TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نار الدستور ولا جنة الاصلاح

نار الدستور ولا جنة الاصلاح

نشر في: 4 سبتمبر, 2015: 09:01 م

الساسة العراقيون قادة القوى المشاركة في الحكومة الحالية ، جميعهم بلا استثناء ، ابدوا تمسكهم بالدستور ، على الرغم من ان كتلهم النيابية في الدورات التشريعية السابقة ، فشلت في تعديل المواد الدستورية المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية في البلاد ، صولتها الاخيرة ، حققت التصويت على قانون تشكيل الاحزاب فعدته انجازا تاريخيا ، يلبي مطالب المتظاهرين ، وينسجم مع الرغبة الشعبية في اجراء اصلاحات شاملة .
مراجعة تصريحات قادة الطبقة السياسية بعد اطلاق حزمة الاصلاحات ، اخذت شكل لعبة الحية والدرج ، بين الدعم والتأييد ، ثم التحفظ والمطالبة بتطبيق الدستور ، فبرزت امكانية استخدام ورقة التسويف والمماطلة ، متجسدة بتشكيل كتلة في احد مجالس المحافظات تدعي دعم المتظاهرين ، لكنها احتفظت بحق اختيار الشخصية المناسبة لشغل منصب المحافظ المستقيل.
زعيم كتلة نيابية فقد منصبه نائبا لرئيس الوزراء ، قدم مقترحا يقضي بتشكيل لجنة محايدة من ذوي الخبرة والنزاهة والكفاءة تراقب عملية الإصلاح بإشراف الأمم المتحدة، على أن تتم الاستعانة بشركات دولية متخصصة لها القدرة على كشف الفساد ومكافحته ، واشترط على اللجنة ان تبتعد عن استهداف احد بدوافع سياسية ، وتكلف بتشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط يؤدون دورهم بحيادية وتجرد بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية ، الاصلاح من وجهة نظر فخامة نائب رئيس الوزراء المقال من منصبه ، يجب ان يكون بعيدا جدا عن الحاق الأضرار بالتوافقات الوطنية ، واستغلاله اي الاصلاح لتصفية الخصوم وإبعادهم عن الساحة السياسية والإساءة إلى تاريخهم الوطني.
زعيم سياسي آخر وجه بطانته ، للاتصال بناشطين لبحث مطالب المتظاهرين ، لعقد اجتماع طاولة مستديرة ، اقتصر الاجتماع على حضور الاتباع والباحثين عن فرص عمل في وزارة سيادية واختتم بتقديم مواعظ ونصائح الاطلاع على الدستور، وفي ضوء فهم مواده يجب ان ترفع الشعارات المطالبة بالاصلاحات .
نار الدستور ولا جنة الاصلاح شعار المرحلة الحالية ، تبنته الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، بإصرارها على الاحتفاظ بوزاراتها ومواقعها الرسمية ، وليس من المستبعد ان تلجأ الى اساليب اخرى لإجهاض رغبة المتظاهرين في تحقيق الاصلاح ، حين تصل الى قناعة اكيدة بانها ستفقد امتيازات توفرت لها طيلة السنوات الماضية.
يخشى المتظاهرون من تسويف مطالبهم بتشكيل عشرات اللجان ، وانتظار فتح باب الفرج بعد الشدة ، باعتماد القاعدة العراقية السائدة في التعاطي مع المطالب الشعبية ، وتأجيل تطبيق الاصلاح حتى اشعار آخر ، تتوفر فيه الارضية المناسبة المستندة الى الدستور، خصوصا ان تحرير المدن من سيطرة تنظيم داعش يشغل الحيز الاكبر من اهتمام الحكومة الحالية ، ليس امام المتظاهرين من خيار سوى مواصلة احتجاجاتهم ، لعلها تستطيع ان تفرز قوى مؤثرة تفرض قواعد جديدة للعملية السياسية ، تصحح بإرادة شعبية اخطاء السنوات الماضية ، شريطة الحفاظ على سمعة "الرموز الوطنية" من نبوخذ نصر الى سائق الستوتة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram