TOP

جريدة المدى > عام > "أطفال الأيام".. التأريخ بطريقة أخرى!

"أطفال الأيام".. التأريخ بطريقة أخرى!

نشر في: 30 أغسطس, 2015: 12:01 ص

جاء كتاب ( أطفال الأيام ) لإدواردو غاليانو، الذي رحل عن عالمنا في نيسان الماضي، على شكل روزنامة أو تقويم للأحداث. فكل يوم يأتي معه بقصة : رحلة، عيد، أو مأساة حدثت فعلاً في ذلك التاريخ، من أية سنة كانت ومن أية زاوية من العالم، كما ورد في بيان دار amaz

جاء كتاب ( أطفال الأيام ) لإدواردو غاليانو، الذي رحل عن عالمنا في نيسان الماضي، على شكل روزنامة أو تقويم للأحداث. فكل يوم يأتي معه بقصة : رحلة، عيد، أو مأساة حدثت فعلاً في ذلك التاريخ، من أية سنة كانت ومن أية زاوية من العالم، كما ورد في بيان دار amazon، التي صدر عنها الكتاب. فمن عبد القاسم اسماعيل، الفارسي من القرن العاشر الذي لم يكن يذهب إلى أي مكان أبداً من دون مكتبته، المكوَّنة من 17 ألف كتاب، محمَّلةً على 400 بعير؛ إلى مدينة سوروكابا البرازيلية التي ردَّت يوم 8 شباط 1980 على قانون تجريم التقبيل العلني، الصادر عن الطغمة العسكرية الدكتاتورية الحاكمة آنذاك، بأن تحولت إلى حلبة هائلة واحدة للتقبيل؛ إلى 1 تموز 2008، اليوم الذي قررت فيه الحكومة الأميركية رفع اسم نلسون مانديلا من قائمتها الخاصة بالإرهابيين الخطرين. فكتاب ( أطفال الأيام ) يستهدف ادعاءات التأريخ الرسمي ويسلط الضوء على اللحظات والأبطال الذين غابوا عن ذاكرتنا ليس غير. وعَبر هذا الموزائيك التاريخي المتلألئ يسري خيط مشترك، يربط أحلك ساعات البشرية بأحلى انتصاراتها. فكتاب ( أطفال الأيام ) هو قصة حيواتنا، بتعبير آخر.
وقد جاء في عرضٍ للأديب البريطاني فيليب بولمان أن أدواردو غالينو هو الاستاذ العظيم لشظايا الكتابة و أجزائها الصغيرة، وأمير الكتابة الصادقة تماماً. وكتابه ( أطفال الأيام ) هذا، وهو تقويمه للتاريخ الإنساني، المكوَّن من تجميع منوَّع إلى حد كبير لوقائع وغرائب وحقائق وقصصٍ من كل نوع. ويشكل التأكيد عليها جميعاً على هذا النحو اهتماماً إنسانياً وعاطفياً بالنسبة للناس المضطهدين، والفقراء، والمنسيين. أما كيف يمكن لعمل كهذا أن يكون مسلياً ومؤثراً هكذا في الوقت نفسه، فهو سر عظيم.
وقالت عنه الكاتبة الدومنيكانية الأميركية خوليا ألفاريس، " في أية فئة نضع شاعرنا ــ المؤرخ، ومؤرخنا ــ الشاعر؟ إن غاليانو هو شهرزاد بحق. فهو يُبقيني يقظةً أخلاقياً، بينما يرفع معنوياتي أيضاً بقدرته على أن يُظهر في شكلٍ قصصي الإنسانية العذبة العميقة التي تعود حتى بعد أقسى لحظات التاريخ. وغالباً ما تذكّرني قراءة غاليانو بما ينبغي أن تكون عليه الكتابة كما يرى جوزيف كونراد: " أن الفن نفسه يمكن تعريفه بأنه محاولة موطدة العزم لنقل أعلى نوع من العدالة إلى العالم المرئي، عن طريق الإتيان إلى النور بالحقيقة، المتعددة والواحدة، مؤكداً على كل سمة منها" وذلك أمر معقول بما فيه الكفاية لبقاء الواحد في حالة يقظة أخلاقياً! "
وأدواردو غاليانو ( 1940 ــ 2015 )، كما تقول ويكيبديا، أحد أبرز كتّاب أميركا اللاتينية. وهو من أورغواي، وقد ولد في العاصمة مونتيفيديو، وعاش سنواتٍ عديدة في المنفى بسبب أفكاره السياسية المناهضة للظلم والعولمة و الدكتاتورية. كان صحافياً، وكاتباً، وروائياً، وصدر له العديد من الكتب السياسية والتاريخية والأدبية، التي تُرجم معظمها إلى حوالي ثلاثين لغة عالمية، منها كتابه الشهير شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة، وأفواه الزمن، وكرة القدم بين الشمس والظل، وذاكرة النار... وله الكثير من الأقوال المأثورة في مختلف مجالات الحياة الإنسانية والموقف من أوضاع العالم المعاصر. وهو القائل في النفاق والتلوّن السائد في العلاقات البشرية اليوم: إنه عصر الحرباء، لا أحد علّم البشرية بقدر ما علّمتها تلك المخلوقات المتواضعة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram