عقد ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية، جلسة مشاورات في موسكو حول التسوية السورية مع مايكل راتني، المبعوث الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان
عقد ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية، جلسة مشاورات في موسكو حول التسوية السورية مع مايكل راتني، المبعوث الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن بوجدانوف وراتني أجريا تبادلا مسهبا للآراء حول دائرة واسعة من المسائل المتعلقة بالجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية- دبلوماسية وبأسرع ما يمكن للأزمة السورية، وكذلك بمهمة مكافحة الخطر الإرهابي بشكل فعّال. يذكر أن راتني الذي تم تعيينه في منصبه مؤخرا، وصل إلى موسكو في إطار جولة خارجية تشمل أيضا زيارة الرياض للقاء كبار المسؤولين السعوديين، وكذلك جنيف حيث سيجتمع الدبلوماسي الأمريكي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حسبما أعلنته سفارة الولايات المتحدة في موسكو.
على صعيد اخر ، قال الجنرال "ريتشاردز" وزير الدفاع البريطاني السابق إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تنقصه الشجاعة لاتخاذ خطوات عسكرية داخل سوريا من شأنها الحد من صعود قوة التنظيم المسلح داعش وفقا لما نشره موقع الصحيفة البريطانية الجارديان. وأضاف "ريتشاردز" في تصريحاته أن رئيس الوزراء رفض في العام 2012 أن يتدخل عسكريا لإزاحة نظام الرئيس بشار الأسد الخطوة التي كانت لتضع الكثير من الضغوطات على تنظيم داعش المسلح، مفضلا أجندة الحكومة الليبرالية على مصالح الدولة. وقال ريتشاردز الذي تبوأ منصب وزير الدفاع من العام 2010 حتى العام 2013، إن الحكومة تعاني حاليا من التخبط في التعامل مع داعش بسبب إهمالها ما طالب به في الأعوام الماضية وهو التدخل العسكري في كل من سوريا وليبيا وأوكرانيا، خاصة في سوريا لإجهاض تنامي نفوذ تنظيم داعش. كان مجلس العموم البريطاني قد رفض التدخل العسكري البريطاني في سوريا حتى ولو في صورة ضربات عسكرية جوية من قبل، ولكنه يتعرض حاليا لضغوطات من كاميرون ووزير دفاعه "مايكل فالون" الذين يرغبون في تنفيذ عمليات عسكرية داخل سوريا بعد مذبحة شاطئ سوسة بتونس التي خلفت 30 سائحا بريطانىا قتيلا. كان مجلس العموم البريطاني قد اكتشف تدخل قواته عسكريا داخل سوريا خلال الشهور الماضية دون الحصول على موافقته ما فجر أزمة بين الحكومة وأعضاء البرلمان.ياتي ذلك فيما قتل 7 أشخاص على الأقل، وجرح 13 آخرين، في تفجير انتحاري بدراجة نارية، استهدف دار القضاء التابع لجبهة النصرة في مدينة سلقين، بريف إدلب (شمالي سوريا).
وأفادت مصادر محلية، أن معظم ضحايا التفجير من المدنيين، الذين كانوا موجودين في السوق الشعبي، الملاصق لدار القضاء، ولم تفقد جبهة النصرة سوى عنصراَ واحداً جراء التفجير.وأضافت المصادر أن انتحاريًا آخر حاول تفجير نفسه أمام المشفى الميداني، لكنه تردد بعد انكشاف أمره، ثم قام بتفجير نفسه، في الوادي المقابل للمشفى، بعد أن طاردته عناصر من “النصرة”، دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا، بحسب شهود.في الأثناء قامت جبهة النصرة بتطويق مداخل مدينة سلقين ونصبت الحواجز بحثاً عن شخص ثالث يشتبه بتوجيهه للانتحاريين، فيما افادت مصادر معارضة أن جبهة النصرة اتهمت خلايا تابعة لداعش بتدبير التفجير.
في غضون ذلك فى تقرير صادم لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نشرته امس الأحد، أكدت خلاله أنه فى الوقت الذى يركز العالم انتباهه على عشرات آلاف اللاجئين السوريين الذين ينزحون إلى أوروبا، فإن هناك أزمة ربما تكون أشد عمقاً، تتكشف في بلدان الشرق الأوسط التي تحملت العبء الأكبر من فشل العالم في إنهاء الحرب السورية. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن أولئك الذين يصلون إلى أوروبا يمثلون نسبة ضئيلة من 4 ملايين سوري فروا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق، مما يجعل سوريا أكبر مصدر للاجئين في العالم، وأسوأ حالة طوارئ إنسانية في أكثر من 4 عقود.
وبينما يدخل الصراع السوري عامه الخامس، فإن وكالات الإغاثة والبلدان المضيفة للاجئين والسوريين أنفسهم بدأوا يدركون أن معظم الفارين لن يعودوا إلى بلدهم بعد، مما يشكل أزمة طويلة المدى للمجتمع الدولي غير القادر على معالجة الأزمة التي من شأنها أن تشكل اضطرابات عميقة للمنطقة والعالم بأسره. وخلف الصراع السوري ما لا يقل عن 250 ألف قتيل في المركز الستراتيجى للشرق الأوسط، فضلاً عن تشريد أكثر من 11 مليوناً، بينما لا توجد عملية سلام حتى الآن ولا حل واضح أو نهاية تلوح في الأفق.
وتمضي الصحيفة مشيرة إلى فشل الجهود الإنسانية، مع تراجع التبرعات وتصاعد الاحتياجات وتزايد الوضع خطورة، وتلقت الأمم المتحدة أقل من نصف المبلغ الذي أعلنت حاجتها إليه لرعاية اللاجئين، طيلة السنوات الأربع الأخيرة، ويجري قطع المساعدات وتعليق البرامج في نفس اللحظة التي يجد فيها أولئك الذين يغادرون سوريا على عجل أنفسهم بلا مال أو اهتمام.
ووصف أنطونيو جوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة، الوضع قائلا، "إنها مأساة لا مثيل لها في الماضى القريب"، محذراً من أن الملايين ربما ينتهي بهم الحال دون إيجاد المساعدة اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.