TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شِمتــــــانــــــــي؟

شِمتــــــانــــــــي؟

نشر في: 5 سبتمبر, 2015: 09:01 م

عندما طالبت المرجعية، في خطبة نهار الجمعة الفائت، مسؤول السلطة التنفيذية المباشر للبدء بمحاسبة الرؤوس الكبيرة عن الفساد، قطعا لم تقصد قطعها، بل تشخيصها اولا. فعلام هذا الخوف من بدء التطبيق على الفور، خصوصا وانها مطالبات المتظاهرين، وهي لا تحتاج الى تخويل دستوري او قانوني؟ كان الجزء الأول من الخطبة قد أشار الى ذلك باستحضار رسالة بعثها الامام علي لعامله على البصرة عثمان بن حنيف وبخه فيها على زيارته لغني: "أمّا بعد يا ابن حنيف: فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو".
لم يخف الامام اسم المسؤول الموبَّخ ولم يصجمه تصجيما بل سماه باسمه مباشرة. أكثر من مرة قلنا ان القرارات الخالية من الأسماء كما التظاهرات التي تخلو منها، لا نفع فيها. بل هي مضرة لانها تشعر الفاسد باننا نخافه او في اقل التقديرات نحترمه.
الغريب ان أعمدة الأحزاب اقنعت الناس بتجنب ذكر الفاسدين بالأسماء بحجة ان ذلك يتنافى ومبادئ الاخلاق والدين. الأغرب انه حتى دعاة المدنية او العلمانية كثر فيهم من ينادي بتجنب ذكر الأسماء. مزايدة على المدنية والدين في آن.
التظاهرات المدنية ما كانت لتنجح لو انها سارت وفق قاعدة "احاجيج يا بنتي واسمعي يا جنتي". أفضل الشعراء المدنيين، قدماء و معاصرين، العراقيين بالذات، كان يسمون الفاسدين بأسمائهم. عودوا للمتنبي والرصافي والجواهري والنواب والحاج زاير واعملوا إحصاءً بأسماء المشتومين فيها تصريحا وليس تلميحا, فمن اين اتيتم بهذه المثالية يا دعاة المدنية؟
أما الإسلاميون خاصة من رؤساء الأحزاب او الكتل فقد أعابوا على المتظاهرين هتافاتهم بفضح أسماء بعينها بحجة ان ذلك ليس من الاخلاق الإسلامية. كويس كما يقول المصريون؟ لكن أما كان القرآن الكريم كأعلى مرجع اسلامي قال بالنص "تبت يدا أبي لهب"؟ فعلى من تضحكون؟ عودوا لنهج البلاغة وأحصوا الأسماء التي انتقدها الامام علي. كما أدعوكم الى المقتل الحسيني لتقرأوا بأنفسكم، هذا ان كنتم تقرأون فعلا، كيف كان الامام الحسين يخاطب الذين التموا على قتله بأسمائهم وكان يشتم بعضهم بالأسماء ايضا. فعلها لأنه شجاع وان كان وحده، وانهم حقا يستحقون الفضح والشتيمة وان كثر عددهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    هؤلاء سيدي لا يهمهم مباديء سيد الشهداء الحسين عليه السلام بل يهمهم هريسة وشوربة أي سرقة المال العام والسلطة ... والثوب الذي لبسوه لمدة 13 سنة قد كشف للشعب العراقي ... وكان أحرى بممثلي المرجعية أن يشخصوا ألأسماء هذا ما كنت تنوي أن تقوله في مقالتك سيدي الشا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram