TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تعددت اللجان والفساد واحد

تعددت اللجان والفساد واحد

نشر في: 29 أغسطس, 2015: 09:01 م

هيئة النزاهة مع اللجنة البرلمانية المختصة بملاحقة المفسدين اتفقتا على تشكيل لجان لمتابعة مخالفات بيع عقارات الدولة ، وبيع المناصب الحكومية ، وعلى الرغم من حساسية العراقيين من تشكيل اللجان ، لأنها ستضم ممثلي الكتل النيابية الحالية ليست بريئة من امكانية تورطها بملفات فساد يكشف الاتفاق بشكل لا يقبل اللبس عن حقيقة بيع المناصب ، فهل تستطيع اللجان التوصل الى الحقيقة ام ستخضع لضغوط سياسية ، فينتهي بها المطاف مثل بقية اللجان المشكلة سابقا ، ويغلق الملف ، او يسجل ضد مجهول ، او مسؤول صغير يكون ضحية صفقات الكبار .
ملف عقارات الدولة معقد وشائك ، في السنوات الماضية امتلك مسؤولون واعضاء في مجلس النواب منازل في حي التشريع المنطقة الخضراء لقاء دفع اسعار متدنية جدا بموجب تسهيلات حكومية ، فسجلت باسماء مالكيها الجدد في دوائر التسجيل العقاري، خارج المنطقة الخضراء سيطرت الاحزاب المتنفذة على احياء بكاملها في بغداد ، فضلا عن ابنية كانت تشغلها اجهزة النظام السابق ، سجلات امانة بغداد ، ودوائر التسجيل العقاري ، تحتفظ بقرارات حكومية صدرت في سنوات سابقة تقضي بمنح شخصيات مقربة من صاحب القرار اراضٍ في منطقة الجادرية.
اما ملف بيع الوزارات والمناصب فيحتاج الى المزيد من التدقيق ، خشية انفجار برميل البارود ، والحديث عن تسلم زعماء سياسيين مبالغ كبيرة تقدر بملايين الدولارات مقابل منح شخصيات حقائب وزارية ، يدور في الاوساط البرلمانية ، وتسرب الى بعض وسائل الاعلام ، في تقرير مصور بثته فضائية عربية ، بعد اسبوع من اندلاع التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح اكد المتحدثون في التقرير من اعضاء مجلس النواب بيع وزارات في الحكومة العراقية من دون الاشارة الى الاسماء كعادة البرلمانيين في اطلاق التصريحات ، لكن احدهم ذكر اسم زعيم سياسي منح حقيبة وزارية الى نجل ممول حملته الانتخابية.
وكشف ملف بيع الوزارات والمناصب خطير ويتطلب فضح الاسماء والجهات المتورطة ، لكي يتعرف الشعب العراقي على حقيقة اسدل عليها الستار منذ سنوات باعتماد قاعدة الاتفاق على تغطية الفضائح .
المراهنة على تشكيل لجان تضم ممثلين عن الكتل النيابية لكشف ملفات الفساد المالي وملاحقة المفسدين ، لا تجدي نفعا ، من دون الاستعانة بجهات مستقلة ومراقبين يتابعون عمل اللجان من لحظة الانطلاق من خط الشروع حتى حصر حيتان الفساد في زاوية ضيقة ، مع تحديد سقف زمني لإنجاز عمل اللجان ، لتلغي الانطباع السائد لدى العراقيين عن فشل اللجان في التوصل الى الحقائق .
مظاهر الفساد في العراق كثيرة متشعبة ، يقف في مقدمتها الفساد السياسي ، متمثلا ببيع الحقائب الوزارية ، فهل تستطيع النزاهة الهيئة واللجنة البرلمانية التوصل الى دلائل تدين حوت الفساد الاكبر في العراق ، ها اخوتي ها عليهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram