استذكر نادي السرد في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين ضمن منهاجه الثقافي الاربعاء الماضي الروائي الراحل غائب طعمة فرمان في ندوة بمناسبة مرور ربع قرن على رحيلة. شارك فيها عدد من الادباء والفنانين والنقاد والباحثين، وجرى الحديث حول تجربته الروائية وموا
استذكر نادي السرد في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين ضمن منهاجه الثقافي الاربعاء الماضي الروائي الراحل غائب طعمة فرمان في ندوة بمناسبة مرور ربع قرن على رحيلة. شارك فيها عدد من الادباء والفنانين والنقاد والباحثين، وجرى الحديث حول تجربته الروائية ومواقفه الوطنية وسيرته الذاتية، فقد وصفه مقدم الجلسة الكاتب والنقاد عباس لطيف بانه قامة سردية لا يمكن اغفال دورها في مجمل ذاكرة الثقافة السينمائية والروائية والمسرحية، فهو العملاق الحاضر بيننا بمواقفه ومنجزاته التي ارست دعائم فنية ابداعية للرواية العراقية. مشيراً الى انه منذ ان كتب النخلة والجيران ،الرواية التي ارتقى من خلالها عن المضامين السردية التقليدية، باتجاه حيازة بنى جديدة استطاع ابتكارها. لافتاً الى انه اشتغل على المكان بطلاً، فالأمكنة الشعبية المسحوقة والمسكوت عنها، لم تكن حاضرة حسب وانما هي البطل الحقيقي في مجمل رواياته.
وبيّن الناقد فاضل ثامر ان القاص والروائي والناشط الاجتماعي غائب طعمة فرمان امضى الكثير من سنوات حياته في هذه الاماكن الشعبية التي تقع في قلب العاصمة بغداد مثل اسد باشا والحيدر خانة، وخاصة حين كان يعمل في الصحافة وتحديداً في جريدة الأهالي، وكان شاهداً على احداث تاريخية كبيرة دونها في الكثير من كتاباته. لافتاً الى ان اسلوبه في الترجمة مميز فقد كان يتقن اللغتين الروسية والانجليزية، الى جانب امتلاكه لثقافة اجتماعية كبيرة. وقال: كان لي الشرف ان اكتب عن الكثير من اعماله الروائية بينها: خمسة اصوات ، والنخلة والجيران ، وظلال على النافذة، كما كتبت دراسة خاصة عن روايته "المخاض" لما لها من وقع خاص في نفسي.
فيما بين الباحث باسم عبد الحميد حمودي ان فرمان يعد ذاكرة فنية كبيرة فهو رجل بغدادي بامتياز يركز اهتمامه بما يكتب لا بما يكتب عنه. وقال: منذ الخمسينات كتب القصة القصيرة، وقد كانت قصصه تنبئ بروايات قادمة، ومنها تولدت روايته "النخلة والجيران."
من جانبها ، اوضحت الدكتورة عواطف نعيم ان الروايات كالنساء في العقم والولادة. مشيرة الى ان روايات فرمان رحم ولود استقطب الكثيرين من المخرجين والكتاب فصارت اعماله وسيلة لمادة تلفازية ومسرحية وسينمائية واذاعية.
واشار القاص حسين الجاف الى ان فرمان هو ابن المحلة البغدادية باب الشيخ والعوينة والمربعة وشارع سيد سلطان علي، ومقهى الملا حمادي. تميز عن اخوته الذين اتجهوا للمهن الخاصة بعيداً عن الدراسة، بينما كان هو معزولاً منكباً على قراءاته ومطالعاته.
وبيّن الفنان المسرحي عزيز خيون ان فرمان يمثل مجموعة مخاضات، يحلم برغم ِألمه ويتأمل برغم الاحباطات والانكسارات. مشيراً الى ان رواياته بسيطة في طرحها لكنها عميقة في مفاهيمها الاجتماعية وتنبؤاتها المستقبلية لما سيحدث اجتماعياً، لذا وجد فيها الكتاب والمخرجون مادة سهلة لاعمال اذاعية وتلفزيونية ومسرحية وسينمائية، فبساطتها تدل على غنى وتمكن. لافتاً الى البطل الاساسي في اعماله هو البيئة التي تسير جنباً الى جنب مع شخوصه.