الفترة المظلمة التي ألمّت بالعراق على مدى سنوات حكم المالكي وانتهت بتمزيقه صارت مصائبها لا تخفى على أحد. لكن الخراب الأخطر، الذي يندر ان ننتبه اليه، أصاب عقول شريحة واسعة من بسطاء العراق. فلاحون وعمال وكسبة ومظلومون صاروا يرددون مصطلح "دولة رئيس الوزراء" وهم لا يعرفون معناه بالمرة. بالمناسبة، نقل لي سياسي مقرب من المالكي انه نفسه لا يعرف معنى المصطلح لكنه يحس بانه "ممتاز"! هذا ليس مهما لأن الطغاة عندما يسقطون تسقط ألقابهم معهم وها انتم ترون لا "دولة فلان" ولا "دولة بطيخ". غده شرها.
لكن هناك ما هو أخطر نبهني اليه المستشار الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية المخلوع مرتين. صاحبنا يقول عن المالكي ان "استحقاقه الانتخابي هو رئاسة مجلس الوزراء لكنه تنازل عنها". هكذا يضحكون على عقول البسطاء.
الاستحقاق الانتخابي" في النظام البرلماني" يكون أولا: للكتل وليس للأشخاص. ثانيا: يحدده عدد مقاعد الكتلة في البرلمان وليس الأصوات التي حصلت عليها. ثالثا: انه ليس اكثر من ان يلتزم رئيس الجمهورية بتكليف من ترشحه الكتلة الأكبر لرئاسة الوزراء الذي يمكن ان يكون شخصا لم يدخل الانتخابات أصلا.
من وجهة نظري ان اختراع فيكة "الاستحقاق الانتخابي" ليست امتهانا لعقول العراقيين فقط بل إهانة مباشرة لكل من انتخب المالكي. لأن الأخ في قوله هذا يعني بانه صرّف الاصوات الى منصب كمن يصرف الدولار الى دنانير في محال الصرافة. الذي ينتخبك في البلدان الديمقراطية يأمل بك ان تكون خادما جيدا ومطيعا له وليس سيدا عليه.
ثم اني اريد اشوف أية رئاسة وزراء تلك التي تنازل عنها المالكي؟ الذي يتنازل عن شيء يجب ان يملكه أولا. فليعطنا جناب المستشار ما يثبت انه اعطي له المنصب ورفضه او تنازل عنه. هسه مو كافي علينا داعش التي رماها صاحبكم على رؤوسنا هالنوب تسوونه متفضل علينا بالتبرع بمنصبه؟ يمعودين هو منصب نائب رئيس ومجلب بيه بسنونه اشلون منصب رئيس الوزراء اجاه وعافه؟
مولانا المستشار: العب غيرها فالشعب نهض.
أكذوبة "الاستحقاق الانتخابي"
[post-views]
نشر في: 21 أغسطس, 2015: 09:01 م