تعيش اقضية ومناطق اطراف بغداد ازمة شح مياه مستمرة منذ سنين دون ان يجدوا لها حلولا ناجعة رغم مطالباتهم المستمرة لجميع الجهات الحكومية وتتفاقم هذه المشكلة في كل صيف حتى تصل الى الذروة .
واكد مواطنون في احاديث لـ (المدى) انهم يعانون من انقطاع الم
تعيش اقضية ومناطق اطراف بغداد ازمة شح مياه مستمرة منذ سنين دون ان يجدوا لها حلولا ناجعة رغم مطالباتهم المستمرة لجميع الجهات الحكومية وتتفاقم هذه المشكلة في كل صيف حتى تصل الى الذروة .
واكد مواطنون في احاديث لـ (المدى) انهم يعانون من انقطاع المياه لأيام عدة ويسهرون الليل من اجل الظفر بخزان ماء من خلال تشغيل مضخة كهربائية ويضطرون لشراء الماء من الحوضيات اذ يصل سعر الخزان الواحد الى 15 الف دينار مما يرهق كاهل الاسر الفقيرة . مطالبين الحكومات المحلية والمركزية للتدخل وايجاد حلول سريعة لهذه المشكلة وتنفيذ مشاريع ستراتيجية تسد الحاجة المتزايدة على الماء خصوصا في فصل الصيف .
اللامبالاة
ابو حنين الربيعي من اهالي المحمودية ذكر في حديثه لـ(للمدى) ان المواطنين في المحمودية يعانون منذ مدة طويلة من انقطاع الماء بشكل يومي مما دفع الناس لشراء الماء من الحوضيات حيث بلغ سعر خزان الماء الكبير بـ (15) الف دينار اما الخزان الصغير فيباع بـ( 10) الاف دينار والادهى من ذلك ان الحوضيات التي تبيع الماء للمواطنين هي حوضيات حكومية تابعة لدائرتي المجاري والماء في القضاء .
ويشير الربيعي الى ان القضاء يعاني من مشاكل خدمية كثير لا تقتصر على شح الماء فقط بل هي تشمل خدمات المجاري والاكساء والارصفة فجميع هذه الخدمات المواطنين في المحمودية محرومين منها علما ان مديرة البلدية لا تبالي لهذه المشاكل والزائر الذي يأتي الى القضاء سيشاهد النفايات تملأ الشوارع بدون اية حاويات .
شح المياه
اما سامر سعد فيقول ان سكان ناحية النصر والسلام في قضاء ابو غريب والتي يسكنها قرابة مليون نسمة بدون ماء صالح للشرب وحتى ماء خابط للاستخدامات الاخرى وجميع مسؤولي الناحية لا يحركون ساكناً ولا يستجيبون لنداء لذا نحن نطالب محافظة بغداد كونها الجهة المسؤولة عن هذا الملف الاستجابة لمطالب المواطنين وايجاد الحلول السريعة لشح المياه الذي تسبب بمعاناة الاسر التي تتكبد معاناة الذهاب الى مسافات بعيدة من اجل الحصول على الماء .
الخدمات
ويقول المواطن صفاء عبد الحسين الخفاجي نحن اهالي منطقة سبع البور الماء في منطقتنا غالبا ما يكون مقطوعا او ضعيفا ووضع الناس يرثا له بسبب معاناة الماء ولم نجد من يستمع لمشاكلنا وفي كل انتخابات ياتي المرشحين الذين يعدونا بحل مشاكلنا لكن بعد وصولهم الى البرلمان ينسون او يتناسوا حال الفقراء.
مضيفا: ان مناطقنا تعاني من نقص جميع الخدمات البلدية اذ لا توجد مجاري والمياه الاسنة والاوحال تملأ الشوارع ونحن في فصل الصيف فكيف بنا اذا اقدم الشتاء الذي اصبح الى الابواب ولم نشاهد أي تحسن في الخدمات لذا نحن لا نريد غير كساء الشوارع لنتخلص من المياه الاسنة والنفايات لانه عند نزول اية امطار فان المياه تدخل الى المنازل.
شكاوى فقط
اما احمد جاسب من سكنة حي السفير في بغداد اننا في هذا الحي نعاني من شح الماء الصافي والنظيف واغلب الاوقات تكون المياه التي تصل الينا ماء خابط وملوثة ولا تصلح للشرب لكن نحن مجبرين على هذه المياه . مؤكد ان أهالي المنطقة رفعوا الكثير من الشكاوى الى جميع الجهات من امانة العاصمة ومحافظة بغداد لكن كل ما حصلنا عيله وعود فارغة دون حلول ناجعة تشفي غليل المواطنين المحرومين من الخدمات.
وعبر جاسب عن سخطه من خلال قوله العبارة الدارجة (الي ايده بالمي مو مثل الي ايده بالنار) مخاطبا بعض المسؤولين بالقول (احنه أهلكم وعليكم ان تشعروا بالفقراء) مستدركا بالقول ان الخوف من الله لا يهم المسؤولين. متسائلا هل يقبل المسؤولين ان يشرب ابنائهم الماء الخابط كأبناء الفقراء واليتامى او ان يعيش ابناؤهم في هذا الحر مثلنا او يتنفسوا الغبار الذي يدخل كل دار بسبب عدم اكساء الشوارع.
ترشيد وضياع
من جانبه اكد قائممقام قضاء المحمودية جابر فرج الكلابي وجود شح في مياه الشرب عازيا السبب الى شح المياه في نهر الفرات والنقص المستمر في التيار الكهربائي وكثرة التجاوزات على شبكة المياه .
واوضح الكلابي لـ (المدى) ان السبب الرئيس في شح ماء الشرب في القضاء يرجع لقلة منسوب المياه في نهر الفرات والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي والتجاوزات الحاصلة على شبكات المياه التي تعد شبكات قديمة وغير صالحة للاستخدام . مضيفا ان انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفير مادة الكاز للمولدات من قبل وزارة البلديات وعدم صيانتها تسبب بإيقاف تشغيل المضخات لفترات طويلة خصوصا خلال فصل الصيف الذي يكون الطلب فيه على المياه بشكل كبير وعدم الترشيد في استخدام المياه وضياع كميات كبيرة منه من قبل التجاوزات التي تحصل على خطوط نقل المياه سبب عدم ايصال الماء الى كافة الاحياء .
محطات جديدة
مستدركا بالقول ان مشكلة الماء في القضاء جزئية حيث ان هناك ( 75) بالمئة من الاحياء يصلها الماء بشكل جيد ومستمر وتبقى المشكلة لدى( 25 ) بالمئة من الحياء وفي المناطق والاحياء العشوائية التي تكونت دون موافقات الجهات المختصة .
واشار الكلابي الى ان مضخات ماء القضاء قد تعرضت للتفجير من قبل (الدواعش) لكن وزارة البلديات تمكنت في وقت قياسي من اعادة هذه المضحات. لافتا الى ان مشاريع عديدة تنفذ حاليا في القضاء منها مد شبكات ماء حديثة بدل الشبكات القديمة والتي تعرضت للتلف اضافة الى مشروع نصب مضخات تحلية في القضاء ونصب مضخة كبيرة على نهر اللطيفية الذي سيوفر كميات ماء كبيرة للقضاء .
الفساد اولا
من جهته عزا عضو هيئة خدمات بغداد في مجلس محافظة بغداد عادل مطر فياض شح المياه في مناطق اطراف بغداد الى قلة المشاريع المنفذة في هذه المناطق التي تستوعب الزيادة السكانية الحاصلة وانتشار الفساد في المشاريع المنفذة .
وقال فياض في تصريح لـ (المدى) ان شح المياه في مناطق الاطراف تعود لقلة المشاريع المنفذة فيها والتي تكون في الغالب دون المستوى المطلوب التي لا تتناسب مع الزيادة الحاصلة في عدد السكان والمجمعات التي شيدت خلال المدة الاخيرة في مناطق الاطراف . مشيرا: الى ان المشاريع التي نفذت في اطراف بغداد قليلة وبدائية ودون مستوى المواصفات المطلوبة هذه من جهة ومن جهة اخرى هناك بعض المشاريع يشوبها الفساد مثل مشروع ماء (ابراهيم ابن علي) الذي تعرضت انابيبه في يوم افتتاح المشروع الى الانفجار ولم توصل المياه الى الاهالي بسبب رداءة العمل المنفذ من قبل الشركة المنفذة للمشروع وبقى هذا المشروع معطلا وبقى افتتاحه حبرا على ورق .
التظاهرات الاحتجاجية
واشار فياض الى ان مناطق بغداد تواجه في الصيف شح مياه نهر دجلة مما يؤدي على عدد من المشاكل الجانبية مثل انخفاض منسوب المياه مما يؤدي الى توقف تشغيل مضخات المياه لفترات متقطعة ما يسبب شح المياه الواصلة الى الاهالي في مناطق الاطراف اضافة الى الاستخدام السيء من المواطنين وكثرة الاهدار في استخدام مياه الاسالة مما يسبب حرمان بعض المواطنين من نعمة المياه .
لافتا: الى ان جزءا من مشكلة المياه في مناطق اطراف بغداد خصوصا في ابو غريب واللطيفية تعود لزحف العمليات الارهابية على النواظم التي تقع في محافظة الانبار وسيطرة عصابات الدواعش على البعض منها وقطعه لها مما حرم مناطق كثيرة من المياه. مؤكدا: ان هيئة خدمات بغداد وبعد التظاهرات الاحتجاجية التي يشهدها العراق سيكون لها تحركات موسعة لحالة جميع المشاريع التي يشوبها الفساد الى هيئة الزاهة لمحاسبة المفسدين والمقصرين لاسيما في مشاريع الماء .
العمليات الارهابية
فيما اوضح ممثل مديرية ماء بغداد في محافظة بغداد اديب صالح عبد الرزاق لـ(للمدى) ان اسباب شح المياه في اقضية ومناطق اطراف بغداد يعود الى نقص الماء الخام في نهري دجلة والفرات وبعض الانهر الفرعية التي تكون خاضعة لنظام المراشنة مثل نهر اليوسفية اضافة الى ان هذا النقص في المياه يسبب تعكير المياه وزيادة الرواسب الطينية فيها . مضيفا: ان مشكلة شح المياه تتكرر في كل فصل صيف لكن هذا العام كانت المشكلة اكبر بسبب العمليات الارهابية التي تعرضت لها الكثير من النواظم والانهر مما سبب شح في المياه , لافتا الى ان مديرية ماء بغداد لديها عدد من المشاريع المهمة التي ستوفر حال اكتمالها سد الحاجة الفعلية لهذه المناطق
