يكشف كتاب "ياسمين خان" دور الهند في الحرب العالمية الثانية، والذي وضع حداً لحكم البريطانيين.ففي خلال العامين 1940 و 1941 شق الضباط المجندون عبر المقاطعات الشمالية التي قدمت لبريطانيا الجنود ولكافة ارجاء الامبراطورية من اجل إدامة الامبراطورية وملكها ل

يكشف كتاب "ياسمين خان" دور الهند في الحرب العالمية الثانية، والذي وضع حداً لحكم البريطانيين.
ففي خلال العامين 1940 و 1941 شق الضباط المجندون عبر المقاطعات الشمالية التي قدمت لبريطانيا الجنود ولكافة ارجاء الامبراطورية من اجل إدامة الامبراطورية وملكها لعدة عقود من الزمن.

وفي خلال الحرب العالمية الثانية ،سرعان ما تعبت البنجاب الجبهة الغربية الشمالية، وكذلك راجستان وانصرفت قوات الجيش الهندي نحو النيبال ووديانها المرتفعة، وخسرت عدداً كبيرا من قواتها الفعالة في الجبال. وبسرعة تم تشكيل جيش بسرعة لإرساله الى الغرب: الى افريقيا والشرق لقتال الالمان والايطاليين وحلفائهم ومن بعدها الى الشرق البعيد لقتال اليابانيين ما فرق الجيش البريطاني في بضعة أشهر في اوائل عام 1942.
وقد انجزت طبع عمل كبير، وفي كتابها "الراجا في الحرب"، عن دور الهند وباكستان في دعم بريطانيا، وفي خلال سبعة او ثمانية اعوام منحتا الاستقلال في عام 1947.
ودور الهند في الحرب العالمية الثانية لم ينظر اليه بشكل جاد، بل تم نسيانه. اما في الهند فان الحقيقة التي تجسدت في تطوع عدة ملايين من الناس من أجل سيدهم الامبريالي. ومن الجانب البريطاني – فان دور الامبراطورية في الصراع كان صعباً في توحيد التضامن معها ضد النازية.
وهذا الكتاب افضل من اي تاريخ يسرد لمليوني شخص هندي، حاربوا في الصراع. وتكتب ياسمين خان بدقة وحيوية عن الحملات التي ارسلت الى افريقيا، والى المعارك في بورما وشمال شرق الهند والتي كانت مهمة وقوية.
وقد تم وصفها بحيوية وكانت التجربة في الحرب كما وصفتها ياسمين خان، سواء بالنسبة للناس والجنود وكانت كذلك ايضا التغييرات السياسية والتي أدت التخلي عن الحكم الامبريالي في النهاية.
وكان من الممكن الوصول الى تلك النهاية، عبر الدراسات وخاصة في العودة الى المستندات والبيانات الرسمية. وكان ذلك الأمر يصبح سهلاً ايضا عبر قراءة مذكرات رجال ذي مكانة مهمة في السلطة. ولكن الكاتبة بتلك التجربة، احست بمشاعر كافة طبقات الناس: التجار، والناشطون في الميدان وقدوم الامريكان وخروج الانكليز.
والاسلوب الذي استخدمته (ياسمين خان) اكاديمي تماماً، وكانما يبدو ملوناً، كما هي الاسواق ومحطة القطار القريبة من منزلنا، ملونة وتجذب الانظار.
وهناك مقاطع مؤثرة : ام تجلس بجوار ابنها النائم، عدة ساعات بعد عودته من اعوام القتال، وتتحسسه بين حين وآخر، كي تؤكد لنفسها انه حقاً بجانبها. ووالد حزين يسأل الجندي البريطاني الذي يأتي الى كوخهم الصغير ليشرح كيف توفي ابنه في اليونان "وبالاجمال كان جيدا" ويتوقف عن الحديث ويستطرد، "ولكنه في الليل كان يجعلني اضطرب." وهناك ايضا الارملة من نيبال، والتي امضت عدة اسابيع في انتظار زوجها الشاب والذي لن تراه مرة اخرى، وتحرس ميدالياته وصورة، طيلة حياتها.
وتشير خان "الى البعد الذي لا يمكن ترجمته فيما بين الضباط البريطانيين وبين رجالهم وايضا ما بين الايمان بالقدر واخلاص الجندي الهندي. ولكن هناك ايضا قصصا حقيقية وتضامنا تاما ومشاعر حب ايضا.
وتتناول الكاتبة ايضا المجاعة التي حدثت في البنغال عام 1943، حيث مات الملايين، وفي الهند، تم توجيه اللوم لوينستون تشرشل الذي رفض ان يخصص سفينة واحدة لجلب المزيد من الحنطة الى الهند.
وفي الكتاب بعض النقاط التي غابت عن الذاكرة، الاعصار وضرورات الاقتصاد في زمن الحرب، و"الارض المتروكة" وهي سياسة الارض المحروقة، تجاه الغزو الياباني.
ولم تكن المجاعة في البنغال وحدها هي التي كشفت خرافة الراجات.. وكان هناك ايضا التمييز ما بين معاملة اللاجئين القادمين الى بورما وبين خدمة الجنود، وكذلك إزدياد الظروف الصعبة في الهند ومصانعها، وعدم صعوبة إنتاج اهداف لمساعدة بريطانيا، ليس فقط ضد النازية فقط، بل ايضا بحماية الامبراطورية ايضا ونفوذها.
والجنود العائدون من المعركة، جلبوا معهم مهارات جديدة في ميادين عدة. وبدأ العائدون في الاحتجاج وكذلك الفلاحون. وكان هناك في بومباي إضراب وتمرد في عام 1946، وكذلك في النيبال. وقد حارب 200.000 نيبالي لبريطانيا في الحرب. وبعد عودتهم الى بلادهم كانوا قد لاحظوا الحياة في الخارج. وسرعان ما بدأت الاضطرابات في اماكن عدةن ما هدد الاوضاع في النيبال وفي كاتماندو. كما ان بعضهم آثر البقاء في بريطانيا، التي كانت في حاجة الى الايدي العاملة آنذاك، كما فتح بعضهم مطاعم صغيرة.
وفي عام 1946، كان في لندن نحو "20" مطعما هنديا.
ويتحدث السياسيون البريطانيون اليوم عن الروابط التأريخية بين الشعبين.
 عن: الاوبزرفر