أتحدى أن نجد شخصا يشعر بالراحة والسعادة في العراق باستثناء السياسيين وعوائلهم ومقربيهم والتابعين لهم، عندما أزيح تمثال صدام من ساحة الفردوس ظن العراقيون أنهم سيعيشون اسعد أيام حياتهم ولم يكونوا يتوقعون أن عرى البلد ستتفكك وان الناس ستتفرق شيعا واتباعا بفضل حكمة قادتنا "المؤمنين" الذين لم يتوقفوا منذ يومها عن إتحافنا بكل ما هو فاشل ، إذا افترضا أنه لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة ، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة لمعظم مسؤولينا لأنهم أبدلوا ملفات مثل الامن والتنمية والصحة والتعليم والبطالة والسكن وهجرة الشباب ، بملف آخر جديد اسمه قانون الحرس الوطني ، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد هل سيقر القانون؟ ليلحقه سؤال آخر: الم يخبرنا العبادي بان القانون سيعمل على حصر السلاح بيد الدولة والمؤسسة العسكرية ويمنع المظاهر المسلحة خارج إطار هذه السلطة، وسؤال جديد : لماذا يصر اتحاد القوى على مناقشة القانون في "دويلة" قطر، حيث يصر البعض على اقامة حفل يُعلن من خلالها ان الرعاية القطرية الجديدة للمصالحة الوطنية ستُنهي مشاكلنا وستغلق ملف الفتنة الطائفية وستوفر الخدمات وتقضي على البطالة، وليجد المواطن نفسه أمام لعبة جديدة اسمها لعبة قانون الحرس الوطني والتي حتى هذه اللحظة لا يعرف احد كيف تحل، اذا كان النائب محمد الصيهود قد اقسم باغلظ الايمان ان اقرار القانون سيشعل حربا طائفية وسيقسم العراق؟.
منذ ايام وصحف العالم منشغلة باخبار اللاجئين وجميعها تصدر تحت عنوان واحد: "لا يمكن وقف التضامن الإنساني" ، هذه صحف مختلفة الاتجاهات والميول لكنها تتفق على شيء واحد "التضامن مع الهاربين من دول القانون" ، فيما العنوان في صحيفة الصباح : "ازمة المهجرين تمزق الاتحاد الاوروبي" فلتحيا الروح الوطنية، لأن اوروبا لا مخاتير عصر لديها، واحزابها لا تسيطر على املاك الدولة، ونوابها ولا يمتطون ظهور الضعفاء، بل يصرون على ان ينظموا قوافل لدعم اللاجئين.
لا وعدَ هنا إلا بالمعارك، بحذاء عالية نصيف او ركلات كاظم الصيادي، ثقافة الانتهازية والوصولية التي ارساها ساستنا عندما قطَعوا الطريق على قيم العدالة والمواطنة.
من كان يصدق أن التغيير الذي قدم من اجله العراقيون على مدى ثلاثة عقود تضحيات جسام يمكن أن ينتهي إلى برلمان يصول ويجول فيه محمود الحسن، فيما احمد المساري يبشرنا بان الشيخ تميم سيتدخل "شخصيا" لحل كل ازمات العراق؟، وأن أروقة البرلمان ستشهد محاضرة في الوطنية يلقيها فاضل الدباس؟.
أكاد أن اجزم أن "فخامته" يضحك كل صباح ، وهو يتابع قوافل الشباب تهاجر الى دروب الغربة للبحث على حقهم في الحرية والحياة.
المالكي يضحك من جديد
[post-views]
نشر في: 7 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
الشمري فاروق
منعم مع احترامي لك ولصداقتناالذي تمتد لعقود من الزمن يؤسفني ال اقول لك (جان استحيت)
طارق الجبوري
الاستاذ علي وانا معك اجزم بانهم يضحكون على مصائبنا وعلى دموعنا ونحن نودع اعزائنا .. يضحكون لانهم يتوهمون انهم باقون ونحن قدرنا ان نضحي من اجل احلام طال انتظارها .. بل ان سياسي الصدفة قتلوا ما بقي من امل بتحقيقها .. في ما اقول ليس يئساً لكنه الواقع واعترف