بالامس وانا اقرأ في باب التعليقات الخاص بالصحيفة اثار انتباهي سطور كتبها قارئ كريم يقول فيها : الاحظ دائم التذمر من الاحزاب الدينية، هل تدري ان الكثير من بلدان اوربا تحكمها احزاب مسيحية ؟، وذكرني القارئ العزيز بميركل التي اردت تقبيل كفيها، ومهاتير محمد الذي صدعت رؤوس القراء به واخيرا وليس آخرا بالرئيس الاميركي كارتر الذي خرج الى العالم قبل ايام ليعلن أن أمه علمته: "حب الناس حسب تعاليم الكنيسة" وانه بعد أن ترك البيت الأبيض، عاد ليدرس الانجيل.
ساقول للقارئ الذي اراد للاسف ان يخلط الاوراق، ان الاحزاب الدينية التي اهاجمها وساظل أهاجمها باستمرار هي الاحزاب التي فشلت في تحقيق العدالة والرخاء للعراقيين، هي الاحزاب التي سلبت العراقي امنه وامانه وزادته فقراً لكنها في المقابل خلقت طبقة جديدة من الانتهازيين الذين سرقوا الاخضر واليابس. ولهذا ارجوك ياعزيزي ان لاتقارن باحزاب تقودها سيدة المانيا ولا بتجربة مهاتير محمد الذي انتقد بشدة احزاب الاسلام السياسي في منطقتنا المليئة بقوارب الهجرة وخيام المشردين وقبور لايعرف اسماء موتاها قائلا: "من الممكن للرشوة والخداع باسم الدين والمحسوبية أن تأتي بالنصر لأقل المرشحين أهليةً لقيادة الدولة... فنرى كيف يطلق حزب حملته خلال صلاة الجمعة الجامعة ويهدد بمكبرات الصوت بكراهية الذين يعارضونه.. من أجل أن تدلي الناس بأصواتها لمن ليس لديه القدرة على القيادة ولكن لمن هم محتالون بدرجة تكفي لخداع الناس."
لم أجد ياعزيزي للأسف حتى هذه اللحظة في احزابنا الدينية بفرعيها السني والشيعي ما يستحق الاشادة والمديح، لان القائمين على هذه الاحزاب فاتهم ان الدين وضع من اجل رفعة الانسان ، لا من اجل ان يتحارب دعاته على كراسي السلطة والمنفعة، ومن أجل بسط العدالة الاجتماعية لا من اجل سرقة الثروات.
من باب التأكيد نضع خطوطاً حمراء تحت حقائق نرى ان يولي القارئ العزيز انتباها لها، وفي مقدمتها ان العديد من ملفات الفساد في معظم الوزارات، يقف وراءها مسؤولون ينتمون إلى أحزاب دينية، وبسبب هذا لم تفتح هذه الملفات ولم يتم الاقتراب منها.
واعتذر لا نني ساعود للسيدة "المتدينة" ميركل التي استطاعت خلال سنوات حكمها ان تحقق لالمانيا افضل نظام عناية صحي في اوروبا وان تصبح ثاني دولة زراعية في العالم، احد افضل معدلات النمو.. ولا تسأل عن النظام القضائي او نظام التعليم ، وانبهكم لاخر صورة ظهر فيها كارتر وهو يعلن اصايته بالسرطان ، لكنه مصر ان يذهب لمواساة اللاجئين المسلمين في اوربا الشرقية قائلا للصحفيين : اريد ان ابعث الامل في نفوس الحالمين بالطمأنينة والامان ، وشيء من الضوء.
لا ميركل.. ولا كارتر
[post-views]
نشر في: 1 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
الاحزاب المسيحيه فى اوروبا لها الاسم المسيحى فقط والتطبيق هو يمينى قرب الوسط السياسى قى البرلمان---الدين حطم اوروبا بسبب الحروب الدينيه الطويلة المدى ---سابقا كانت الكنيسة مسيطرة على كل شىء والخلاف بين الكاثوليك والايفانكيليين سببت الحروب الدينيه واطوله