أمر خطير لا يمكن السكوت عليه إلا إذا كان الطرف المسؤول عنه يعتريه الجُبن والضُعف والتردد من اتخاذ الاجراء الرادع بموجب القانون، فكرة القدم وجِدَت للتنافس في الهواء الطلق لا للتخاصم والتهديد بطلقات حية لإرغام الآخر على الاستجابة لمطلب أو استحصال امتياز غير مستحق، وهذا ما تكرر في الأشهر الماضية سواء في مقر اتحاد كرة القدم أم بقية الاتحادات والمفاصل التابعة لها وسط صمت غريب من قادة الرياضة الذين أهملوا استغاثة شخصيات عديدة ومعاناتهم من ضغوط ما سُمّوا بـ(عصابات الرياضة)!
كيف يرتضي وزير الشباب والرياضة البقاء على كرسيه وهناك ثُلة من الرياضيين يتعرضون الى التهديد العلني ويكاشفون الرأي العام مثلما صرّح رئيس نادٍ في الدرجة الممتازة أنه اضطر الى نقل تدريبات الفريق الى ملعب آخر لوجود ضغوط من غرباء هددوه بهدف تسجيل لاعبين معينين مع الفريق الأول لا يصلحون للعب ؟!
أين دور رئيس اللجنة الأولمبية وهناك رئيس لجنة في اتحاد مركزي للعبة جماهيرية اقتحَمَ مقرّه عدد من الحكام بينهم مسلح مُنذرين إياه بمغادرة مقر الاتحاد في الساعة المُحددة ،وبالفعل غادر الرئيس غرفته وهو يتساءل كيف دخل هؤلاء الى الاتحاد ومَن خوّل الحكم ان يحمل مسدساً يتوعد به مسؤوله ويطالبه بإخلاء مكانه؟
لم نسمع حتى اللحظة هذه عن أي إجراء اتخذه رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية بخصوص التهديدات التي تطال الرياضيين باستثناء بيانات الشجب المكررة والتي تزيد الطين بلة لأنها بلا حلول جذرية أو تتخذ من وقائع بعض الاحداث درساً لإنزال القصاص العادل حسب القانون بحق المسيئين وما أكثرهم ؟!
هل أصبح أمن الصحفي الرياضي حالة استثنائية لا تهز المنظومة الرياضية وهي الساحة التي تشهد تلقي الصحفي نفسه سيلاً من التهديدات بسبب موقفه المبدئي من ملف الفساد أو التزوير اللذين ينخران جسد الرياضة العراقية حتى انهكاها وغدت هزيلة امام العرب والاصدقاء؟
لماذا صُمّت آذانكم وهناك من المدربين الشباب واصحاب الخبرة صرخوا حتى بُحّت اصواتهم في البرامج الحوارية التلفازية بأن عدم نيلهم الفرصة مع المنتخبات لعدم امتلاكهم عصابات تأخذ لهم حقوقهم بالقوة كما فعل آخرون؟!
ألا تخجلون وانتم مؤتمنون على سلامة الرياضي ومصير اتحاده من التهديد في وضح النهار، أهذا حال الرياضة بعد 12 عاماً من التغيير السياسي في البلاد، لماذا يَستقتل المسؤول على الترشيح لولاية ثانية وثالثة في منصبه وهو بالكاد يحمي نفسه ومكتبه من شرر الطارئين واصحاب المآرب الذين لا يكلفهم الافصاح عن نواياهم سوى رسالةsms (دير بالك .. بسيطة احنا نعلمك .. شوف مصيرك وين) وغيرها من عبارات الوعيد أو التحذير أو التنبيه التي شكا منها المهددون؟!
أمام الدولة اليوم ممثلة بالقضاء واحد من أخطر المواقع فتكاً بحياة العراقي وهو (الفيسبوك) ، فعندما لا يُحسن الجبان ولا يتورّع الشرير من اتخاذه محطة اعلانية تنفّس عن كراهية وحقد ولؤم لتعميم معلومة كاذبة أو الصاق تهمة أو تشويه سمعة شخص أو مؤسسة لم يجد تعبيراً أو وسيلة ترد الاعتبار لهزيمة ما في داخله أو خلل في وظيفته أو نقص في تربيته منذ الصغر سوى هذا الموقع الفضائحي لسلوكه أولاً ليروح يضرب شخصيات رياضية وصحفية بصميم مكانتها الاجتماعية ويكيل التهم بلا أدلة لمسؤول لم يتفق معه في الرأي أو منهج العمل أو رؤى المستقبل، هكذا انحراف علني يستقطب شلّة من مؤيديه في حملات كريهة تُزكم الأنوف يتطلب إجراءات قانونية صارمة تُعيد الرشد لبعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي لمسايرة بقية المجتمعات العربية والدولية باسلوب حضاري وانساني يحفظ للناس كراماتها ويشعرهم فعلاً بالحصانة من مخترقي "الأمن الالكتروني".
لهذا يتطلب من جميع المؤسسات الرياضية من أعلى الهرم الى قاعدته إعادة مفهوم "الشفافية" في إدارة اعمالها بالشكل الذي يضمن حقوق الجميع بمعايير ثابتة تنشد الكفاءة والعلمية والنزاهة من دون تمييز مع تشديد الرقابة على آليات العمل تجنباً لأية خروقات يتخذها الفاشلون منفذاً لتمرير غاياتهم بطرق غير مشروعة تصاحبها وسائل الضغط والتهديد والابتزاز، لكي ننعم برياضة عراقية لا يشوبها اللغط والشكوك والاتهامات والتهديد والتعصب بأنفاس طائفية مقيتة خنقها الشعب منذ سنين طوال.
عصابات الرياضة !
[post-views]
نشر في: 29 أغسطس, 2015: 09:01 م