في ملحق صحيفة (المدى) الغراء ليوم الاثنين المصادف 4/5/2015 نشرت مقالة موجزة عن فرقة الزبانية العراقية والتي تأسست عام 1947 يوم لم تكن هناك فرق مسرحية رصينة خصوصاً بعد ان توقفت اعمال (الفرقة الشعبية للتمثيل) والتي اسسها عدد من المتخرجين في فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة وبعد تقديمها العمل المسرحي الوحيد وهو (شهداء الوطنية) للفرنسي (فيكتوريان ساردو) ومن اخراج (ابراهيم جلال) و(عبد الجبار ولي). والغريب ان الكتب التي وثقت لحركة المسرح العراقي وخصوصاً ما نشره (احمد فياض المفرجي) لم تشر الى أعمال تلك الفرقة التي شكلها عدد من طلبة فرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة وعدد من الهواة ومنهم (الحاج ناجي الرواي) و(فخري الزبيدي) و(حميد المحل) و(ناظم الغزالي) و(حامد الاطرقجي) و(محمود قطان). ولم يأت على ذكر تلك الفرقة واعمالها حتى الدكتور علي الزبيدي في كتابه المشهور (المسرحية العربية في العراق) واشار فقط الى مسرحيات كتبها الحاج ناجي الرواي وكان رئيساً للفرقة في زمن ممارستها تقديم اعمال مسرحية يغلب عليها الطابع الهزلي وتقدم باللهجة العامية.
ومن تكن المسرحيات (الدكتور جاكر جيان) و(عباس بين امرأتين) و(مسافر خانه مطركعة) وربما قدمت الفرقة البعض منها. وفي ملحق (المدى) جاء ذكر لمسرحيتين من مسرحيات الفرقة هما (اصحاب العقول) و(فتح باب المقدس) ولم يذكر اسمي مؤلفيها، وقد اشرت في كتابي (المسرح العراقي في مائة عام) بشكل مقتضب الى فرقة الزبانية، ويرجع سبب ذلك عدم اهتمام النشريات والمصادر بانشطة تلك الفرقة لكونها لم تؤسس وفقاً لمواد قانون الفرق الفنية المعمول بها خلال الأربعينات والخمسيات في القرن الماضي، ولأنها لم تكن تقدم اعمالها المسرحية الهزلية ببرامج ممنهجة وعلى وفق خطة مدروسة وانما كانت تعتمد على المناسبات والحفلات الخاصة والتي كانت تقيمها احياناً في احد القصور الملكية. وبعكس ما ذكره الدكتور ابراهيم خليل العلاف في المقالة المنشورة في ملحق (المدى) فإن الفرقة لم تساهم في تنشيط الحركة المسرحية في العراق بسبب محدودية نشاطها . وهنا لا بد ان اذكر ان الفرقة قد سافرت الى الاراضي الفلسطينية لتقدم مسرحياتها امام افراد الجيش العراقي الذين ذهبوا الى هناك بعد قرار التقسيم عام 1948 وتلك كانت المبادرة المحمودة الوحيدة للفرقة.
وفي مرحلة ظهور فرقة الزبانية كان هناك عدد الجمعيات والفرق الفنية من الهواة تقدم بين الحين والآخر عروضاً مسرحية اما في قاعة الملك فيصل (الشعب حالياً) او على مسارح الملاهي العديدة التي كانت موجودة في بغداد حتى منتصف الستينات، ومن تلك الجمعيات نذكر (جمعية التمثيل والسينما) بقيادة (احمد حمدي) و(الجمعية الفنية للتمثيل والسينما) برئاسة (عباس العبيدي) و(جمعية النهضة الفنية) التي شكلها (صائب الجصاني ومحسوب العزاوي) وبعد ذلك (الفرقة الشعبية للتمثيل) التي لم تدم حياتها طويلاً.
لم تكن لدى (فرقة الزبانية) اهداف من اعمالها سوى اضحاك المتفرجين ولم يكن اعضاؤها يحملون رسالة يريدون توجيهها الى التمفرجين لا سيما انهم لم يكونوا يحملون فكراً بناءً يهدفون من ايصاله نشر الوعي الاجتماعي والسياسي والوطني كما كان حال الفرق المسرحية التي ظهرت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي امثال (فرقة المسرح الفني الحديث) و(الفرقة الشعبية للتمثيل) بعد إحيائها و(فرقة مسرح اليوم) التي قادها الراحل (جعفر علي) وبعده الراحل (عوني كرومي) والتي كان لتلك الفرق الفضل الكبير والمتميز في تنشيط الحركة المسرحية في العراق قبل تأسيس فرقة الدولة (الفرقة القومية للتمثيل) رسمياً اواخر الستينات. واليوم ، والمسرح العراقي يفتقر الى اعمال تلك الفرق الناهضة بعد ان تعرضت الى التجميد لاسباب امنية من جهة ولأسباب مالية من جهة اخرى، نتمنى ان يأتي ذلك اليوم الذي يتم فيه احياء تلك الفرق وممارسة نشاطاتها من جديد لتغني المسرح العراقي بكل ما هو جديد ومبتكر والتزام بالمبادئ التقدمية الخيرة.
حول فرقة الزبانية
[post-views]
نشر في: 31 أغسطس, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
شيما
لماذا سميت الفرقة بفرقة الزبانية