TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قضايا ... في الصدارة

قضايا ... في الصدارة

نشر في: 31 أغسطس, 2015: 09:01 م

بعض القضايا المهمة والمصيرية تبدأ مثل زوبعة فتحتل الصدارة في وسائل الاعلام وتصبح مادة لحديث الشارع العراقي والاهتمام العربي والدولي احيانا ، وحين لاتجد لها حلا او صدى لدى رؤوس الدولة والجهات المسؤولة عنها ،يبدأ الاهتمام بها بالتضاؤل لتحل محلها قضايا اخرى فتتحاشاها وسائل الاعلام ويتحول عنها حديث الشارع الى القضايا الجديدة وينساها العرب والشارع الدولي ...وحدهم المتضررون منها لايمكنهم نسيانها وقد يواصلون البحث عن حلول أو أصداء لها ..
هل تنسى أمهات مجزرة سبايكر مثلا ان جثث اولادهن لم تجد لها قبورا تحتضنها وان هناك من بقي حيا من ضحايا المجزرة وتشير دلائل كثيرة على وجودهم في معتقلات يراد منها خنق اصواتهم لكيلا يعرف الناس حقيقة المجزرة ومن المسؤول الاول عنها ..وهل ينسى ابناء المناطق المحتلة من داعش انهم تحولوا بين يوم وليلة الى نازحين توزعوا في مختلف انحاء العراق والعالم واستحقوا صفة (مواطنين من الدرجة الثانية ) في بعض مناطق سكناهم الجديدة بعد ان فقدوا ابناءهم ومنازلهم ومصادر رزقهم واضطر بعضهم الى السكن في الخيام والهياكل وممارسة أعمال لاعهد لهم بها ..هل ينسى هؤلاء انهم كانوا ضحية رجال دين وساسة مأجورين وحكومة اسهمت في تسليم مناطقهم لداعش ثم تحولها الى اراض محروقة ومهجورة ...ام ينسى اهالي الشباب الذين اختاروا الهجرة والموت في البحار الغريبة والتذلل لدخول الدول الاوروبية كلاجئين انهم فقدوا احساس الانتماء لوطن لم يقدم لهم ماتؤمنه الدول الاخرى لرعاياها من أمن ورفاهية فاختاروا ألا يناضلوا من اجله بل من أجل لحظة أمان خارجه ...
في التظاهرات التي صارت القضية الاهم حاليا خاصة بعد تكرارها كل جمعة وخروج العراقيين فيها من مختلف الاجناس والانواع والطوائف صار يمكنك ان تجد امهات سبايكر بين المتظاهرين يطالبن بالثأر لدم ابنائهن واسترجاع الاحياء منهم وصار يمكنك ان تجد شابا من مدينة الموصل يصرخ بملء صوته :" انا ابن الموصل ..لست من داعش واطالب بضرورة انقاذ الموصل وتحريرها ..انا مع الجيش والشرطة " ، أما المهاجرون في البلاد الغريبة فقد خرج اشقاؤهم واصدقاؤهم ليعلنوا انتماءهم لهذا الوطن ورغبتهم في انتشاله من محنته وعودة طيوره المهاجرة إليه ...
هاهي التظاهرات اذن تواصل تصدرها القضايا الإعلامية والسياسية الأهم وتصبح مادة لاتنضب لمواقع التواصل الاجتماعي فقد وحدت الهم العراقي وجمعت القضايا العراقية الساخنة المندثرة منها والطازجة في بوتقة واحدة لتكون صوتا عراقيا هادرا من اجل التغيير ...
المشكلة ان التظاهرات نفسها ورغم تكرارها واستحواذها على اهتمام الاعلام والشارع لم تجد صداها الحقيقي لدى الحكومة والمسؤولين ولم تتحقق من مطالبها إلا فقرات بسيطة وغير مرضية لجمهورها العريض فهل سيتضاءل الاهتمام بها تدريجيا وتخفت اصوات المنادين بها حين تصطدم بالتجاهل والتسويف ويعود رجعها اليهم خاويا ..وربما تظهر وقتها قضايا اخرى لتحتل الصدارة وتغييبها تماما ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram