"الوشيعة" لمن لا يعرفها، هي لفيفة من خيوط الصوف او القطن المغزول. ما يميزها انها تلف بطريقة متشابكة يصعب فصل او جرّ خيوطها من دون البدء بسحب رأس الخيط. ما من وشيعة ضاع رأسها الا و تخلبصت" كما يقول العراقيون.
الفساد كما الطغيان يلتف على رقاب الناس والبلد كما الوشيعة. وغالبا ما يكون الطاغية هو رأس الخيط. أي محاولة او تظاهرة للخلاص من الفساد لا تتم الا برحيل او سجن هذا الرأس. عدا ذلك ستنجر البلاد نحو هاوية الدمار والخراب.
في العراق وليبيا وسوريا صاح الناس والجيران وحتى العالم لرأس وشيعة الدكتاتورية ان اطلع لكنه رفض. لذا عمّ الخراب في تلك البلدان. ها انتم ترونه ماثلا امام اعينكم. لو كان أي من صدام او القذافي او الأسد قد سلم نفسه او غادر البلاد لما حلّ ببلده الذي حلّ.
خذوا تونس. لأن رأس وشيعة الطغيان رحل في بداية الثورة لم يحدث بها خراب يذكر. في مصر لم تطل فترة عناد مبارك لذا خرجت مصر من بعد رحيله بأقل الخسائر، كلما تأخر المسك برأس خيط الفساد او الطغيان في بلد تجد حجم الدمار به اكبر واكبر. امامكم صالح الذي ظل يماطل ويساوم سنين طويلة. وشوفة عيونكم اللي يصير باليمن هذه الأيام.
ربما المصريون هم الشعب العربي الوحيد الذي فهم الدرس. عندما لعب مرسي بذيله ليخضعهم للاستبداد الديني وليسرق مصر باسم الدين أيضا، اعطوه شهرا. وعندما عرفوا انه مصمم على ان "ما ينطيها" القوا القبض عليه فخرجت مصر بأقل ما يمكن الخسائر ولتسترد عافيتها بسرعة.
اليوم خرج العراقيون الذين ملوا الصبر على استباحة حرياتهم وخيرات بلدهم واحتلال ثلث ارضهم وهم يعرفون رأس وشيعة البلاء. طالبوه بالرحيل قبل أربعة اعوام فرفض كأي مستبد. صدر قرار بالغاء منصبه وبعده "ما ينطيها". لجنة برلمانية شخصته انه رأس الخيط في وشيعة سقوط الموصل. هم بعده مچلّب. ولأنه چلّب صار كل الفاسدين يهتفون ضد الفساد. لا بل ويتظاهرون مع المتظاهرين في سابقة ليس لها مثيل بالعالم.
النتيجة: ان الوشيعة قد تخلبصت. ولو قلبنا الدنيا او لو قلبها العبادي ومعه المرجعية فلا حل غير المسك براس الخيط وايداعه السجن ليحاكم محاكمة عادلة ومنصفة. عندها سيسهل فك وشيعة الفساد وتنسلت خيطا بعد خيط بسهولة وارتياح شديدين.