ما أن أنتهت السنة الدراسية واعلان عن النتائج النهائية، حتى بدأت العائلة العراقية الاستعداد لسنة دراسية مقبلة. والتي تنطلق عادة مع القرطاسية، والملابس المدرسية او الزي الموحد. ام سارة واحدة من الامهات التي أخذت على عاتقها هذه المسألة، اذ اخذت تجهز ابنائها الاربعة بنتان وولدان، اثنان في المرحلة الابتدائية واثنان في المتوسطة، رحلتها لم تكن ميسرة، خاصة مع ارتفاع الاسعار عن الماضي، وبشكل خاص ملابس البنات "الصدرية". اما القرطاسية فقد كانت في برجها العاجي، خاصة في ظل فوضى السوق الحالية ومماطلة وزارة التربية في تسليم الطلاب القرطاسية في وقتها المحدد. اخر النهار عادت ام سارة الى البيت ولم تكمل تسوقها لابنائها الاربعة لاسباب عدة، منها ما يتعلق بالقرطاسية ومنها بالوضع العام للبلد ومنها سبب الانواء الجوية الحارة.

 

 

العوائل الفقيرة 

الجولة الاولى كانت مع العوائل التي وجدت من التسوق المبكر فرصة افضل للتغلب على الاسعار حيث يقول ابو احمد وهو موظف ولديه خمسة ابناء وقد انهكهم الحر بسبب ارتفاع درجاع الحرارة مصحوبة بارتفاع الاسعار قال: نواجه مشكلة كبيرة قبل بدء العام الدراسي حيث القرطاسية ترتفع والزي المدرسي ايضا ترتفع اسعاره ولايمكن ان نفرض على اولادنا ارتداء زي واحد طوال العام الدراسي وحتى الكتب الدراسية في أغلب الاحيان نضطر لشرائها من شارع المتنبي عندما تتأخر المدرسة في تزويد الطلبة.

بينما علق ابو كرار كاسب : ان اغلب العوائل ذات المستوى الاقتصادي البسيط تضطر الى شراء نوعية معينة ورخيصة لتلبية احتياجات الاولاد لكن السوق اسعاره مرتفعة من حيث القرطاسية والملابس وكنا نعتقد ان الاسعار الآن منخفضة لان المدارس موعدها بعد شهرين فكيف سوف يكون الحال عندما يبدأ العام الدراسي .

 

 

المنشأ هي السبب

قاسم الساعدي مستورد للحقائب المدرسية في سوق الشورجة قال : ان سبب ارتفاع الاسعار هو التذبذب الحاصل في سعر الدولار وليس التاجر فهل يدفع الفرق من ماله الخاص ام يقوم بفرضه على البضاعة. موضحا: ان التاجر لديه التزامات مالية واجور نقل وارضية للكمارك وضريبة والسوق العراقية الان الطلب فيها ضعيف جدا لان اغلب ماكان يستورد من البضائع وليس فقط المستلزمات المدرسية كانت تصرف او تطلب من المحافظات الشمالية والجنوبية الان الطلب محدود جدا وليس هناك مدارس ولاحتى طلاب وهذه حقيقة معروفة للجميع ويجب اخذها بنظر الاعتبار فالتاجر يحسب كل هذه الامور في رفع او خفض الاسعار .

 

 

بسطيات واجور نقل

الاسواق تختلف في عرض البضائع وحتى البسطيات التي تتسابق في عرض المستلزمات المدرسية والتي تبيعها باسعار اكبر من سعر الجملة وكل حسب منطقته حيث تحولت البسطيات من بيع الحاجيات المنزلية الى مكتبات ففي سوق البياع يحمل اصحابها ما يقارب( 1500 ) دينار على سعر الشورجة والعوائل تتهافت على الشراء حيث تقول ام مصطفى وهي ام لولدين انها فضلت شراء القرطاسية لانها تعلم ان وزارة التربية سوف تتأخر في التوزيع والمدرسين يطلبون منهم تحضير الواجبات والاسعار الان اقل من بدء العام الدراسي وهي حسب قولها تشتري من سوق البياع القريب من محل سكنها ، افضل من دفع اجرة نقل فضلا عن خوفها على اولادها من الضياع لانهم يرغبون اختيار ما يرغبون اقتناءه من قرطاسية وملابس .

 

 

العد التصاعدي

التجوال بين مكاتب بيع القرطاسية والمستلزمات المدرسية قي سوق المتنبي والسراي كان ممتعا تارة وتارة اخرى شكل صدمة موجعة، حيث تتراوح أسعار الدفاتر التي تسمى مطرية المغلفة والعادية بين (1000) دينار إلى أكثر من (4500)، وهذا يتعب الميزانية المالية للعائلة التي لاتستطيع الوقوف امام طلبات ابنائها لشراء ما يرغبون من قرطاسية والتي كانت جميلة ومتنوعة ومختلفة الصنع وان كان اغلبها مستورد من منشأ صيني اما بالنسبة الى اصحاب المحال التجارية و"البسطيات" التي كانت تتسابق في عرض بضاعتهم من زي دراسي ومن مناشئ مختلفة، حيث كانت البضاعة الصينية اغلبها رديء المستوى لكنها الاكثر رواجاً، بينما ارتفعت أسعار الملابس التركية الى حد لايتمكن من لديه اربعة او خمسة اطفال من شرائها، فكلما بدأ العد التنازلي لبدء العام الدراسي ارتفعت الاسعار او تضاعفت.

 

 

ضرائب الدفاتر

جولة ثانية كانت بين اصحاب مكاتب بيع القرطاسية اذ توقفنا عند مكتبة الدار البيضاء التي تتعامل بالجملة، وعندما اخبرنا صاحبها ابو مروان اننا نروم فتح مكتبة اخبرنا ان اول شي يجب اخذه بنظر الاعتبار هو القوة الشرائية للمنطقة التي تسكن فيها، كي يتم تحديد انواع القرطاسية واسعارها.مبينا ان البضائع والاسعار تختلف من منطقة الى اخرى فهناك مناطق شعبية لايمكن ان يشتري سكانها قلم الرصاص مثلا الواحد بالف دينار وعلبة قلم الرصاص المتكونة من (12) قلم تباع بسعر (1000 ) دينار. 

وحسب قول ابو مروان ان هناك اموراً كثيرة يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار، كما وجدنا ان اسعار القرطاسية بالجملة مرتبطة بارتفاع سعر الدولار ونوعية المستلزمات المدرسية تتأثر بالعرض والطلب والموسم يشكل فرصة لتحقيق الارباح حيث يمكن ان يكون موسم دراسي يعادل اشهراً من الكساد وسوف نأخذ نموذج اسعار بعض الدفاتر المدرسية لمقارنتها بالسنوات السابقة حيث وصل سعر الدفتر فئة( (100 ورقة هذا العام (4700) الاف دينار بينما كان في السنة الماضية (3900) الف دينار فقط هذا الفرق يفسره ابو مراون انه ضريبة وفرق صرف سعر الدولار وهنا استوقفناه بالكلام ان الضريبة لم تفعل على البضائع صمت وقال لاتوجد (يمعودين لاصدكون بالاعلام ).

 

 

الظروف الامنية ؟!

تركنا ابو مروان وبدأنا نسأل عن اسعار محفظات الاقلام (الولادية والبناتية ) واسعارها التي تختلف ايضا، فهناك الجيدة واسعارها تتجاوز( 3500 ) دينار وهناك نوعية اخرى اخرى اقل جودة واقل سعرا. اما النماذج الاخرى من المستلزمات المدرسية مثل الحقائب ايضا ارتفعت اسعارها كثيرا والفرق يمكن ان يكون (4000) الاف دينار عن السنوات الماضية ونفس الصنع والموديل حيث اخبرنا رافد وهو في العقد الثالث من العمر ان الكساد هذا العام طال ايضا القرطاسية لان التسوق كان للمحافظات الجنوبية والشمالية والارباح تتحقق مضاعفة لكن الظروف الامنية لاغلب المحافظات والمعروفة اسبابها للجميع كانت سببا ايضا في رفع الاسعار لتحقيق نوع من التوازن في معدل الربح لقلة الطلب بالنسبة للمعروض. 

 

 

استعدادات مبكرة ولكن

وبحسب الموقع الالكتروني لوزارة التربية ان قسم التجهيزات في المديرية العامة للتربية في محافظة بغداد الرصافة الثانية يستعد مبكراً للعام الدراسي الجديد 2015 -2016 عبر أستلام الكتب والقرطاسية من منافذ وزارة التربية... وبين السيد منتصر محمد خلاوي مدير التجهيزات والادارة في المديرية ان القسم باشر مبكراً باستلام الكتب والقرطاسية التي شملت على دفاتر من فئات متنوعة بالإضافة الى اقلام الرصاص والممحاة والمبراة مضيفاً أن العمل مستمر طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة من أجل ضمان وصول الكتب والقرطاسية الى كافة المدارس قبل بداية العام الجديد.

من جهتها باشرت مديرية تربية بابل، بتسلم المناهج الدراسية والقرطاسية من مخازن وزارة التربية للموسم الدراسي القادم 2016، مشيرة الى انها انجزت 82% من مراحل التسليم، فيما بينت ان توجيهات وزارة التربية تؤكد على ان تجهيز المدارس يبدأ من الـ28 من تموز.وقال مديرالاعلام في تربية بابل، ابتهال الخفاجي، في تصريح صحافي انه تم انجاز تقريبا 82 % من ما هو مخصص لتربية بابل برغم الصعوبات والمعوقات المتعلقة بآلية النقل، التي تم تجاوزها .موضحة ان هناك توجهيات من وزارة التربية بأن يكون تجهيز المدارس الابتدائية والثانوية بالكتب والقرطاسية بدءا من الـ 28 من تموز ولغاية الـ27 من ايلول 2015.

قسم التجهيزات المدرسية والادارة التابع لتربية ميسان باشر بتوزيع الكتب والقرطاسية على المدارس من اجل تسليمها للطلبة قبل بداية الدراسة وقال مدير التجهيزات المدرسية في تربية ميسان عباس حسين كاظم بحسب موقع الوزارة ان الكتب المدرسية وصلت نسب التجهيز للمدارس الى ( 50%) وفي منتصف شهر ايلول ستصل الى (100% ) حسب وعود وزارة التربية . مبينا: اما فيما يخص القرطاسية (ممحاة ,قلم ,مبراة, مسطرة) فأنها موجودة اضافة الى الدفاتر فلا توجد مشكلة بهذه التجهيزات.

واشار كاظم ان مدارس المحافظة كافة مجهزة بالأثاث الكامل اضافة الى المقاعد الدراسية وان القسم يدعو ادارات المدارس الى التوجه للقسم وحسب الجداول المعلنة لأستلام المقاعد الدراسية (الرحلات) داعيا: وزارة التربية الالتفات الى قسم التجهيزات وتوفير الاموال اللازمة من اجل نقل الكتب باسرع وقت ممكن من مخازن الوزارة لتكون في متناول الطلبة قبل الدراسة. مبينا: ان محافظة ميسان اكملت بناء ثلاث مخازن كبيرة من شأنها زيادة مستوى خزن المواد في المديرية.

 

 

كلام فقط

في كل عام تتكرر قضية القرطاسية وتوزيعها الذي يتأخر حتى نصف السنة في بعض المدارس، المدرس غضنفر التميمي يقول: في كل سنة دراسية تؤكد الوزارة ومديرية التجهيزات على ان الاسبوع الاول سيشهد توزيع القرطاسية على الطلاب. مبينا: ان هذا التأكيد ربما يشمل عدة مدارس او يطبق فيها.

واستطرد التميمي: تشكو العوائل العراقية من المشكلة المزمنة للتعليم وهي تأخر استلام وتوزيع الكتب والدفاتر والقرطاسية على الطلاب، الامر الذي يسبب ارباكا للكثير من العوائل خاصة اصحاب الدخل المحدود التي لاتسطيع ان توفر القرطاسية من الاسواق لكل ابنائه. مشيرا الى ان العام الماضي اعلن عن توزيع علبة "هندسة" وعلبة "الوان" لكن للاسف لم يتم التوزيع الا على بعض المديريات ..