التفت نوري المالكي حوله فلم يجد سوى رفاق الفشل، نواب وسياسيون لا يعرفون الكثير عن أمور الحاضر والمستقبل، ومازالوا يقلبون مجلد الفتنة الكبرى مصرين ان يدفع العراقيون ثمن خلط الدين بالمصالح والانتهازية والمحسوبية
بصراحة أنا خجول مما يدور داخل ائتلاف دولة القانون.. فما معنى أن يتذكر اعضاء الائتلاف الموقرين الآن.. أن شركاءهم في التحالف الوطني متآمرون على الاسلام ولا يختلفون في المنهج والقول عن يزيد بن معاوية .
ربما تتذكرون مثلي يوم خرج علينا السيد نوري المالكي في الاسبوع من معارك الأنبار ليعلن وبالحرف الواحد : " اًن المعركة في الانبار شارفت على نهايتِها، وقد كنا قد حذرنا مرارا من ان البعض يريد النيل من وحدة العراق، ان معركة الانبار ليست استهدافا لمكون عراقي ، وانما هي معركة بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد"
اليوم تحولت لجنة التحقيق في سقوط الموصل ، الى لجنة يزيد التي تريد الثأر لشيوخها الذين قتلوا في بدر وحنين، ربما سيتهمني البعض بالتجني على السادة اعضاء دولة القانون الافاضل ، ولكن هذا ما جاء على لسان القيادي في الائتلاف النائب خلف عبد الصمد، الذي اعتبر ان التقرير "غير دقيق وغير مهني ومن باب ثارات بدر وحنين وأن اللجنة وضعت اسم نوري المالكي في التقرير رغم عدم ذكر اسمه في أي إفادة "
بقليل من الذاكرة نرى كيف أن البعض يحاول ان يخدع الناس، ويكرر نفس الاكاذيب حرفيا بين الحين والاخر ، الجميع يأخذ على المالكي انه اصدر امرا بانسحاب القوات من الموصل ، والجميع يصدحون بالقول ، إن القرار صدر عن القائد العام للقوات المسلحة شخصيا . إنها لحظة فاصلة بتاريخ العرق عشناها جميعا، يوما بيوم، المالكي يدعو الجيش الى الانسحاب الفوري من الموصل، وقادته يدونون شهاداتهم: 1- الغراوي يؤكد في حوار مع وكالة رويترز في 15/10/2014 أن أمر الانسحاب صدر من المالكي شخصيا.
2- قائد القوات البرية علي غيدان يعلن في 15/ 5/2015 ان القائد العام للقوات المسلحة أمرنا بالانسحاب من الموصل
3- وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي يقول اثناء استجوابه في مجلس النواب يوم 19/4/2015 ان نوري المالكي هو من أمر القطعات العسكرية بالانسحاب من الموصل .
يُخطئ من يتصوّر أنّ المشهد الذي قدمه اعضاء ائتلاف دولة القانون سيكون الأخير في سجلّ فشل الساسة العراقيين، أو أن الذين قاموا باستدعاء معركة بدر وحنين هم نفر ضال من النواب، ومن المضحك أن ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن هؤلاء يدافعون عن "ولي النعم "، ذلك أن القصة تعبّر بشكل مخيف عن غياب الشعور بالمسؤولية ، وتغيّب الضمير والاخلاق .