اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العملة وقيمة الإنسان.

العملة وقيمة الإنسان.

نشر في: 19 أغسطس, 2015: 09:01 م

منذ إختفاء عملة الدرهم الفضية من التداول في العراق .. مذ غدا الدينار القديم حكاية قديمة من حكايات الف ليلة وليلة ، مذ صار الألف دينار لا يسد قيمة علبة مناديل ورق ، ولا يعادل بضع سنتات من عملة اجنبية ، والعشرة آلاف قاصرة عن شراء ثوب ، مذ هجرت الأصفار مراكزها المرموقة ، وتقافزت من اليمين لليسار قفز أرانب ، مذ ومنذ ،، مذ ومنذ .
إنها لمفارقة مضحكة مبكية ان ترتفع واردات النفط بمعدلات خيالية ، جنونية ، وتنخفض قيمة الإنسان بنفس المعدل . معادلة عكسية تستعصي على الحل .
كان الدينار العراقي في اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات في عنفوان عافيته : الدينار يعادل ثلاثة دولارات ، او جنيهين إسترلينيين . والآن تستنكف عن تصريفه مصارف الدول ولو بالخردة من سلة العملات .
………….
آقلب قصاصات صحف عراقية قديمة حملت تواريخ شتى - احتفظ بها فوق رفوف عالية - وآتوقف قليلا أمام مقالات قيمة تطرقت لضرورة حذف الأصفار من العملة العراقية المتداولة في الزمن الراهن و إعادة الهيبة المفقودة للدينار العراقي ، عبر فئات نقدية جديدة عالية القيمة ضامرة الأصفار .
العملة ، مرآة مستوية تعكس وجه البلد وتشي بإستقراره ونموه وحالات سكانه ، ما هي مرآة محدبة فتضخم المشهد ، وما هي مقعرة لتشوه الصورة .
ما من عملة مستقرة راسخة الحضور إلا بالتنمية ، تنمية الثروات والناتج والإنسان . ولا يرتجى املا بعملة مزدهرة ، ما دامت المصانع مقفلة ، والمزارع مهجورة والمعامل معطلة والمواهب مهملة والخريج العاطل يستجدي عملا ولو كحارس شخصي لمسؤول .
حذف الأصفار من العملة المتداولة لا يداوي الجرح الفاغر في جسد الإقتصاد المنهك ، ولا تقوم للعملة العراقية قائمة ، إلا بالإستثمار .. والإستثمار الحقيقي الذي هو الأس والرافد الذي لا تغيض مياهه، هو : الإستثمار بقدرات الإنسان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram