في آخر نهار له "الخميس 8/9/2011 ، كان هادي المهدي يعد العدة لتظاهرة الجمعة ، كان الجميع يجلسون على تخوت مقهى ارخيته يروون قصص عشقهم لهذه البلاد التي يتمنون ان يعيشوا فيها دون ان يفتش احد عن هوية الآخر ، يجلسون منهمكين في الحديث عن ساسة يريدون صناعة دويلاتهم بقوة الخداع ، ساسة يصرون على مصادرة الامل والمستقبل بعد ان صادروا الاحلام وحفروا قبورا لحكايات العراقيين ، يتطلع هادي المهدي في الوجوه التي ستحتل غدا مكانها تحت نصب جواد سليم، انهم يتزايدون يوماً بعد يوم ليحققوا حلمهم ببلد معافى.
قال لنا هادي المهدي: يا أصدقائي إنه الفساد الذي تلتقي عنده المصالح.. لافرق بين خطيب جامع يعتقد ان متظاهري ساحة التحرير يجب اجتثاثهم لانهم كفار، وبين ساسة يعتقدون ان الوطن مجرد دكان يبيعون فيه شعارات المال والمصالح.. إنها حروب الدفاع عن المصالح والمغانم ، لا قبلها ولا بعدها، ليس مهما أن تتدمر مؤسسات الدولة. ، أو تتحول المؤسسة القضائية الى متفرج ، ففي النهاية كل شيء يصب في مصلحة تجار الفساد هادي المهدي لم يكن غاضبا هذه الليلة، فقد حسم أمره ويريد ان يعيش في قلب المغامرة ، قبل اربعة اعوام توقف صوت هادي ، اعتقد الأصدقاء ان القتلة انتصروا عليه ، لكنه عاد اليهم بالامس ليروي لهم كيف ان روحه كانت ترفرف فوق امهات جواد سليم، ظل هادي المهدي يتساءل ترى من يصر على منعي من المشاركة في تظاهرات بغداد والبصرة والحلة وديالى والسماوة والديوانية وميسان ، ويكره ان أهتف باعلى صوتي في شارع الحبوبي ؟ من يريد اقتلاعي من هذا المكان الذي يمتلئ كل جمعة بحكايات الاحبة وباصواتهم المعطرة بالقداح والرياحين ؟ ذات ليلة كان هادي المهدي منتشيا يضحك بصوت عال وهو يقول: لماذا لايحق لي ان ادفن تحت نصب جواد سليم ؟ اريد ان اسمع بماذا ستهتفون بعد رحيل مختار العصر عن " تخت " السلطة ؟
الذي اغتال هادي المهدي اراد اغتيال استمرارية تظاهرات التحرير، لانها تنادي بالحرية ، وبسبب الحرية تعرض هادي للاعتقال والمطاردة ، لكن احداً لم يكن يعتقد بان الحياة نفسها سوف تصبح ثمناً للخروج ضد الفساد والمفسدين ، كانت ثمة وحشية معلنة في اغتيال هادي المهدي، او بالأصح وحشية مطلقة ، لم يوقفها قانون وصمتت عنها العدالة.
ستلعب تظاهرات هادي المهدي الدور الأول في رحيل المفسدين، وسوف تطاردهم حتى في منامهم ، ولذلك خرجت ساحة التحرير امس، بعنوان واحد يقول : "هادي المهدي لم يمت "
هادي المهدي لم يترك ساحة التحرير
[post-views]
نشر في: 21 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
هؤلاء الأبطال الدرر من امثال الأعلامي العراقي ابن الحمولة مهدي الهادي رضوان الله عليه سوف يبقى اسمه يخلده التاريخ وسوف يبقى نبراساً عالياً ومثلاً راقياً للإجيال القادمة هذا الرجل العصامي الشجاع الذي ضرب اعظم مثلاً للضمير الحي الذي لا يموت . سلامٌ عليه يو
د عادل على
لقد نهض شعب العراق الدى انجب عبدالكريم قاسم بنزاهته بطيبته برحمته بشجاعته بتحديه لشركات النفط والاقطاعيين ببنائه بيوتا للفقراء-------رايناه ينام على الأرض ومساعده عبدالسلام ينام على سرير-رايناه بدون بيت حتى يكون لامه بيتا---شعب عبدالكريم قاسم كان يرفع سي