اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > نعم للدولة المدنية، لا للدولة العلمانية..!

نعم للدولة المدنية، لا للدولة العلمانية..!

نشر في: 23 أغسطس, 2015: 12:01 ص

وجدت نفسي، وأنا أتابع ما قاله السيد قيس الخزعلي قائد عصائب الحق، ربما دون أن أفكر، أؤيد ما صرح به:"الدولة المدنية نعم، ولكن الدولة العلمانية مستحيل"..!وأنا بدوري أقول: نعم للدولة المدنية.....المشكلة التي ظلت دون معالجة، منذ ان بدأت بواكير تَشكّل الحر

وجدت نفسي، وأنا أتابع ما قاله السيد قيس الخزعلي قائد عصائب الحق، ربما دون أن أفكر، أؤيد ما صرح به:
"الدولة المدنية نعم، ولكن الدولة العلمانية مستحيل"..!
وأنا بدوري أقول: نعم للدولة المدنية.....
المشكلة التي ظلت دون معالجة، منذ ان بدأت بواكير تَشكّل الحركة الوطنية في العراق، بتياراتها المختلفة، تمثلت في حملات التشويه التي نظمتها وفبركت مضامينها مراكز المخابرات الغربية وأدواتها في العراق وسائر البلدان العربية، بل وفي ما سمي ببلدان العالم الثالث، والتي عملت جاهدة بكل ما لديها من وسائل وأدوات، لإشاعتها في مختلف الاوساط الشعبية، وبشكل خاص بين الأقل وعياً ودراية في المجتمع.
وأخذاً بالاعتبار حساسية المجتمع العراقي، مثل غيره من المجتمعات الاسلامية، بخصوص القيم والمسلمات الدينية وشعائرها وموروثها، ركزت حملات التضليل المخابراتي، على اتهام الحركات والقوى الوطنية التي تنادي بالتحرر من الاستعمار والتبعية واقامة نظام ديمقراطي بالشيوعية والالحاد، ومحاولة تدمير البُنى الاسلامية ومنظومتها لصالح بُنىً وقيمٍ ومنظوماتٍ غربية كافرة وإلحادية.
ومن هذا المنطلق جرى صياغة القوانين العراقية التي تتهم كل الحركات والاحزاب المناوئة للنظام الملكي بالهدامة "الشيوعية"، وحُكم وفقاً لمواد مكافحة الشيوعية على جميع الوطنيين بغض النظر عن انتمائهم الفكري والايديولوجي والسياسي، وأدينوا بوصفهم "شيوعيين"، "ملاحدة" !
ثم اتسعت دائرة خلط المفاهيم مع تصاعد حدة الصراع بين "المعسكر الاشتراكي" والمعسكر الرأسمالي، ليتخذ ابعاداً أخرى، ومن حيث الجوهر، اعتبار العلمانية هي الوجه الآخر للشيوعية، والنظام العلماني صنو النظام الشيوعي، ملحداً ومضاداً للدين، أياً كان اسلامياً او مسيحياً او غيرهما.!
ولم يلتفت أحد، حتى من بين المفكرين الماركسيبن عندنا، للاشارة الصربحة، ربما لاعتباراتٍ سياسية، الى أن الاتحاد السوفيتي وبلدان المعسكر "الاشتراكي" لم تكن علمانية، وفقاً للمنظومة النظرية والتطبيقية للعلمانية في الدول الرأسمالية..!
فالعلمانية في التطبيق الرأسمالي، لا تنزع نحو تبني فكر وممارسة الحادية، ولا تؤسس لخيار معادٍ لاي دين او اتجاه فكري او ايديولوجيا، كما لا تتبنى الدولة ديناً، باعتبار أن الدولة كيانٌ سياسيٌ مؤسساتي ذو شخصية اعتبارية، لا يسري في عروقها ومساماتها ما يسري في كيان الكائن الانساني من معتقداتٍ وايديولوجيا...
ومن بين مفارقات الدولة العلمانية، فرنسا على سبيل المثال، ان محافظات فيها لا تعتبر علمانية، وفقاً للمفكرين العلمانيين، لانها تمول الكنيسة وتتبنى بعض طروحاتها..
والاختلاط السياسي السائد في اوساط واسعة لا يجري الانتباه له، يتعلق بمحاولة اطراف في الاسلام السياسي، وهذا واضحٌ في تكتيكات الاخوان المسلمين في مصر واتباعهم في بلدان عربية واسلامية، التمويه على هدف تكريس نظام او دولة دينية دون الافصاح عنها، بل التأكيد على الدعوة للدولة الاسلامية، والفرق بينهما بيّنٌ وعميق الاثر والتأثير.
والاخطر من ذلك كله، هو ما دأبت على اشاعته الانظمة الدكتاتورية والشمولية الاستبدادية من اعتبار العلمانية او المدنية الوجه الاخر للشيوعية..!
واذا اخذنا بالاعتبار الهواجس من الدعوة للعلمانية، وما يمكن ان تقود اليه من مخاوف على الدين، فإن المظاهرات الجماهيرية، ترفع شعار الدولة المدنية، مع ان الاصح المطالبة بالنظام الديمقراطي المدني..
اراني قابلاً لهواجس السيد قيس الخزعلي وحساسيته من العلمانية رغم انها لا تعني باي حال الشيوعية، فاتفق معه على دولة او نظام او سلطة مدنية... وقد يكون مفيداً الاشارة الى ان العلمانية اذ ليست الوجه الآخر للشيوعية والالحاد، فان الشيوعيين كما اوساط وطنية وليبرالية وقومية، ومتدينين حداثويين هم كلهم علمانيون يدعون للدولة او النظام او السلطة المدنية، وها هو السيد الخزعلي ينضمّ اليهم، ويرفع عنهم بانضمامه تهمة الالحاد والكفر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. الشمري فاروق

    عزيزي ابو نبيل كافي سكوت رحمه الوالديك....شكرا لمقالتك الجميله..ةننتظر منك الكثير

  2. صائب طراد

    السيد فخري كريم المحترم عمت مساءا اكبر بك ان لاتسمي الاشياء بمسمياتها (ولست)مرائيا فانت علم على راسه نار الا تقول لهم ان كل دولة مدينة هي بالضرورة هي علمانية . والذي لايفهم او لايريد ان يفهم فل يشرب من بحر قزوين. لست انت الذي يقف على على الحياد فهذه

  3. خليلو...

    ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم مع الإعتذار للملتين ، فذلك مثل يضرب ولا يقاسً عليه . أن يدعو هذا الى دولة مدنية تخضع لقانون وضعي فذلك هو المحال بعينه ولايفيد تحييدهم شيئا وإنما تلك المحاولة هي من باب چفيان شر ملا عليوي! ولا بأس بها على أي

  4. الناشط المدني عبيده المدرس

    الدوله المدنيه لها مفهوم خاطئ او يحاول العديد من يتصدون للحكم تخطات مفهوم الدوله المدنيه والتي هي باقل العبارات حكم المؤسسات العامه والاستناد الى الدستور والقانون الوضعي وعدم اقحام قوانين السماء بما يدور بالحياة العامه وهي عقد بين المجتمع والحكام وكثيرا م

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram