قال الكاتب الأميركي تشارلز كراوثامر: إن اعتداء روسيا على أراضي إستونيا الدولة العضو في الناتو من خلال اختطاف مسؤول أمني إستوني بعد يومين فقط من زيارة الرئيس الأميركي لها قبل عام لهو دليل على احتقار الرئيس فلاديمير بوتن للرئيس أوباما، لأنه يدرك جيداً
قال الكاتب الأميركي تشارلز كراوثامر: إن اعتداء روسيا على أراضي إستونيا الدولة العضو في الناتو من خلال اختطاف مسؤول أمني إستوني بعد يومين فقط من زيارة الرئيس الأميركي لها قبل عام لهو دليل على احتقار الرئيس فلاديمير بوتن للرئيس أوباما، لأنه يدرك جيداً أن الأخير لن يفعل شيئاً.ولفت الكاتب إلى ردود الأفعال الصادرة عن الدول الغربية وقال: إنها لم تفعل شيئاً، فقد أصدرت الخارجية الأميركية بيانا، فيما أصدر الأمين العام للناتو تغريدة على موقع توتير، أما الاتحاد الأوروبي فقال: إنه لمن المبكر الحديث عن أي خيار ممكن. وعدد الكاتب التجاوزات التي نفذها بوتن ولم تلق رد فعل من الغرب سواء من أوروبا أو الولايات المتحدة وبخاصة رئيسها أوباما.ومن ضمن هذه الانتهاكات، يقول الكاتب متهكما على أوباما: إن بوتن كسر حظر توريد السلاح المفروض على إيران من خلال بيعها صفقة صواريخ أس-300، فما كان من أوباما إلا ان رفع له القبعة إعجابا قائلاً: «إنه فوجئ بصمود الحظر كل هذا الوقت».أيضاً خدعت روسيا أوباما في اللحظة الأخيرة من المفاوضات النووية، عندما انضمت إلى إيران في مطالبتها بإسقاط الحظر المفروض على الأسلحة التقليدية والصواريخ البالستية، فما كان من أوباما إلا الرضوخ. ويواصل الكاتب نقده اللاذع لما يعتبره «خنوعاً» أميركيا تجاه أفعال روسيا، فها هو بوتن يغزو أوكرانيا ويضم القرم لبلاده وينتهك اتفاقيات منسك لوقف إطلاق النار ويمحو الحدود الأوكرانية الروسية، ممزقاً بذلك اتفاقية ما بعد الحرب الباردة الموقعة عام 1994، وكان رد أوباما على ذلك بفرض عقوبات «غير مؤلمة» وتهديدات فارغة ورفض متواصل لإمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، لئلا يثير ذلك بوتن. وأوضح الكاتب أن دول شرق أوروبا شعرت أن الناتو والولايات المتحدة لن يفعلا شيئاً فقررت أن تتخذ خطوات لتعزيز قوتها وإن كانت رمزية، فعلى سبيل المثال قررت ليتوانيا في شباط الماضي إعادة العمل بالتجنيد الإجباري، ورغم أن جيش الليتوانيين لا يستطيع الصمود في وجه الجيش الروسي ليوم واحد، إلا أن الخطوة رمزية بشكل كبير. ورأي الكاتب أن أوباما قدم فرصة كبيرة لبوتن للانطلاق في غزو جيرانه، عندما تبنى سياسة «إعادة ضبط» العلاقة مع روسيا على مدار السنوات الست والنصف الماضية، رغم أن بكاء بوتن على إمبراطورية روسيا المفقودة يسبق قدوم أوباما للحكم. واعتبر أن روسيا ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تدرك أن ما يقف في طريق توسعها غرباً ليس أوروبا، التي تعيش في هجوع منحط، ولكنها الولايات المتحدة التي تضمن أمن أوروبا الغربية. وقال الكاتب: إن أوباما «بسذاجته وتردده» وضع تلك الضمانات محل تشكيك. أيضاً السعوديون ورغم حذرهم إزاء روسيا، صعقوا من استسلام أوباما النووي لإيران بشكل سيحول طهران إلى مهيمن على الشرق الأوسط، وهذا ما دفع السعوديين إلى البحث عن بدائل، فقد دعت المملكة الرئيس بوتن لزيارة الرياض، الأمر الذي رد عيه الروس بدعوة الملك لزيارة «القيصر فلاديمير» في موسكو. حتى باكستان، الحليف التقليدي للصين وخصم روسيا تشتري الآن طائرات مي-35 من روسيا، التي تقيم خط أنابيب غاز طبيعي بين كراتشي ولاهور.وختم الكاتب متهكماً بالقول: إنه فيما ينتظر جون كيري منحه جائزة نوبل ويضع أوباما خطط مكتبته الرئاسية، فإن بوتن يدرس كيفية استغلال الـ 17 شهراً المتبقية من ولاية أوباما.