TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نقيق الضفادع

نقيق الضفادع

نشر في: 5 سبتمبر, 2015: 09:01 م

ليس هذا العنوان من ابتكاري واعترف امامكم انني سرقته من كتاب " الغربال " لميخائيل نعيمة ، الذي اعيد اكتشافه من جديد ، بعد ان كنت شغوفا به ايام المراهقة ، لكن مع مرور السنين وتقلب القراءات والاحوال ابتعدت عنه ، ولم أعد أرى في ما كتبه سوى مناجاة يغلب عليها التأمل والحنين إلى حياة الريف وبساطته ، اليوم اعود الى هذه التاملات ولكني قبل الدخول في الموضوع وانصافا للعمود الثامن ولصاحب " الغربال " يجب ان اخبركم إن أوجه الشبه بين مقالة نعيمة وبين حروف " خادمكم "تبتدئ وتنتهي بالعنوان، فلا قرابة بين ضفادعه وضفادعي، الا من حيث النقيق ، هو يتحدث عن الضفادع البشرية، وانا اريد ان احدثكم عن ضفادع المستنقعات السياسية ، يكتب نعيمة مقاله ردا على الذين تتسع حناجرهم وتضيق حسب الطلب، ونحن نعيش اليوم مناخ تلون نقيق الضفادع بين ليلة وضحاها ، فبعد ان كان الجيش خط احمر لا يمكن الاقتراب منه ، اصبح ضباطه الكبار هذه الايام ينفذون اجندات خارجية ، فقط لانهم تجرأوا واقتربوا من قلاع الساسة ، واعتذر للبعض الذين لايكفون عن الكتابة ضد الجيش العراقي بألفاظ بالغة القسوة والاساءة ، لكن الجيش وسط هذه المعمعة االسياسية ياسادة ، هو أفضل ما نملك، وأيضا يجب ان يكون أعز ما نملك، وإذا اضطرنا ان ننتقده ، فنأمل من اصحاب التعليقات ان لاينسوا ضحايا هذا الجيش ، لانهم ابناء هذا الشعب وليسوا " بدون "
اعود الى نعيمة الذي يقول :" كان أشد الايام سوادا في حياة الضفادع ، اذ فيه اكتشفوا ان هناك من يريد ان ينافسهم على هذا المستنقع ، فهب في الحال زعيمهم الاكبر ووقف فيهم خطيبا وحنجرته تكاد تتمزق من الغيظ : واق! واق ! واق! اما ترجمة هذه الخطبة البليغة فهي : ايها الضفادع ان مستنقعنا لفي خطر ، ذلك المستنقع الذي تسلمناه وقطعنا على انفسنا ميثاقا ان نسلمه الى الابناء والاحفاد ، قد قام اليوم من يريد ان يدنسه ويشوه ملامحه ، فيا للشناعة وياللكفر ، وأرى إنا إذا غضضنا الطرف عن هذا الامر ، سنعيش في خطر كبير فصفق الضفادع طويلا لخطبة زعيمهم ودبت الحماسة فيهم وصاحوا بصوت واحد :" واق ! واق ! واق ! "
منذ اللحظة الأولى لاندلاع تظاهرات الاصلاح في بغداد والبصرة والحلة وميسان ، وباقي مدن العراق ، كان نقيق الضفادع ما أخشاه ، لقد علمتنا تجربة تظاهرات شباط 2011 ، ان الفساد يعاد تعميره بأفضل من قبل،
انه الصدأ الذي تركته سنوات المالكي ، وكأن المستقبل لن يأتي ابداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. طارق الجبوري

    نقيق المستنقعات السياسية كما وصفتهم اليوم هو الاكثر خطراً لانه يعلو كل الاصوات .. وبصراحة بتنا لاندري متى يأتي المستقبل المبشر ببعض احلامنا وخالص اعتزازي بصدق القلم وجرأته

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram