اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من هو المسؤول عن مصير هذه الزوجة التعس ،أهلها ،زوجها ،أم المجتمع؟

من هو المسؤول عن مصير هذه الزوجة التعس ،أهلها ،زوجها ،أم المجتمع؟

نشر في: 31 أغسطس, 2015: 12:01 ص

مما لا شك فيه إن الحياة الزوجية شراكة متكافئة بين الطرفين , يأتي هذا التكافؤ من خلال التفكير والتفاهم بين الطرفين , ولعل اختلال تلك الموازين قد يفسد المؤسسة الزوجية استقرارها , هذا إذا ما قدرنا العوامل المحيطة والتقاليد الاجتماعية البالية , وتسلط قسو

مما لا شك فيه إن الحياة الزوجية شراكة متكافئة بين الطرفين , يأتي هذا التكافؤ من خلال التفكير والتفاهم بين الطرفين , ولعل اختلال تلك الموازين قد يفسد المؤسسة الزوجية استقرارها , هذا إذا ما قدرنا العوامل المحيطة والتقاليد الاجتماعية البالية , وتسلط قسوة الأهل والأقارب الذين غالباً ما ينظرون إلى بناتهم كالسلعة أو جارية يبيعونها لقاء حفنة من الدنانير , لتكون النتيجة كما جرى ( مع س) .

 

تعود البداية لسنوات خلت عندما حس الأب في إحدى اقضية مدينة الحلة بدنو اجله , فجمع أهله ليحملهم أمانة أسرته وخاصة زوجته التي كانت صغيرة السن فطلب منهم تزوجيها بعد وفاته ورعاية ابنته (س) التي كانت لم تتزوج رغم جمالها وحسن قوامها .. مرض العضال لم يمهله طويلا فبعد أسابيع من وصيته مات الأب ولم تتردد الزوجة الأرملة بالارتباط بزوج أخر بعد فترة قصيرة .. وبالمقابل وجد أبنائه الفرصة مناسبة لتزويج شقيقتهم(س) أو بالأحرى بيعها لرجل كبير السن ولكنه ثري .. وفي العقد السادس من عمره لقاء مبلغ كبير من المال قبضه اكبر أشقائها الذي كان يعمل معه .. وانتقلت (س) للعيش معه على مسافة ليست بعيدة من المدينة .. كان الزوج عجوزاً وقاسياً وأرملا توفيت زوجته , فكان بحاجة لخادمة ترعاه وتسهر على خدمته , وهو ما جعل حياتها أشبه بالجحيم , استمرت سبع سنوات من العذاب حتى أنجبت طفلة صغيرة بدأت تعيش على أمل إن يصلح زوجها ما أفسده الدهر ويحرك المياه الراكدة باتجاه الوئام .. ولكن المشاكل تفاقمت .. فالرجل أصبح عجوزاً خرفاً ومن المستحيل التأقلم مع طبيعة تفكيره أو نمط حياته .. وهو ما دفع أولاده للدخول على حياتها والتعامل معها بقسوة وشدة وصلت حتى الضرب والإهانة وتعييرهم إياها بأنهم اشتروها بأموالهم لتكون خدامة لوالدهم .. انفجرت (س) من هذه القسوة المزمنة وكانت أول خطوة تقوم بها اللجوء إلى أشقائها لتشرح ظروف اضطهادها والظلم الذي تعرضت له .. ولكن وجدتهم يرغموها بالعودة إليه بالقوة الشديدة .. عادت(س) لبيت زوجها مكسورة الجناح وقد استغل زوجها وأولاده تخلي أهلها وأشقائها عنها , فأمعنوا في عذابها وإذلالها , وفي إحدى مشاجراتها مع زوجها قام بإشهار بندقيته بوجهها واللحاق بها وأطلق النار عليها ولكن الاطلاقات أصابت أشجارا قريبة منها .. الهلع والخوف والفزع دفع (س) لركوب أول (كيا) من مدينتها باتجاه بغداد دون إن تدري لماذا فعلت ذلك .. كانت تنظر من نافذة السيارة والدموع تنزل من عينيها حتى بللت دموعها زجاج السيارة .. وصلت إلى بغداد . وتاهت وهي تمشي دون هدى , حتى حل الليل لتجد نفسها في كراج النهضة .. طال جلوسها واشتدت ظلمة الليل عندما فؤجئت بشاب يقترب منها ويقدم لها المساعدة مستفسراً عن سبب وجودها .. فقصت عليه حكايتها .. فاظهر حزناً وتأثرا بحديثها , وعلى طريقة الرجل الشهم عرض عليها المساعدة واستضافتها في بيته الذي لا يوجد فيه سوى والدته التي تعمل في إحدى المستشفيات .
انطلق الاثنان مشيا على الإقدام حتى وصلا إلى منطقة باب الشيخ ثم دخلا سوية إلى بيته . ولم تكد تدخل حتى فؤجئت باثنين من أشقائه يقيمون معه , لكن تعبها دفعها لعدم التردد في الدخول حيث قام (ب) بإعداد الغرفة لها . تناول الاثنان طعام العشاء وبعد الانتهاء منه دعاها للذهاب لغرفتها للراحة بعد يوماً من التعب والمشقة . دخلت(س) إلى الغرفة ولم تكد ترخي بجسدها على السرير حتى فؤجئت بـ (ب ) يدخل عليها الغرفة ويقترب منها .. أحست بأنفاسه تقترب من وجهها ويديه تتحسسان جسدها , لم تقاوم أو تعترض , فغرقت مع (ب) في عالم الشهوة والرذيلة واستمرت على هذا الحال كل يوم تعاشر(ب) معاشرة الأزواج .. في هذه الإثناء كان زوجها مع أولاده يبحثون عنها وسجل إخبارا في مركز شرطة القضاء بهروبها .
مرت ستة اشهر على هروب الفتاة وعندما وصلت معلومات إلى مديرية الاستخبارات عن وجود فتاة مجهولة هاربة تقيم مع ثلاثة شبان في إحدى البيوت في منطقة باب الشيخ وتمارس الرذيلة بطريقة غير شرعية. داهمت مفرزة من المديرية البيت لتقبض على الزوجة الهاربة مع كل من (ب) وأشقائه وهم في فراش واحد وبالجرم المشهود.. اقتديت (س) إلى موقف النساء في الكاظمية بعد إن أحيلت بدعوى الاشتباه بالهروب من بيت الزوجية .. وأفرج عن
(ب) وإخوته بكفالة (س) تنتظر محاكمتها .. ونحن بدورنا نتساءل من هو المسؤول عن مصير هذه الزوجة التعس .. أهلها .. زوجها .. أم المجتمع !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram