لتصحيح الأداء وطريقة الإدارة لأية مسؤولية في الدولة، ولا نرضى أن يسيس الدين لمصالح شخصية وطائفية على حساب أبناء الشعب من الطوائف الأخرى من غير المشاركين في الحكومة وخاصة على حساب الأقليات.
وقال "إن من سخر الدين لمصالحه الشخصية سينكشف يوماً ما أمام الشعب، وما يحدث حالياً في العراق من حراك شعبي بالمطالبة بالحقوق الأساسية من خدمات وعيش كريم أنما هي حقوق تقع على عاتق الحكومة، ويجب الإيفاء بها فوراً ويجب أن يكون الحاكم والمسؤول في الدولة خادما لأبناء الشعب وليس الشعب في خدمته، لانه هو الذي انتخبه، ويجب أن يشعر بالمسؤولية الأخلاقية والمهنية والشرعية تجاه من أوصله الى هذا المكان. نحن متفائلون وسيحدث التغيير نحو الأفضل وسيكون الحاكم مسؤولاً عن توفير كلّ احتياجات المواطنين".
بعدها جرت عدّة مداخلات ومناقشات عن محاور الندوة من الحضور انصبت على مستقبل المسيحيين والايزيديين والأقليات الأخرى في العراق، وعن رؤية الباحثين من الحراك والاصلاحات التي تجريها الحكومة في العراق، والتي عبرت بشكل جلي عن أصالة الشعب العراقي، وأكدت أنه حقاً شعب حي قد يمرض ولكنه لم ولن يموت.
وحضر الندوة جمع كبير من الأكاديميين ورجال دين ومثقفين وإعلاميين من العراق ولبنان.