TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل لدينا ورش مسرحية؟!

هل لدينا ورش مسرحية؟!

نشر في: 24 أغسطس, 2015: 09:01 م

الورش المسرحية في العرف المسرحي مؤسسات تعنى بتدريب المبتدئين في العمل من ممثلين او مخرجين او مصممين او تقنيين، كان تقام ورشة لعدد من الممثلين الذين يريدون تطوير مهاراتهم وتوسيع دربتهم وتجاربهم على وفق اسس نظرية سابقة كمنهج ستانسلافسكي في اعداد الممثل وبناء الشخصية الدرامية ومثل هذه الورش اقامها في اميركا (ستوديو الممثل) بقيادة (ايليا كازان ولي ستراسبورغ)، ومثلها ايضا، اعتاد اقامتها البولوني (جيرزي غروفونسكي) ومثلها اقامتها ستوديوهات فرقة مسرح موسكو الفني. وقد تقام ورش لتطوير قدرات المخرجين والمصممين وتوسيع مخيلاتهم، وتعريفهم بالاتجاهات المستحدثة في مجال فن الاخراج المسرحي وفن تصميم المنظر المسرحي وتصميم الزي المسرحي وتصميم الاضاءة المسرحية، وقد يستمر عمل الورشة لعدد من الاسابيع او حتى لعدد من الاشهر ولا تكون اهداف تلك الورش تقديم عروض مسرحية للجمهور بل تقتصر على التطوير ولا يتم مثل ذلك التطوير الا على وفق منهج معد سلفاً.
تهتم الورش المسرحية عادة بالتدريب العملي وذلك بتصميم تمارين خاصة يمارسها المنتمون الى الورشة.
وتتطلب الورشة المسرحية تكريس المشاركين فيها انتمائهم لها متطلعين فقط الى النتائج المتحققة بتحسين القدرات الفنية والتقنية ومن غير تفكير بمردود مادي او معنوي، فهل اقيمت لدينا مثل هذه الورش؟
في نهاية الستينيات من القرن الماضي حاولت فرقة المسرح الفني الحديث اقامة ورشة لتطوير اداء الممثل وذلك في مسرح بغداد ولم تمر الا ايام قلائل حتى لوحظ تناقص عدد المشاركين فيها مما ادى الى توقف عملها، في كتيب بعنوان (عين الذاكرة .. ذاكرة ورشة مسرحية) تطرق مؤلفه (عزيز خيون) الى مشاركته في ورشة مسرحية اقامها المركز الالماني للمسرح ولمدة عشرين يوماً في مدينة (بون) شارك فيها معه افراد من مصر وسوريا وفلسطين وايران والبلد المضيف المانيا، وبمبادرة من الراحل (عوني كروبي) وبعد وصف ادبي ساحر لرحلته الى المانيا ووصوله الى مقر اقامة الورشة تطرق (عزيز) الى محاور الورشة مثل محور تقنيات الجسد واشرفت عليه الراقصة (خوليتا) حيث اجرت تمارين لمرونة الجسد وتعبيره مع الموسيقى، وكان المحور الثاني للورشة يتعلق بتنمية طاقة الخيال بقيادة الممثلة (كاترين). وتم تكليف (عزيز) واخرين من المشاركين في الورشة تصميم احد التمارين بشأن توسيع الخيال وتقوم (كاترين) بعد ذلك باستدعاء المشاركين لمشاهدة فيلم يصور كيفية قرار نص مسرحي ودارت حوله نقاشات. يذكر (عزيز) في كتيبه الجميل ان هدف تلك الورشة كان توسيع دوائر البحث وفتح افاق جديدة للظاهرة المسرحية ثم يربط أعمال وطروحات هذه الورشة باتقانها والى ابعد الحدود. كما يقول، مع شروط وطروحات (محترف بغداد المسرحي) الذي اسسه هو وزوجته الممثلة والمخرجة والكاتبة (عواطف نعيم) عام 1998، ولكن الذي لاحظناه ان (محترف بغداد) لم يسر على خطى ورشة (بون، فلم اسمع انه اقام ورشة مثل تلك التي شارك فيها في (المانيا وفي كل مرة يظهر اسم المحترف الا وهناك عرض مسرحي من تأليف (عواطف) واخراجه ومن تأليف عواطف واخراجها، وكنت اتمنى على (عزيز خيون) ان يقيم فعلا في محترف ورشاً لتطوير المهارات الفنية لا ان يكون هدفه تقديم عروض مسرحية يكون هو بطلا فيها. واتمنى عليه، وهو قدير، ان يقيم مستقبلا مثل الورشة التي شارك فيها في بون).
ومثل (محترف بغداد) اسس (هيثم عبد الرزاق) وهو ممثل ومخرج مقتدر ما سماه (ورشة التمرين المستمر) وكنت اتوقع ان يطبق ما جاء في العنوان وان يستمر باجراء تمارين للمشاركين في ورشته من الممثلين المبتدئين وان لا يكون هدف ورشته تقديم عروض مسرحية يشارك فيها ممثلون محترفون. واتمنى ان يحدث ذلك في المستقبل القريب. وهنا انا لا الوم العزيزين عزيز وهيثم لأنهما لم يقيما ورشا مسرحية فعلية وحقيقية لان ظروف بلدنا غير المستقرة حالت دون ذلك، ولان المشاركة في الورش المسرحية تحتاج من المشاركين فيها حالة الاسترخاء وحالة التفرغ والتكريس وحالة الشعور بالحاجة الى الورش وكل تلك الحالات لم تتوفر في بلدنا العزيز المظلوم. كما ان نزعة الاعتداد بالنفس والتعالي على الآخرين من الجيل المسرحي الجديد ، تحول دون الايمان بضرورة المشاركة في الورش المسرحية التي لا يكون هدفها الا تطوير الكفايات والمهارات ولعلي لا اكون مخطئاً عندما أقول بان من واجب ادارة منتدى المسرح في جميع المراحل الزمنية والمكانية، هو اقامة هذه الورش المسرحية وكي لا اكون ظالماً في حكمي فاعترف بان المنتدى اقام ورشاً معينة ولكنها لم تكن مستندة الى مناهج واضحة في مجال التطوير وكان الارتجال واضحاً على اقامتها ولم نلمس ايضاً نتائج واضحة لها إلا ما ندر، واتمنى على الادارة الجديدة للمنتدى ان تضع ضمن خططها اقامة مثل تلك الورش لا ان تستقبل عروضاً مسرحية وحسب، وعلى ان تتوفر الجدية والمنهجية في اقامة اية ورشة مخطط لها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: أحلام المشهداني

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

قناديل: بغدادُنا في القلب

عنوانان للدولة العميقة: "الإيجابية.. و"السلبية"

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram