أدرك وأعي أن أحدا لا يريد أن يقرأ عن أمر خارج حدود اخبار ساسة البلاد وطرائفهم والتي كان آخرها النكتة التي اطلقها وزير الكهرباء قاسم الفهداوي الذي اخبرنا امس ان عدم حضوره جلسة اﻻستجواب البرلمانية بسبب تقديمه شكوى الى المحكمة الاتحادية على هذا الشعب المشاغب الذي "يتبطر" ويريد كهرباء وينسى اننا نرفع شعار كل شيء من اجل المعركة، و لاتنسى عزيزي القارئ عندما تستيقظ من النوم عليك ان تتذكر شيئا واحدا هو ان "فخامته" لايزال يتمتع بمزايا منصب نائب، اما رفيقاه في المنصب فهما لا يزالان يعتقدان ان "القندرة" افضل من المنصب، وبدلا من أن تشعر بالاسى واليأس، عليك عزيزي ان تتذكر ان حسن السنيد ترك البرلمان "اخيرا" وان قتيبة الجبوري عاد اليه محمولا على الاعناق، وانت تقرأ في صفحات الكوميديا العراقية اتمنى عليك ان تقرأ خبرا صغيرا نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يقول ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اصدرت تعليماتها بالغاء احد بنود معاهدة دبلن بالنسبة للاجئين العرب الذين تدفقوا بالآلاف على الحدود الالمانية، البند الذي الغته سيدة المانيا ينص على اعادة اللاجئين الى أول بلد أوروبي دخلوه. وهذا يعني ان "الكافرة" الالمانية كانت ارحم على هؤلاء الذين تدفقوا من بلاد يرفع فيها الاذان خمس مرات في اليوم وساستنا يذهبون كل عام زرافات ليؤدون مراسم الحج.
تتذكرون انني كتبت قبل اعوام عن خبر آخر نشرته الغارديان البريطانية نفسها حين سخرت من الالمان الذين وضعوا ثقتهم واعطوا اصواتهم لامرأة بدينة تشبه مربيات الاطفال، والتي يصفها الكثير من السياسيين الاوروبيين بالداهية، فهي تستغل وجهها الطفولي وابتسامتها اللطيفة والحنكة التي تعلمتها من والدها للوصول إلى أهدافها، ولم تتأخر يوما عن طلب المساعدة من سياسيين خصوم، أمثال هلموت كول الذي طالما شوهدت تتسلل الى بيته ليلا لتسأل الرجل العجوز: ما الحل؟ وحين يفاجئها احد الصحفيين بسؤال: ماذا تريد من شخص عجوز ومريض، تقول: يحتاج المرء إلى الانصات لكي يتمكن من الاستماع الى من هم اكثر ذكاء منه.
أنظر إلى المرأة البدينة وهي تتحدث بإصرار عن مشاركة الجميع في الحكم، وأنظر إلى وجه المالكي، وهو ينذر الجميع "ايضاً" بالويل والثبور وعظائم الامور، فأجده يفتقد الرؤية والقدرة على إلهام الناس.!
أيها السادة، أيها المتخاصمون على الكراسي ، أعيدوا قراءة تجارب الشعوب بهدوء .. القضية الكبرى ليست ما فعله الاميركان بنا ، ولا ما تخطط له اسرائيل ، المسألة الكبرى هي ما نفعله نحن بانفسنا حين نسمح بان يحكمنا شذاذ القوم ، ممن يستبيحون القتل والدمار والنهب ..السيدة ميركل ، ليتني استطيع ان اقبل يديك .
ليتني استطيع أن أقبل يديك
[post-views]
نشر في: 25 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
بغداد
هؤلاء الغلمان المقبورن في سجن الخضراء ما هم الا عبيد مرتزقة وهل للعبد خيار ؟ اما مريكل فهي ليست من العبيد وانما تحكم دولة ذات سيادة فالفرق كبير بين التابع والمتبوع ماكو نسبة ؟ اخر الاخبار اكثر من ثلاثة الاف شاب عراقي لقي حتفه بين اومواج البحر الهائج خل
الشمري فاروق
شكرا ايها العزيز....ان ساستنا الحاليين سوف لن يجدوا لهم مكنانا حتى في مزبلة التاريخ....
ياسين عبد الحافظ
ساثنى لقبلتك ليد السيدة ميركل واضيف قبلتى انا ،مااعظم انسان يستجيب لوجع والم الاخر، لابد لهذا العقل والتعقل، للخير والامل الغامر العابر للتاريخ والجغرافية، لابد له ان يكسب القلوب القوية الطيبة...