ضيّف الملتقى الأكاديمي في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين نخبة من الاكاديميات: بشرى موسى ونادية العزاوي وناهضة الستار للحديث عن تجربتهن النقدية، في ندوة بعنوان (الأكاديمية النسوية ـ ادوارها ومنجزها) ضمن منهاج الملتقى الاسبوعي السبت الماضي. واشارت مق
ضيّف الملتقى الأكاديمي في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين نخبة من الاكاديميات: بشرى موسى ونادية العزاوي وناهضة الستار للحديث عن تجربتهن النقدية، في ندوة بعنوان (الأكاديمية النسوية ـ ادوارها ومنجزها) ضمن منهاج الملتقى الاسبوعي السبت الماضي. واشارت مقدمة الجلسة الدكتورة نادية هناوي الى ان اهمية الندوة تأتي متحدية لمحاولة تحديد مفهوم الأكاديمية النسوية في العمل الجامعي من ناحية بيان الطروحات وتنمية الحيثيات في العالم عموماً. مشيرة الى ان الحديث عن حركة نسائية اكاديمية قد يبدو مكروهاً لدى البعض لكونه يظهر محبة المرأة ازاء بغض الرجل. موضحة ان الغاية هي رصد الهوية النسائية الاكاديمية ووضع تحليل لبيان اطرها العامة، لدحض بعض الرؤى او المسلمات الجاهزة التي تدعي ان خطابنا فحولي وان المرأة مهما كتبت وقالت فانها تبقى منضوية في اطار فكري ذكوري يملي عليها ويوجهها ويحدد منجزها.
وحول تجربتها ، اشارت بشرى موسى الدكتورة في النقد العربي الحديث ان بدايتها كانت من خلال قراءاتها المكثفة، وتحديد علامات معينة تدعوها للوقوف عندها والبحث فيها. وقالت: كنت اجد في نفسي ميلاً كبيراً الى السرد، فقرأت عشرات الروايات العالمية المترجمة والعربية. وهذه القراءات خلقت عندي الاحساس باللغة واهمية ان يكون للناقد ثراء ادبي يشكل امامه افقاً بعيداً. مبينة انها وجدت في الرواية كرماً لغوياً لم يحققه لها الشعر برغم احتوائه على لغة مجازية عالية لا يمكن الاختلاف فيها، لكن التنوع والثراء والاحساس اللغوي وجدته في الرواية.
لافتة الى ان فلسفتها الأكاديمية تبنى على اسس متفردة تعد علامات دالة في طريق النقد الأدبي من بينها الكرم في القراءة والبخل في الكتابة.
فيما قدمت الدكتورة نادية العزاوي ورقة بعنوان "نساء أنرنَ طريقي" اشارت فيها الى صف طويل من الشاعرات والاكاديميات اللاتي اسهمن في تأسيس وعيها في الحياة وتحفيزها على المثابرة والاستغراق في التجربة الى منتهاها، لذا ترى فيهن وجوهاً تنطوي على خصوصية الموقف واستقلالية الرأي وتميز الاداء، والأكثر من ذلك الايمان بالقضية والتمسك بالرسالة من أول رابعة العدوية وعائشة التيمورية، مروراً بمي زيادة وسهير القلماوي وبنت الشاطئ وروس خدوري ووديعه النجم وغيرهن. لافتة الى انها استقت اصول تجربتها متأثرة ببعض الأديبات والباحثات والناقدات والشاعرات ، فكانت صبيحة الشيخ داود هي صاحبة الجرأة الريادية التي منحتها القدرة على ان تكون بدورها رائدة ثقافية وصاحبة تحول علمي وابداعي، كما كانت نازك الملائكة بالنسبة لها مرجعية نقدية وقامة ادبية اثرت بمنجزها، اما حياة شرارة فتمثل لها رمزاً أكاديمياً ظلت تطمح الى بلوغه.
اما الدكتورة ناهضة الستار فقد بينت ان الاطار الاكاديمي يعني الدرس والتعامل مع اجيال تأتينا شابة ونحن نكبر، متسائلة عن ما يحتاجه كل جيل جديد يأتينا مع كل دفعة دراسة في ظل هذا المحيط الهائل من المتغيرات في المعرفة الفكرية العالمية والمحلية. وقالت: هناك ازدواجية تزامنت معي بين شاهدتي الاكاديمية وتجربتي الشعرية، ولا استطيع ابداً الفكاك من هذا الازدواج وتزامنه وتكامله في شخصيتي الاكاديمية المتداخلة مع الشاعرة. ومن خلال هذا الازدواج وجدت تلمس صورتي في القاعة الاكاديمية وانا اتوجه الى التعامل مع الشباب متأملة عيونهم الغضة التي تنظر الينا باهتمام، وتريد ان نقرأها لا ان نملي عليها مسلماتنا. مشيرة الى انها من خلال ذلك كانت في قلق دائم يشبه قلقها الشعري الذي تعانيه مع ادواتها التدريسية والنقدية، متسائلة ان كانت هذه المفاهيم التي تمتد لأكثر من خمسين سنة تصلح للطلبة وهل يمكن ان تصمد امام جميع هذه المتغيرات التي تطرأ يومياً، وكيف نعامل جيلاً جديداً بمقايس ومناهج دراسية تمتد لأكثر من خمسين سنة. مبينة انها اعدت مشروعاً يجيب عن اسئلتها التي تنطلق من مسؤوليتها بعد ان وجدت العمل الاكاديمي يعتمد المعرفة النظرية اكثر من التدريب المهاري، وضعف العلاقة بين تخصص وآخر، ومن هذا المنطلق تقترح منهجاً يدرب الشباب الجامعي على كيفية تحويل اللغة والبلاغة والنحو الى مهارة يمارسها في اهداف عدة.